” الأغنيات الحزينة لبنت الحطاب “للشاعرة المصرية أمل جمال:
” ديوان يثير الجدل في غابة بين البرية والكهف ” :
كتبت جمانة السبلاني :
…أول ما يلفتك في ديوان الشاعرة المصرية أمل جمال الذي حمل عنوان ” الأغنيات الحزينة لبنت الحطاب ” هو عبارة ” المجد لهن ” الذي كتبته وأصرت عليه في مقدمة ديوانها , والنون في “لهن” , هي نون النسوة بالطبع , حيث حملت الشاعرة هذا الهاجس في معظم قصائدها .
لا تكتفي الشاعرة امل جمال بتمجيد المرأة بل تدعوها إلى التحليق والتعالي فوق جراحها , تقول في قصيدة من الديوان :
املئي الجرحَ بالملحِ واكتمي الدمعَ خُطوةً فخطوة..
ستتعلمين
كيف تُداري النسوة صرخاتهن
و دم الولادة حينما تولدن من جراحهن وحيدات
ولا تنظري لاحتراقِك،
انظري إلى ريشِكِ الجديد فقط،
بعد أن
يتحولَ كلك
إلى رمادِك،
حلِّقي…
وتسخر الشاعرة من المجتمعات المخملية ووضع إمرأة في ” درجة ثانية ” , وتصرخ من همجية الحياة , وترى أن بنت الحطاب تستحم بالندى وتملك قلبا يستحق ان يحب وأن يحلم , تقول في قصيدة لها :
موعودة أنا
بالدرجة الثانية
و أنا لا أحب
القطارات.
بنت الحطاب
ليس لديها قطار
و لا تعرف الفرنسية في حديثها
و لا الشوكة و السكين
في طعامها.
و دائما ما تصرخ
من همجية الحياة.
فقط تعرف وردة برية توشوشها
و ندى تستحم به
و سنجابا يؤرقها
و يسقط على رأسها
كستناء مزيفة
و غابة, يأتي إليها الأمراء
دائما بقطاراتهم
السريعة ,
المريحة,
الجميلة,
ويمنينها بالحياة
بأحذية عالية,
بفساتين من التُل
و شيفونات أميرات.
بنت الحطاب
التي ليس لديها
سوى قلب
بمكان واحد تضعك به و تنام.
دائما ما تستيقظ
على جلبة
الخادمات
و الوصيفات
و حكاياتهن
عن الأميرة الجديدة
عندما تتساءل
بدهشة
عن مكانها
في الدرجة الثانية.
وتخاطب الشاعرة العشق , وتعتبره ألماً قاسيا ,وتقول :
كل كِذبةٌ
تنمو صليباً
في قلبي
كل دمعة
تنزل حارقةً
على جِلدي
أُنظُرْ إلى جسدي
أيها العشق
الذي كفرتُ به
أنت شوهتني
و لم تَخلِقْ لي
غابةً
أختبئُ فيها
خَلقتَ لي
برية
لا ظل
لا ماء..
برية تناسبني!
كم أنت قاسٍ!
وفي ومضة مناجاة تقول الشاعرة أمل جمال :
من الذي سينقذ روحي من العتمة؟
انطفأ القلب ,
كنجمة تعثرت في دموعها
فسقطت في النهر بغتة
كيف, سأصل إلى كهفي الليلة؟
ديوان ” الأغنيات الحزينة لبنت الحطاب ” هو الثامن للشاعرة أمل جمال , وصدر حديثا عن “هيئة قصور الثقافة” المصرية في إطار سلسلة ” أصوات أدبية ” , وهو ديوان يتضمن قصائد نثرية ومفارقات جميلة في الغابة بين بنت البرية وبنت الكهف ..قصائد تحمل إيقاعات الشاعرة الداخلية لتترجمها أحرفا وكلمات على أوتار من الشفافية والنغم , ديوان جدير بالقراءة .
( جمانة السبلاني /شاعرة وكاتبة / لبنان )
نبذة وسيرة ذاتية
عن الشاعرة أمل جمال
أمل جمال
– بكالوريوس بيولوجي- كلية التربية جامعة المنصورة – 1990 .
– دبلوم حضانة ورياض أطفال- كلية التربية جامعة المنصورة – 1991 .
– دبلوم النقد الفني – أكاديمية الفنون – القاهرة – 1995 .
– بعثة دراسية للكلية الملكية بلندن – كنجز كوليدج لندن- طرق التدريس 2002
– عضو لجنة التربية بالمجلس الأعلى للثقافة
– عضو اتحاد كتاب مصر .
– عضو أتيليه القاهرة .
– سفير سلام عالمي بدائرة سفراء السلام العالميين – جنيف سويسرا
– عضو مؤسس في جماعة إضافة الأدبية .
صدر لها :
– لا أسميك ، ديوان شعر ، الهيئة العامة للكتاب ، 1995 .
– من أجل سحابه ، ديوان شعر ، هيئة قصور الثقافة 1998 .
– حدث فى مثل هذا البيت ، ديوان شعر ، طبعة خاصة ، 2000م.
– بحيرة الضفدعة ، للأطفال ، الهيئة العام للكتاب ، 2001 م .
– إطلالة ” دراسات فى الرواية والقصة القصيرة ، ثقافة الدقهلية 2001 .
– حكايات من الغابة ، قصص للأطفال ، كتاب قطر الندي . 2002
– كانها أنا , ديوان شعر , جماعة إضافة الأدبية, 2008
– زهوري السوداء السرية , المحروسة للنشر, 2008
– السنجاب الأحمر , قصص أطفال, كتاب قطر الندى, 2009
– تيجي معايا, شعر للأطفال, كتاب قطر الندي, 2011
– حين يحكم الثعلب؟! ترجمة لقصص أطفال لتوليستوي, قصص الهلال للاولاد و البنات,
يناير 2014
– الجنة تقريبا للشاعر الأمريكي سام هاميل , المركز القومي للترجمة , سلسلة الشعر, العدد 2241,الطبعة الاولى عام 2014م
– ترجم ديوانها(حدث في مثل هذا البيت) للإنجليزية بأمريكا. دار صافي للترجمة و النشر. سياتل . واشنطن . فبراير 2014
– يقاس بالحجر , مختارات مترجمة للشاعر الأمريكي سام هاميل, المركز القومي للترجمة2015
– فضاء لجناح, شعر, الهيئة المصرية للكتاب.2016
– لا وردة للحرب- بتانة-2017
– العصفور الأزرق, كتاب قطر الندى، الهيئة العامة لقصور الثقافة- 2018
تحت الطبع:
– حوار المساحات ، دراسات نقدية في السرد .
– الأغنيات الحزينة لبنت الحطاب، ديوان شعر.
– سلة مليئة بالحكايات، قصص أطفال – ترجمة
– أن أكون هنا- ديوان شعر – نار جميلة، جويس آش ، ديوان شعر، ترجمة.
– أغاني العصافير شعر عامية للأطفال. – أغاني المحبة شعر فصحى للأطفال
إيقاع نبض واثق لقضية “النون”، و سجل حافل بالعطاء، وحضور ثقافي مؤثر .