” مرايا القمر “
للكاتبة الكويتية عالية شعيب
……
1.
تضع يدك على رأسي. ترقيني تشفيني
تميزني عن البقية
تقرأ لي اسمائي
تنقي لي كل شائبة
تخلع عني الرتابة وتضيء في روحي الحكايات
تماهي الصور وتأذن للبدايات
تضفر شعري تلون شفاهي تكحل عيني
تضع لي العطر والاقراط تقيدني بالاساور وتشبك شمسي وقمري بالخواتم
تلغي الوقت
لا أريد ارتداء ساعة معك ولا أريد للزمن أن يشاغب هلعي فيك
أريدك وطنا ومنفى معا
ظلمة ونور، شجرة وقفص، حريق وارتواء
أريدك جزء وكل، اشتهاء وانتهاء، مرض و دواء
أريد يدك التي على رأسي أن لا تفارقني
حتى تهدأ رجفة قلبي
حتى يغادرني الشيب ويركض إلي طيش الشباب ونزق الصغر و الدلع والدلال
اترك يدك على رأسي حتى يعود شعري الأسود الطويل يمشط ازقة ” برمنجهام “
فيلتفت نحوي والدي ويزول غضبه قليلا
يزيح القدر ستار الكدر ويغمرني الفرح من جديد
تعرف الضحكة طريقها لمبسمي.. و أتعرَّف اسمي و وجهي من جديد.
2.
الأحضان التي تخبئها لي والقبل التي لاتزال في مكنون الروح
تهندس شغفها على مهل
وترسم آهات انسكابها على أفق سكر الريق وفحيح الأنفاس.
لم تزل.. ترسل لي صدى أسماء حكاياتها وعناوين دفاترها وانثناءات اغنياتها
هل تدري..
إنها كسرب نورس غافي على نعومة الصخر الملون في شواطيء فيلكا، وشويخ.. يهمس لي ويكاد ينادي.
لكنه يعلم أن خدوش الاغتراب وكسور الأسفار وصدى أنين حقائب بالية من كثرة التنقل وعدم الوصول.. تملأ قلبي
لذا يغفو بهدوء منتظرا.
انها كقطيع احصنة بيضاء وسوداء لامعة كنصل سيوف.
يتقطر كحل رموشها منتشيا ويتمايل حرير غرتها كلما حان انفلات الركض وسعير الصهيل .. لكنها تنتظر
معنا.. تنتظر
حتى يحين أوان اختلاط رغوة اللهفة بحنين الاشتياق على مذبح اللقاء
انها تتجمع في عنقي نزولا على مضيق الهوى لسهل الاحتواء..
كل نوارس الزرقة و أحصنة الليل وانعكاس مرايا القمر.. على بحور تشبهنا
تتجمع .. بانتظارنا.
عالية شعيب
كاتبة من الكويت
الكاتبة والشاعرة عالية شعيب