كتب يوسف رِقة :
مارينا سلوم , الشاعرة اللبنانية ( من أصول سورية ) تعبِّر عن انفعالاتها بكلمة لا تجدها في قواميس اللغة لكنها قد تختصر قصيدة .
هي تمزج بين الفصحى ومفردات من المحكية لكي تعبِّر عن آلامها , حزنها , فرحها و خفقان قلبها بكلمات قد تأتي من ” العبث ” كالحياة العبثية تماما , ليبقى المعنى في “قلب شاعر ” أحيانا ..
مارينا سلوم نمط مختلف في كتابة الشعر , قد تتفق مع شعرها أو لا تتفق , لكن هذا النوع الذي ينتمي إلى القصائد النثرية الحرّة هو موجود وبقوة في الشعر الأوروبي وفي بعض قصائد شعراء البحث عن التجدد في بلاد العرب .

زاوية ” شهرياد الكلام ” ثمرة التعاون بين الموقع ومنتدى ” شهرياد ” الثقافي لرئيسه الشاعر الشيخ نعيم تلحوق , إستضاف اليوم الشاعرة مارينا سلوم واختار لها باقة من قصائدها :
-1-
“روح هَشيم “
في ظلالِ الأمْس
وَشْوش الأنين ، التهاب الحناجرِ
فيء هَمْسٍ ، رَخيم
يباسُ الأنامل
تصحّر النّاي ، قصب الرؤى
تقوب لَبْس ، حليم
إنْهمَرتْ عيدانُ الحروف ِ
قَشّ كلماتٍ
تَقِدُ ” هٍسّ” ، كليم
مُقلتاك همْهمة ضيّ
ضجيج حزنٍ
في رسغِ الهامشِ ، مقيم
وأنايَ …..
على دَفْق موجات الرّنين
تتكوّم سلالم ، رقيم
فأثور كالغضب الدّفين
تتساقط الأسطر جرحى
مَكْلومة الضلع ، يكسرها الحنين
فُتات زجاج
يشطب رَمله ، جسد قصيد ….. عقيم

-2-
يا الحب
ينثني هفهاف خَصْر الود
حانيا بالشغف حنوّ الرّق
ياااااا قلبه كم أنا منك
***
رَنْد نبضك ، فيض دِفق
جريان الذوبان ذاك الوجد
**
أتوه في ملاعب صوتك
ضحكا كان ، او جد
ليشرد الخيال على هام الشفاه
حِبال وَصْل ، تتدرّج في البُعد
تترنّم نطقي ، لغة الحب
و أتمايل في نسائم حضورك
وسائد قُطْن سماء
تحتضن غيم الحب

-3-
مَنْ مَشّط أَضلُع المركب
بأسنان الّلهب
في جريان النّهر ؟؟؟
مَنْ رَتَق مِزَق الشّراع
بإبَر خيوط الألم
في هبوب العمر ؟؟
مَنْ قبّل وَجنة الضفاف
ب حصى مُتلعثمة السّير
وألقى شفاه الشّوق
في مُتلاطمات مَوج الجري ؟؟؟
وكأنّ مُتعاقبات الحلم
ترنّح ماء، رماديّ ، فَيضُ غيم
وقارب الوقت مُتَزعزع الوصل
بين دَفّه ، نائبات المُقل ، كُحل
حشرجة حَجر ، يحتّك بالحجر
وشريان القلب مُتهالك الأربط
حِبال نبضه ، فتائل مِزَق
و وعد بأيّأم يُنيرها مَوقَد
حَطَبه دَمع شمع
مِنْ رقّته ، سَيل
قبضَ خدّ الشّمس بكفّه
وأعلن انتثار فجر
الشّروق ، في رحم القمر ….

-4-
الجزّار على عتبة السّبت
والحملان ، دمع القلق، ثغاء
مَنْ يأتيّ المحارب بالصّمت؟
في الإنسلاخ هدنة رعناء
ولا فجر للمزاعم
نائبات الوقت اتّقاد رهائن..

-5-
” نص نثري “
لم أكن عارية ، أو بَرْد يسري بتقاسيمي
لكنّه عباءة ألبسني
وأحاط خصري بمئزر يديه ، خوفا من ارتجافة شاردة ، قد تعتريني
ليهزّ الّلحن مفاتن استدارة ، نحتَتْ بمقامها ، حدود انخساف التشكيل
فتهرب لأميال ، نثار لَهْو عنه يُقصيني
خلع من أنامله الكفّين ، نقاء رؤية ، يحميني
فتضيع يداي في روائح تعرّقه ، فضفاضة المقاس ، وتدفئني
كلّما رفعت خصلة شعر تهدلت على الجبين
فاح الزّهر ، فاستيقظ الحلم بأخيلتي
وأتدارى بخفاء خلف بياضها ، كأنني بالنور يتوضأ الوجه
لتعلو على شفتيّ ابتسامة ، منذ قليل ، عاث بهما الّلثم
حينما تقابلتا على طراوة ، وقت سقوطهما ، بلسما من بتلات ، على الخد
ليضجّ النّحل بفوضى انتظام الشّهد
عسلا تقطّر ، لمعان اشتياق ، من تلك العينين ، بريق حنان
بشهقة لَعْثَمت مسافة اتصال ، اختتمت المقام ب : ” يا البي “
لا ، لا لست بعاشقة
لكنّ الفِعْل بالإفتنان يغويني
( مارينا سلوم / بيروت )

انهمرت عيدان حرفك غاليتي إبداعاً وإحساساً شفيفاً شديد العمق في الوقت ذاته …
تبوحين ، ليضج النحل بفوضى انتظام الشّهد …
ما أروعكِ صديقتي ، دمتِ وسلمتِ ودام نبضكِ الرائع