احتفال مؤسَّسة أنور سلمان الثقافيَّة
الجامِعة الأميركيَّة، مبنى عصام فارس
الخميس 24 نيسان 2025
***
كلمة لجنة التحكيم: د. إلهام كلَّاب
أيُّها الحفلُ الكريم
الشِّعرُ لا يُتوَّج… الشِّعر هو التًّاج
والشَّاعرُ أميرُ مملكتِه، والموهبةُ تكافئُ نفسَها بنفسِها.
لقد نعِمنا، نحن أفراد اللَّجنةِ التحكيميَّةِ في مؤسَّسة أنور سلمان الثقافيَّة وفي موسَمِها الشِّعري لهذه السَّنة، بتذوُّق نِتاج شِعري عربي متميِّز ومُلهِم لحوالى سبعةٍ وتسعين شاعِرًا من لبنان وسوريا وفلسطين والعراق والأردن ومصر والمملكة العربيَّة السُّعوديَّة والبحرين وسلطنة عُمان وليبيا والجزائر وكندا.
وفي هذه المُناسبة أتوقَّف لأُحيّي هذه المؤسَّسة الرائدة بشخص رائدها الأستاذ نشأت سلمان الذوَّاقة الرَّحب والشخصية المتوقِّدة والأليفة، والتي اختارت بوصلة الشِّعر كمقياس لرصدِ نبْضِ الإبداع وسموِّ التعبير، والتّوقِ إلى الحريَّةِ والحداثةِ وإلى عصفِ الجمال الذي يُخاصِرُ الموهبةَ، كمن يزرعُ بإيمانٍ وأمل وردةً على كلِّ هذا الرُّكام.
لذا كانت شروطُ الترشيحِ أن تكونَ الأعمالُ الإبداعيَّةُ على مُستوى عالٍ من الجماليَّةِ أُسلوبًا ومضمونًا، وأن ترتبطَ بأهدافٍ إنسانيَّةٍ نبيلةٍ تدعو إلى التحرُّرِ الفكِري وإعلاء كرامةِ الإنسان.
واعتُمدت المعاييرُ التي تأخُذ في الاعتبار التميُّزَ الإبداعي، واللُّغةَ المُتفرِّدةَ، والنَّبضَ الإنساني الصَّادق الحُرّ، والإضافةَ الشِّعريَّةَ إلى مجالِ الشِّعر العربي المُعاصر، الشِّعر المُقفى والموزون والحرّ، وقصيدة النثر، والشِّعر المحكي .
حِيال ملفِّ الترشيحات الذي ضمَّ سبعة وتسعين شاعرًا توقفت اللَّجنة عند خمسةٍ وعشرين مُشاركًا واختارت بصُعوبة خمسةَ شُعراء… ولم نكُن نقرأُ الأسماءَ-على أهميَّتِها- بل نقرأُ الشِّعرَ حيث تلتمعُ بين قصيدة وأُخرى شُهبٌ أو نجمةٌ أوصرخةٌ.
ولقد اختارت اللَّجنةُ وبالإجماع، والإعجاب، الشَّاعِرَ شوقي بزيع، الغزيرَ الدواوين، المُترجمة إلى لُغات عديدة والحائزَ على جوائزَ وأوسمةِ تكريم عديدة، والذي تميَّز شِعرُه بعمق التجربةِ واختمارها، بسلاسةٍ لُغويَّةٍ خلَّاقةٍ، وبتشكيلاتٍ لغويَّةٍ جديدة، وبتركيبٍ حداثي للصُّورة، وبصورٍ متوهِّجةٍ مفاجئةٍ، وأحاسيسَ متدفِّقة، بإيقاعٍ، وشَغفٍ، وعُمقٍ، وعُشقٍ، وعُذوبةٍ…
ومع تلقي المؤسَّسة هذا الاختيار أصدرت براءةَ الجائزة التالية:
تُعلن مؤسَّسةُ أنور سلمان الثقافيَّة عن قرار اللَّجنةِ التحكيميَّة للجائزة في دورتها الثالثة اختيار الشَّاعِر اللُّبناني شوقي بزيع لمنحِه جائزةَ أنور سلمان للإبداع في مجال الشِّعر العربي.
وإذ نوَّهت اللَّجنة التحكيميَّة بالمُستوى المُتميِّز لمُعظم الشَّاعرات والشُّعراء المُرشَّحين وبخاصة أولئك الذين وصلوا إلى القائمة القصيرة، وتم إبلاغُهم بذلك، وما يتمتَّعُ به نتاجُهم الشِّعري من عناصر جماليَّة وإبداعيَّة،
قرَّرت المؤسَّسة وبناء على توصية اللَّجنة التحكيميَّة وبعد مُداولات عميقة، منح جائزة أنور سلمان للدوره الثالثة (٢٠٢٣ – ٢٠٢٤) وبالإجماع للشَّاعِر اللُّبناني شوقي بزيع لما يختزن شِعرُه من تجربة مُميَّزة وعُمقٍ وأصالةٍ وانفتاح على أنساقِ الجمال.
هو شِعرٌ مجبولٌ بالتُربة والهواء والمياه والأشجار والمِساحات اللونيَّة الوارفة.
شِعرٌ ينتمي إلى الأرض والحريَّة ومع أبعاد جماليَّة تنتصرُ للإنسانِ واللُّغةِ والشِّعر.
استطاع الشَّاعر شوقي بزيع في تجربته توسیع أُفقِ النصّ الشِّعري والغَرف من الواقِع والحياة والأبواب المفتوحة على الذات والقرية والطُّفولة.
إن تجربة شوقي بزيع الشعريةَّ تسعى لأجل قصيدةٍ تُضيف إلى الشِّعر العربي الحديث وتحمِل في ثناياها أسئلةَ المكانِ والزمان والإنسان.

· كما قرَّرت المؤسّسة بناء على توصية اللّجنة التحكيميَّة منح جائزة تقدير استثنائيَّة
للشَّاعرة الفلسطينيَّة هبة أبو ندى التي استشهدت حيث كانت تعيش، في غزة، جراء القصفِ الغاشم المتواتر على المدينة، وقبيل إعلان النتائج.
أرسلت لنا هبة قصائدها لتُحقِّق حُلمها بالشِّعر والأرض والحريَّة، لذلك قرَّرت المؤسسة تحقيقَ حُلمِ هبة بعد الغياب ومنحَها جائزةً تقديريَّةً استثنائيَّةً، تحيَّة لروحها التي ارتقت إلى ما هو أبعد من المعاني والكلمات والقصيد.
الشِّعرُ لا يُتوَّج … الشِّعرُ هو التَّاج.
***
الأديبة د. إلهام كلّاب البساط
هنا فيديو كلمة د. إلهام كلّاب البساط ، لمن يرغب مشاهدته الضغط على الرابط أدناه :
وكانت مؤسسة أنور سلمان الثقافية قد قلّدت درع المؤسسة للفائز بجائزتها السنوية ( الدورة الثالثة 2023 – 2024 ) للشاعر اللبناني الكبير شوقي بزيع ، في احتفال أقامته في مبني عصام فارس في الجامعة الأميركية في بيروت AUB بحضور وزير الثقافة تلأستاذ غسان سلامة والزعيم وليد جنبلاط ونخبة من الشعراء والشخصيات الثقافية والإعلامية .
تحدث خلال الاحتفال الذي قدمته الإعلامية سناء ضو ، الكاتب سليمان بختي ، الدكتورة إلهام كلاب البساط ( التي ألقت كلمة الجائزة ) الشاعر طلال حيدر الذي ألقى كلمته نجله الدكنور علي حيدر ، والدكتورة حُسن أبو الحسن ( كلمة الجامعة الأميركية AUB ) .
ومسك الختام كان مع كلمة معالي وزير الثقافة الأستاذ غسان سلامة .
وبعد تسليم الجائزة والدرع للشاعر شوقي بزيع من وزير الثقافى ورئيس مؤسسة أنور سلمان الأستاذ نشأت سلمان ، قدم الفنان التشكيلي علي شحرور لوحة بورتريه للشاعر بزيع ، ثم اعتلى الشاعر بزيع المنبر وألقى كلمة في المناسبة وقصيدتين من ثلاثية ” يوسف ” ، ثم توجه الحاضرون إلى باحة القاعة حيث أقيم حفل كوكتيل في المناسبة.
( الفيديو تصوير المخرج يوسف رقة /قناة ” ميزان الزمان ” على منصة يوتيوب )