قصيدة إنسيابية ملفتة بالمعاني والمغازي , كتبتها شاعرة الإغتراب أميرة عيسى الموجودة في مدينة سيدني الأوسترالية ..
القصيدة حملت عنوان ” حوارات صباحية ” , قالت فيها :
حواريّات صباحيّة
بقلم أميرة عيسى
الحواريّة الأولى
أبحثُ عن وطن
هي:
صباحُ الورد والندى وأملٌ بيومٍ ضاحك
هو:
لتكن أوقاتكِ كما تُحبين
هي:
أحبُّ أن أرتاحَ في روضكَ…..
كما العصفورة ترتاحُ في حِضنِ الأغصان
أحبُّ أن نذهبَ معًا في نزهة صباحيّة
في حقول بلادي…..
حفاةً…..نسيرُ على تُرابٍ رطب
بلّلتهُ أوّلُ شتوةٍ خريفية….
نتنشقُ نسيمَ الهوى…..
أحبُّ أن أختبئ تحتَ إبطِكَ
اتنشقُكَ مع هواء بلادي
أحبُّ أن تقطُفَ لي عنبًا احمر
تُطعمني من بين شفتَيكَ…..
فيتحوّلُ إلى نبيذٍ يُسكرُني
أحبُّ…..أن أحبُّكَ
وأغرّدُ…..بين ذراعيك
أحبُّ أن أكون فراشةً تَدورُ في فلككَ
تتحدى لهيبَ النار…
هو:
متعبٌ أنا..وفي قلبي وجعٌ…..
…..أبحثُ عن وطن…..
هي:
إتركْ أمورَ دنياكَ….. حبيبي
إتبعْ قلبَكَ…..
وتعالَ الى فسحةِ فرحٍ في حقولي
خذْ قلبي…..وطنًا لعيونِكَ
أرحْ رأسَكَ على صَدري
ولنذهب….. في رحلةٍ الى وطنٍ قد غاب
يا وطنًا….. قد أبعدتنا عنكَ الحروب
وأنتَ…أبدًا باقٍ في ثنايا القلوب
يا وطنًا…..يا قِبلة المشرّدين
ترابُكَ يبقى أغلى من كلّ القصور
تعالَ حبيبي….. نرفعُ العلمَ من بَعيد
لعلّه يرفرفُ في سَماءِ بلادي
وأنينُ ألمِ الفراق…..
لعلّه يداعبُ أوراقَ شجرِ الصّفصاف
على ضفاف أنهار الوادي
يا وطني… كيف أنساكَ
وفيكَ تخلّدتْ أجسادُ أجدادي
فترابُكَ مسكٌ
وأشجارُكَ تُلوّحُ…..تنادي
أن ارجعوا….. يا أولادي
هو:
أبحثُ عن وطنٍ حُرٍّ كشجر الصفصاف
يراقصُ لحنَ النهرِ الجاري…
على كلّ الضفاف
هي:
مسلوخةٌ أنا عن بلادي
محروقةٌ أناجي…..
ولا أحدٌ يسمعُ ندائي
أنتَ وطني… حبيبي
جسدُكَ من ترابِ بلادي
عيونُكَ منارات سُفُني التائهة…
في بحارٍ غريبةٍ…..أنتَ فيها الأمل
هويّتي….. وجدتُها في عينيك
ودمي المهدور على الطرقات الغريبة
وجدتُه يسيلُ في عروقِكَ
ومائي….. الذي أنشدُ
وجدته في قُدسِ أقداسِكَ
هو:
أبحثُ عن وطنٍ…..
لا جوازَ سفرٍ فيه…..
لا حدودَ تحتويه…..
شرقُه حريّة…..غربُه عدالة
شَماله عِزّة…..وجنوبه عرسُ الإنسانيّة!
هي:
فرصةُ لقياكَ تغمرني بالحنين
دفءٌ… أملٌ… حُبّ
طيورُ بلادي تغرّدُ في قلبي
حبّكَ يحضنني…. صدرُكَ درعي الحصين
هو:
أبحثُ عن وطنٍ….. لا تجوعُ فيه العصافير
بل تُغني…تُحلّق… وتطير
بستانُ فرحٍ…..
يَضوعُ فيه عَبَقُ الأزاهير
أبحثُ عن وطنٍ….. لا يُهانُ الإنسان فيه
…..بسببِ الرغيف…..!
هي:
وطني الضائع خلفَ المحيطات
وجدتُه في حِضنِ يديك
ضمّني إلى صَدرِكَ…..
اسقني من ينابيعِ بلادي
أطعمني….. المنّ والسلوى
وخذني معكَ الى صحراءَ بعيدة
نتوه فيها أربعين عامًا
لعلّنا ننسى حرقةَ البعاد……..
( الشاعرة أميرة عيسى / سيدني / أوستراليا )