أبي
ليتك لم تمت…
ظلّوا هنالك في عيني وإن غابوا
تبكي عليهم سخين الدمع أعتابُ
ظلّوا كما وطنٍ أركانُه غُرزتْ
في الأرض حتى ولو أقصاهُ إرهابُ
راحوا وما رحلت أصوات ضحكتهم
والثغر ما برحت تغويه أعنابُ
راحوا وما رحلت ريحٌ نقاومها
ظلّت تزمجرُ إذما يوصد البابُ
في ليل غربتنا سهد الهوى وجعٌ
والجرحُ فتّقه شوقٌ وأحبابُ
هذا الفؤادُ يكيل الحزن من ألمٍ
طيف الحبيب كلمْع البرق خلّابُ
تشكو النوافذ شمسًا بات مطرحها
عمق الجليد ووجه الشمس لهّابُ
حتى الطيور تداعت حين رحلتها
راحت فرادى وجمع الطير أسرابُ
خمسون عامًا وسبعٌ من سنابلها
ماتت عجافًا فلا تمرٌ ولا صابُ
خمسون عامًا رأت من عمق شرفتها
أطياف من رحلوا راحوا وما آبوا
خمسون عامًا هوى فنجان قهوتها
فالشعرُ منكسرٌ في الحرف إعتابُ
يا لونَ قمحهمِ يا دمع ليلهمِ
يا صوتَ بلبلهم للشوق أسبابُ
يا صوت أغنية أبكي مواجعها
في البال لحّنها عودٌ وزريابُ
( لورين رسلان القادري / بيروت )