الدكتورة مفيدة الجلاصي , شاعرة وناقدة من تونس الخضراء , اختار موقع ” ميزان الزمان ” قصيدتين جديدتين لها , الأولى حملت عنوان ” تعاويذ مواسم الحب “, والثانية حملت عنوان ” في معتقل الذكرى ” ..
-1-
” تعاويذ مواسم الحب”
وذي النبضات خفقت….
وذي الهمسات خمدتِ…
باحت بالأشواق وبالحنين
وها هي تتضمد بالأنين
تلاحقنا في الزمن الضنين
تسابق الأمل السقيم
تتماوج الآهات سكرى
متراقصة في أعماق
نفس أرهقها ليل العاشقين
رسم لهم خارطة مواسم
الحب في محراب الهوى
أثملته وعود خانها
الموبوؤون على فراش
دعارة الخيانة…..
تلبستها أنفس الخواء
على أرض الفجور
واستوطنت ارضا عايشت
أحداث تاريخ ازدراها
أبطال حوصروا على
جبهات الحياة المارقة
كالمارد تسلل من قمقمه
يبشر بالويل والثبور
اعلن زيف تعويذات عشتار
حين بايع نجمة الصباح
وعدت الربوع والهضاب
خصبا وتوبة’من اثام
القحط في السنين العجاف
وها طرفك يرتد اليك
حسيرا على مد البصر
حيث تدثر بظلك الذي
غادرك صار كالوهم تبرأ منك
وقد تلبستك ذات غريبة
بالأنجم وبالقمر كفرت
تتعقب ترحالك على شطآن الخلجان
بت كالسندباد او كالمريد
بارك الحجر المقدس في محراب
التجلي رسم عليه طلاسمه
تعاويذ العصور الهاربة الى الوراء
حيران تبحث في صفحات
الأيام هوية بصماتك
تاهت في الزحام….
عن ظلك المغمور….
ذات غروب شمس الأبدية
كان حلمها ألا تغيب
في هاتيك الغيوم….!!
( الشاعرة والناقدة د. مفيدة الجلاصي)
-2-
“في معتقل الذكرى”
طائر الفينيق صدح..
انبعث من رماده…..
كذب الأسطورة….
وها هي ذي العنقاء
تنسحب من الذاكرة
فقد ماتت الف مرة ومرة
في بساتين الياسمين
و على أسوار حدائق بابل
كم تعطرت بالكلمات
في القصائد المرتبكة
في جنائن الأندلس
المفقودة على أرض
الغواية والفتن….
ترثي زمنها الهارب
وليالي الأنس في
قصور استوطنها الأوغاد
عمروها بالأحقاد
شردوا الأبناء والأحفاد
ترشفوا على نخب الخيانة
أقداح المذلة وما ارتووا
بل قالوا : هل مزيد؟
تتماوج الاهات سكرى
تثخن الجراح….
على أسوار مدن خاوية
تاهت في حكايات
بلا أحداث مغرية
فيها أعلن الأبطال
تواطؤا على الزمان والمكان
جفاهم دهر مضمخ
زورا في السنين العجاف
أبت الا أن تهدي
قحطها للحقول …
في أراض قاحلة…
ما بكتها السماء
خابت آمالها…
أضاعت بوصلتها….
ترجع صدى صوتها
قبرت في معتقل الذكرى
ويكأنها تستجدي حنينا
إلى زمن عشق قد ولى
تلاشى …وأدوه
في غيابات جب
غارت مياههِِ…
هجرته القوافل السيارة
في فصول تشابهت
باتت تلعن هاجرة
صيف قائظ ….
يشهد أفول نجوم
في سماء عبثت بها
أشواق في مجرات
أفئدة كم أرهقها
انتظار الطيور الفولاذية
بشدوها الملائكي
على ضفاف شواطئ
الهيام ….تعانق اليقين
تلامس روح الطهر
ترفل في بهاء
كونها المختوم بقبلات
التمني …شوقا الى
مرافئ العشق الأبدي
ظلا ظليلا يهطل
على تلك السنين…
اغتسلت من دنس
الخطيئة في زمن العهر
وزخات مطر كالرحيق
تلثمه فراشة الصبح
رفرفرت على بتلات
الزهيرات في السحر
( الشاعرة والناقدة د. مفيدة الجلاصي)