“الحنين إلى الصورة”
( بمناسبة عيد العشاق)
قصة قصيرة للكاتب د. قاسم قاسم
-×-×-×-
بعد زعل استمرّ لفترة طويلة، شاهدته يعبر الشارع، إلتفت نحوه فاستدار، متأملا هذا الغياب.
تصافحا، وأفلت اول كلماته، غير مصدق، أنها أمامه تجرّ عربة ،وأحلاما وردية.
خطا نحوها، وعلى طول المسافة، هزت بعضهما البعض أوراق اليباس، تساقط الزمن بعودة الوردة ، التي سكنت أيامه وأوراقه، حاول إلتقاط ما وقع من غبار يحط على صفحة الكلام، وهي تحدق في الصورة ، تكشف تلاوين العمر والمسافات.

حين اقترب من الوجه الذي أشعل خطواته، رمى نظرة، ثم تنهد، لا يعرف هل يسير معها، ام جاره الظل، فأستظلّ بالماضي، فيما الحاضر امامه، هل هو وهم انّ الدرب جاءت مصادفة،؟ ليشاهد جمالها وسحر بسمتها.
فتابعا يداعبان ارصفة الشارع وكأنهما يعزفان نغم اللقاء.
كانت كلماتها تأتيه وهو شارد في صمته،
تراءى له انها عادت وأن الزمن تبخر فجأة فتلحف بالوجد وتهيب حضوره وحاذر الوقوع في صدمة اللقاء.
زمن مرّ على آخر نسمة لفحت وجه الآخر ،فيما الحنين يرتوي بالصورة ،وإلى متى يبقى الضياع، ؟
همست له من الروح فشد على جسده ،وفي داخله شغف ،سيتركه للحظة اللقاء في عيد العشاق.
