إلى أبي
……
أنا لا أظنك تشبه الموتى
فقلبك لم يزل طفلاً وما بلغَ الفطامْ !..
أنا بعضُ نبضكَ ضحكتي الأولى
ارتطامُ الخـطوِ بالكلماتِ…
يا أبتي اشتعالُ البوحِ أنتَ جعلتهُ هدفي
وتفخيخَ الكــلامْ..
ووعدت أنك لن تنام ْ…
ســتّون عاما في الوظيفة
لم تنم يوماً
وخلفك سبعُ قامات جياعٌ
كفّــك الخبز
وعيناكَ المودة والســلامْ.
أنا كيف لم أبصرْ يديكّ تحوك قمصانَ التوجعِ والسّــكوتِ
وترتدي صبر النبيّينَ
ولا ترضى الحــرامْ؟..
أنا كيف غادرتُ السفينةَ
تاركاً للمـوجِ وجهكَ كالشّــراعِ
وإخوتي في البحرِ
أمّـي في احتدام التيهِ والبلد السقامْ.
عشرون عاماً أو تزيد ُ
وغربتي وطني
وبيتي كذبةُ الاسفنجِ
أشــواقي مصنّـعةٌ
وأكثر ما أجيدُ زخارف المعنى
وتزييفَ الغــرامْ.
هل كنتَ تنتظرُ اللقاءَ لتقطعَ الحبلَ
وأهوي في فراغ البئــرِ
مفجــوعاً
وصوتك يسـكنُ الدنيا
ومشيتكَ الكسيرةُ ترسـمُ الدربَ إلى موتي
وتقرؤني الســلامْ…
هل كنت تكتب موتك الســريَّ
محبرتي نسيجُ الحرفِ
أوراقي حفيفُ النعشِ
أيامي سريرُ الوقتِ
تنطرُ أضلعي كفناً
وتقفل شمسَ أيامي الحزينة كي تنامْ.
( الشاعر مردوك الشامي / بيروت : 21 يونيو 2020 )
الله يرحمه
هو وجع انكسار العمر على ضفاف الغد المرسوم بريشة الفراق. ابدعت التوصيفات
من اي بئر حملت باقات الحروف تزرعها فوق سفينة مسامير النجاة ! ؟؟؟ ام من وراء الارض “كحل ” للعين ترى ما وراء القلب قصة الغياب السريري ؟ يا لضحكة الطفل الذي لا زال “ابوه ” منه فيه وله … يا شمس هلّلي واقرئي السلام
رائعة “ابي ” …