سلمان عبد الحسين / البحرين
وطنُ الظلِّ المسروقِ
..
بعض الظلِّ العاري
من تغطية الموتورين من الظلِ
سيصبحُ أجمل
إنْ فقد البعضُ حصانته
والفيءَ المقسوم إليه
لأنَّ ظلالاً أنكرها
تنكره الآنَ
فتمنع أوراقَ الشجر الوارفِ
أن تورفَ
تمنع سعفَ النخلِ
بأنْ يصبح خوصاً لمنامتِه في الحقلِ
ستجردُه جرداً
بحساباتِ الواقفِ للتحقيقِ
بلا كرسيٍّ يرمي الثقل عليه
سيرمي كلَّ الغلاتِ المسروقة
إنْ حقَّقَ فيها وجه أدكنُ من ظلٍّ
وبقي دون الكرسي
الواقف عند تعامد شمسِ السخطِ
عليه
تقلِّم أظفارَ الظلِّ
لكيلا ينشبِ
في الغلاتِ المسروقةِ سهوا
وبسهو اللحظةِ يحميهِ
..
يا وطناً
بغلالٍ
وظلالٍ
ماءٍ
خضرتنا
والوجهُ حسنْ
والفعل حزنْ
والعمر دمنْ
والإرهاص القاتل سمَّوهُ سُنَنْ
الغلَّة يا وطني ناقصةُ الفقراءْ
والظلِّ المتشبِّثُ بالغلَّة ينقصه الأحياءْ
والخضرةُ يا للخضرةِ
حين تمشطِّها بالكشطِ لحىً صفراءْ
والحسناءْ
أمُّ باهتة المعنى
والأولاد بلا صورٍ
أخت نافضةٌ لأخٍ
فالأصلاب تشابهنَ عليها
زوجٌ تعشقُ ما نظرتْ لقدودٍ
رقماً أفردها عن زوجٍ
ماذا بقيَ؟!
الظلُّ الناشزُ
الوطنُ الناشز عند بنيه
يقتتلون عليه كثيراً
وإذا مات على يدهم من طعناتٍ
الكلُّ يقيم مآتمهُ حزناً
لكنْ
لا أحدٌ يبكيهِ
لا أحدٌ يبكيهِ
..
يا للصورةِ
والمشهدِ
والسيناريو
بلا إخراجٍ أو تمثيلٍ
فالظلُّ تبكَّمُ
أبكم حدَّ النطقِ المالئ في
فيه تراباً
الظلُّ تنطَّقَ
أن الأرضَ العاتبة الولهى
نسيتْ لون ملامتها في النزفِ الأحمرِ
لمَّا يصفَّرُ
لأنَّ خريفاً منتشياً
ساقطَ أوراقَ الظلِّ
فأسقطَ وطناً
أسقطَ وطناً
فقد خصائصَ حتى دار مسنِّينَ
ولم يرضَ أحدٌ يُؤْوِيهِ
..
أكملُ أيضاً
الظلُّ ابنُ الأزلِ
الأدمُ الخمرُ
تعتيقةُ ما يعفى أثراً
شيءٌ من غيم الصيفِ
بلا رعدٍ أو برقٍ
شيءٌ من سكرِ رصيفٍ
يطمحُ أن يسكرَ حقلاً
كي يأخذَ منه الغلَّةَ
وظلالاً بالإشباهِ
ولا شيء قديمٌ
الكلُّ جديدٌ
حدَّ السيارةِ قد جاءتْ مركبةً
جملاً قوَّسَ ظهر النفاثةِ
كي تصبح أبطأ
والظلُّ يعاودُ طلَّتهُ
لكنْ
لا أحدٌ جدَّ عليهِ
ولا الرحل قديماً
قد خُلِّلَ بين يديه
..
يا وطن الظلِّ المسروقِ
الضوءُ عقوقٌ
الشمسُ عقوقٌ
القمرُ عقوقٌ
والمسروق الحالمُ بالعودة
كلُّ الطيرِ الحاملَ أجنحةِ العودة
يأبى إلا عشاًّ مكشوفاً للسكنى
ولذلك حصراً
حصراً يُقصيهِ
( الشاعر سلمان عبد الحسين / البحرين )