هلوسات الروبوت….
قصة قصيرة للكاتب د. قاسم قاسم
×/×/×/×
قرر مدير شركة مختبر الروبوتات، الاستغناء عن خدمات عدد منهم بسبب خطأ تكنولوجي، فحُمِلوا لإعادة تدويرهم في مكب المصنع .
في الطريق الملتوي، استطاع أحدهم ان يقفزّ من الشاحنة ، تائها في شوارع المدينة، والناس تحيط به مستغربين وجوده، فظل يتحرك ببطئ حتى وصل إلى زاوية يجلس فيها عادة جمعٌ من مثقفي البلد، فأخذ مساحة وجلس…
تفاجأ صاحب المقهى به، فهذه المرة الاولى ، والنادرة التي يرى فيها زبونا روبوتيا، حاول الاقتراب منه وسؤاله لكنه تذكر أنّ أحد رواده من أصحاب الذكاء الاصطناعي ، وما أنْ التفتَ ناحية شارع الحمراء ، حتى شاهده قادما ، فرحب به على طريقته المعهودة ، وطلب محادثته على انفراد.
في داخل المقهى راحا يتهامسان فأشار له الذكي ان يترك الأمر له.
أشعل سيجاره وبدأ برشف قهوته على مهل ، ويسترق النظر بين الفينة والأخرى اليه ، وبما انه يملك مفاتيح الذكاء ، بادر إلى سؤاله عن الجيل الذي ينتمي اليه.
رد الروبوت بإضاءة من عينيه، بما معناه : الجبل ارتفاع
ضحك الذكي وصحح سؤاله: اقصد عام تركيبك؟
- من قطع عديدة
في هذه الأثناء وصل المنظّم ، وأول جملة اطلقها قبل ان يجلس:
هل ( المعنى) عيّن أحدا مكانه؟
ولم ينتبه بداية إلى الشكل الجالس، وعندما دنا منه رفع رأسه وحكَّ جلدةرأسه وقال: يبدو بأنّ ( المعنى) يلعب باعصابنا.
إبتسم الذكي واجاب:
ارتاح واشرب قهوتك
جاء صوت صاحب المقهى هادرا: “حضرتو زبون عالمي”.
د. قاسم قاسم