..ينشر موقع ” ميزان الزمان ” قصيدتين جديدتين للشاعر العراقي قيس الحراح ..هنا القصيدة الأولى :
-1-
الشاعر العراقي قيس الجراح
ما يفزعكَ أكثرُ من هذا؟
وانتَ لا تملك حتى
جُنحين على كتف غراب
كم يشبهكَ الشارعُ
مُغبَّراً أنتَ
بضوضاءِ الاخرين
تدوسُكَ الألسنُ الحافية
وتمضي عنك
تجمع انتَ أعقابَ سكائرهم
علكةَ شبقٍ
تَسَوَّسَتْ من طول المضغ
تلتحفُ حزنكَ تغفو
لهراءِ يومٍ جديد
ما يفزعكَ أكثرُ من هذا؟
وانتَ تضاجعُ كابوساً
في ليلكَ الثقيلِ
تلهث خلف الصحو
لتصطادَ الأحلامَ
تسالُ هذا الساكنَ فيك
عما تبلغُ من سؤٍ
ما أبقاكَ ولم ترحل
مثل سطرٍ منسيٍ أو
كالورقِ الأبيض لم يثقله الحرف
فتطير
الورقُ الابيضُ
أقربُ للسماء
ما يفزعك
أكثرُ من هذا البقاء
( الشاعر قيس الحراح / بغداد )
-2-
ها كما الأمسِ خُدِعتْ
بالطلاءِ المُرِّ يَمسح شفتي
ويهجيني الكلام
حاملاً من دمي الراعفَ من وطأته
تحت أقدام غنوجٍ من رُخام
كأسَ خمرٍ شَفَّني
عنقَ طفلي
ما ورثتُ من أبي
لأميرٍ فيه همتْ
لم أكن أعصاه يوماً
غير أني قد خُدِعتْ
مثلما ساومتُ سيفي
هربتْ مني خيولي المُسرجة
وارتمى الأفقُ أمامي
كانت الصحراءُ عمقاً
غير أني قد نسيتُ جملي
ونسيتُ خاتمي
وارتميتْ
بين أثداءِ غنوجٍ في الليالي المثلجة
وتدفأتُ بأوهامي ونمت
لم أكنْ عاشقَ يوماً
غير أني قد خُدِعتْ
قد مشيتُ
بين نصلِ السيفِ والسياف
يحملُ صورتي
صمتي وصوتي
فأنا أختارُ موتي
ليس لي إلا طقوسي واحتراقِ الأبخرة
ليس لي إلا مسيري
عند نصلِ السيفِ
والسيافُ يطعنُ ما أصختْ
لم أوساومْ قط يوماً
غير أني قد خُدعتْ
( الشاعر قيس الجراح /بغداد )
جيد