الشاعر اللبناني الكبير عصمت حسان , كتب قصيدة جديدة من أجواء ما يحصل في بلادنا اليوم من ثورات ضد الجوع والفساد , وقد حملت القصيدة عنوان ” ثورتنا الصابرة “.
موقع ” ميزان الزمان ” الذي حصل على نص القصيدة من الشاعر عصمت حسان ( رئيس منتدى شواطئ الأدب في لبنان ) يسُره نشرهذه القصيدة الثائرة ايضا على السائد الرديء ..
هنا القصيدة :
“ثورتنا الصابرة”
كانوا نياماً في ظلام الكهفِ
كانت ساهرةْ .
وعناكبُ الوقت المدجّج بالجليد المرّ
تنسجُ للمدى القضبانَ
تخطفُ من ورود الحقل راياتِ البنفسج
تُحكم الأبوابَ حول الطامحين إلى الضياء
وتقفل الشرفاتِ حول الدائرةْ
كانوا رفاقَ الصمغ
باغتهم على غشٍّ طواويس السرابِ
وشهوة الإسفنجِ
قهقهة السحالي الماكرة
ْ
لم يكتبوا للضوء أغنيةً
ولا حملوا القصيدة للمخاضِ
وأغمضوا عينَ الحقول الزاهرةْ
هم أولموا للوهمِ كي يقتاتهم جشِعاً
وغابوا في المتاهةِ
والبريقِ الحلوِ في إرثِ الحياةِ الغابرةْ
لم يُرضعوا الأطفالَ من ثدي الجبالِ العالياتِ
حليبهمْ ذلُّ الحضيضِ
ونشوةُ المنفى
وخطوتهم كما ريحُ البراري عاثرةْ
لم يكتبوا حقلاً
ولا رسموا جمالَ الحقلِ
رائحةَ الرياحين الفتيةِ
ضحكةَ النارنجِ
ما عرفوا بأنّ الشامَ كعبتهم
وأنّ الأقحوانَ جلالة المعنى
وبيروت الحزينة حين تذرف قلبها حزناً
ستبكي الناصرةْ
كانوا
وكانت تمسكُ التأويلَ من أكمامهِ العمياءِ
تسكبُ دمعَها زيتاً لقنديل العناق
وتكسرُ الصخرَ الذي قدّام باب الكهفِ
تلحقُ بالفراشةِ
بالعصافير التي وئدتْ
بألويةِ الرمال الكافرةْ
هي أمُّ هذي الأرضِ
وابنتها المصونُ العاثرةْ
هي أنجبتْ حبراً
وأوراقاً
وأبواباً لهذا العتم
من أسمائها العليا الكرامةُ
والارادةُ
والنفوسُ الثائرةْ
هي حين نصحو من سباتِ القهر
تنهض نحونا أنثى من التفاحِ والغضبِ الجسور الوقعِ
تعطينا مفاتيحَ الطريقِ إلى حياةٍ ظافرةْ
كانوا
وكانت رغم كيد الظلم والأشباح
ثورتنا الغضوبُ الصابرةْ
( الشاعر عصمت حسان / بشامون / منتدى شواطئ الأدب)