“بيروت، لمّا الحكي يصير شعر” في قصر الأونيسكو

برعاية وزارة الثقافة اللبنانية، وبدعوة من الأديبة والشاعرة ريما خالد حلواني، أُقيم حفل توقيع ديوانها بالمحكيّة اللبنانيّة بعنوان “بيروت، لمّا الحكي يصير شعر” (الصادر حديثاً عن منشورات منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي)، وذلك مساء الثلاثاء 13 أيار 2025 في قصر الأونيسكو – بيروت.
حضر الحفل الكاتب يوسف رقة ممثلا وزارة الثقافة وشخصيات أدبية وفنية واعلامية ونخبة من الشعراء والمثقفين .
الشاعرة ريما خالد حلواني
المشاركون في الندوة من اليمين : الشاعرة حلواني , الفنان برنارد رنو ، الشاعرة ميراي شحاده والشاعر شربل زغيب
استهل الحفل الذي قدمته الشاعرة عبير عربيد ، بالنشيد الوطني اللبناني بصوت السوبرانو ماريا مطر.
الشاعرة عبير عربيد
السيبرانو ماريا مطر مع الشاعرة حلواني
ثمّ تناوب على المنبر : الشاعر شربل زغيب، الفنان التشكيلي برنارد رنّو.
الفنان برنارد رنّو
الشاعر شربل زغيب
وبعد ذلك ألقت الأديبة ميراي شحاده الحداد كلمة منتدى شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحادة ، و قالت في كلمتها:
مساء الشعر ، مساء ريما حلواني
كلمتي بعنوان: “من عاميّة التعابير إلى بوح من حرير”…وتسكنُها عذوبة التعابير وصفوة الأحاسيس، أراني اليوم أمام امرأة، تحِنّ إلى الطفلة التي تسكنُها فتكتب بوجدان طفولتها و كأنّ الورد خضَّب وجنتيها واحمرّت وهي تركض في حقول أزاهيرها خلف فراشات الربيع.
كثيرة هي من قصائدها التي ترتبط بمناسباتٍ وطنيّة وعائليّة، حيث تتدفّق شاعريتها المسكوبة في إيقاع موسيقيّ بريء يشبه حضور أديبتنا في يوميّاتها الجميلة، لمن عرفها، في بساطتها وعدم تكلّفها الواضح: الحضور الذي يرسم لها المعنى الوجودي والهويّة الحلوانيّة لريمتنا.

وقالت : أوليس الفنان، لا سيما الشاعر والرسّام هو الذي يبحث عن معنى لوجوده في هذا العالم عندما يعتلي قباب الشعر ويسافر في فضاءات خارج دنيويّة هذا العالم؟ !
أوليس هو العابر لجدار الصمت ومدارات الكون، يعمّق الطريق في بوحِ ما يجول في خاطره من حب وقلق، من ثورة وغضب؟! هنا أدركَت ريما بوصلة الحياة، فانطلقت تسبر أعماق اللون والضوء، وفي هذه الإطلالة عبر لغتها المحكيّة وكأنّها تناجي تراب لبنان وأرزتَه وروابيه وعاصمته مردّدة في سرّها مع إيليا أبو ماضي:
وطنَ النجومِ: أنا هُناحدّقْ، أتذكرُ مَن أنا؟
أنا (ريما) مَن مياهِكَ قطرةٌفاضتْ جداولَ مِن سَنا
أنا مِن ترابِكَ ذرّةٌماجَتْ مواكبَ مِن مُنَى
هي القائلة في قصيدة “لبنان”:” يا موطني لولا برمنا الكونمنرجع تَ نغفى ونغمر ترابك”.
وهي القائلة أيضًا في قصيدة “أم الشرايع”: “أم الشرايع للعلم عنوان/ طيور الوفا باتوا بقناطرها”.
وفي قصيدة “شعور” تُقلقها دموع الأطفال وقساوة الحرب وبراثن العدوان الأخيرفي وطننا الموجوع: فتناجي الله متضرّعة: تطلّع يا الله فينا/من سنين كتيري بكينا/شملنا بعطفك واحمينا/هل العدوان بلا ضمير.
في الحب والمشاعر: تبرعمت في القلوب كلماتها، فلم تخلُ زوايا قصائدِها من الهوى وأسرار الحب والمحبة، ففي قصيدة “بلسم” تُفصحُ شاعرتنا:
وفي قصيدة : يوم عيدِك، المهداة لابنتها في18 آب تقول: “يوم عيدِك فتحو الأزهار/ وصار الفرح يرقص بقلب الدار”….
الشاعرة ميراي شحاده
وأضافت الشاعرة شحاده القول :
العزيزة ريما
ما بين دمع الحبر المتجمّد في الأحداق، وظلال الصمت المهيمن في ضجيج الأحزان، تفتحُ ريما الباب على مصراعيه وتنادي باسم الكلمة، باسم المحبة الإنسان من حولها.
هي المتيّمة بلغة الضاد ولغة الارض ولغة قوس القزح. من أحرف الأبجدية إلى أبجدية الألوان، من أديبة إلى رسّامة تشكيليّة، ما زالت تطبع ريما بصماتٍ دامغة في عالم القيم والجمال. تأبى هذه الحلوانيّة إلّا أن ترش من سكّرها في كلّ الولائم الثقافية.
وأنا، بحكم صداقتنا العميقة الطويلة، لا يمكنني سوى أن أقرأها خارج الإيقاع وخارج هذه النصوص…هذه المرأة المثابرة على ابتكار الجديد، لا بل الأجدد… تفاجئني دائما بعبق من مفاتن ريشتها ومحبرتها وقلبها الدافئ الحنون…
يمكن إلها غنّت الست فيروز وقالت:
التِشتشِة والتِشتشِة
والخوخ تحت المشمشة
كلّْ ما هبِّ الهوا
لأقطف لريما مشمشة
أكثري يا صديقتي من هذا الزرع واكتبي أكثر وأكثر، ولا تطفئي القناديل.
نحبّك، فكلّ شيء فينا يبحث عن أولّه وها نحن نعود معك إلى قلب بيروت، إلى هذا الصرح الثقافي العريق قصر الأونيسكو، لمّا الحكي يصير شعر ومعك يصير صلا ويشرشر حلا عالطريق.
وشكرًا
الكاتب يوسف رقة في صورة تذكارية مع الشاعرات : عبير عربيد ، ميراي شحاده وريما حلواني المصري .
ثم كانت كلمة سعادة مدير عام الثقافة الدكتور علي الصمد التي ألقاها باسمه الكاتب والمخرج المسرحي يوسف رقة حاملا تهاني وزارة الثقافة الى الشاعرة لمناسبة إصدار ديوانها الجديد بالشعر المحكي بعد سلسلة من كتبها وقصائدها باللغة الفصحى ومثنياً على حضورها في الساحة الثقافية اللبنانية شعرا ونثرا ورسما تشكيلياً.
الكاتب يوسف رِقة يلقي كلمة وزارة الثقافة
ومسك الختام ، كان مع صاحبة الديوان الشاعرة ريما حلواني المصري التي شكرت وزارة الثقافة على رعايتها ، كما شكرت منتدى شاعر الكورة الخضراء على نشر ديوانها ووجهت الشكر الى المشاركين في إحياء الحفل وقدمت إليها لوحات من رسوماتها تحمل مناظر طبيعية لإعجوبة صخرة الروشة في بيروت وبألوان متعددة من ريشتها .
ثمّ قرأت الشاعرة حلواني من ديوانها بعض القصائد بالمحكيّة اللبنانية والتي نالت إعجاب الحاضرين .
وتخلل الاحتفال، رسم مباشر للفنان التشكيلي علي شحرور الذي رسم ” بورتريه ” للشاعرة ريما حلواني وقدم اللوحة هدية تذكارية لها .

لوحة الفنان علي شحرور الى الشاعرة ريما حلواني
كما أهدى الشاعر ابراهيم زيدان للشاعرة حلواني قصيدة مديح بانتاجها الشعري والأدبي .
كما قدّم الفنان التشكيلي برنارد رنّو مجسّم الأرزة من أعماله اليدوية للشاعرة حلواني.
الفنان برنارد رنّو يقدم هديته للشاعرة حلواني
وفي الختام وقعّت الشاعرة حلواني ديوانها “بيروت، لمّا الحكي يصير شعر” للحاضرين الذين توجهوا إلى ” البوفيه ” الذي أُعد في المناسبة وأخذت الصور التذكارية.
هنا بعض الصور واللقطات على هامش الاحتفال :

..

…

…

..

..

..

..

..

..

…

..

..

..

..

..

..
