” قميصه الأخضر”
نص د. عالية شعيب
( كاتبة من الكويت)
-×-×-×-×-
قميصه الأخضر
الذي اختصر اللغة والكون وانسحاب الضوء ومواسم المطر ولغة الألوان و ربيع العطر وعناق الحقول للمطر والزهرة للندى.
قميصه الأخضر
الذي سحب الغابات من جدائلها وصب عبيرها في قلبي
الذي صالح الغزالة على الذئب
والليل على النهار والضحكة على الدمعة.
قميصه الأخضر
الذي تشرب من ينابيعه عذراوات الجنة ويجز المزارع عناقيد العنب الأحمر في الحلم على مشارف الهاوية.
قميصه الذي علقت حروف اسمي في شباكه. وضاع فتات خبز غربتي بين خطوطه المتقاطعة.
الذي منحني الأجنحة التي قضى وطني وناسه الجهلة عمرا تلو العمر وهم يقصونها على مذابح حرية التعبير وضيق الأفق ومنصات المنع والقمع ومشانق التهديد والوعيد ونزق قاعات المحاكم التي فر منها العدل بعيدا.
قميصه الأخضر
الذي قرأني قبل أن يلتقيني و البسني ثوبي. وضع عطري ثم تسلل خلسة ليسرح شعري ويثبت اقراطي..
الذي دار دورة كاملة حول خصري وتلا المعوذات وهو يحكم قبضته على روحي.
قميصه الأخضر
الذي يعرفني أكثر وأعمق مما أعرف نفسي.
الذي جالسني واستمع لي وكفكف دموعي ومسح على روحي وهدهد رجفتي وأعاد لي طفولتي وبرائتي.
قميصه الأخضر
الذي تمكن مني بعد هروب سنوات وسنوات من النحير والتلون والتطلع والتطبع والتأنق والتألق والتفكر والتحرر.
امسك بيدي ولعق أصابعي واحدا واحدا
نزع خواتي ساعتي اساوري ،
شق عني قميصي،
وغسّلني بماء الورد و دهن العود والعنبر، ونزق الأشجار الذي ينز عنها ليلا حين يغيب الكون ويطوي الغيم عليها ستارا شفيفا.
قميصه الأخضر
الذي كان مع الأخريات مرارا وتكرارا
لكنه عرف ألوانه الخفية معي،
الذي لا يعرف الرياء والتلون وتعدد الأقنعة.
قميصه الأكثر صدقا منه،
الذي يكتبني بصدق وحق،
ولاينسخني عن سواي..
قميصه الذي يعتز بي ، بحرفي وفكري.
الذي يمشي بجواري في النور الساطع ويختارني بكل فخر و اعتزاز..
قميصه الذي بقي معي بعد أن غادرني
لأنه لا يعرف الرحيل والغياب وغدر الهجر..
قميصه الذي نشر ألوانه في بيتي
فزارتني الغابة وسردت علي أسرارها وعانقتني. اخذتني لجذعها.. فامتزجت روحي بها،
شربت معي القهوة وقاسمتني خبزتي وتذوقت معي نحيب الوقت وجريان الخديعة في الدم..
قميصه الذي وفى بوعوده.. وسأل عليّ ،
سأل عن وجعي وجوعي وعطشي وبردي ويتمي وغربتي..
احصى معي خيباتي واحدة واحدة،
وعدد الخيانات والسرقات وجها وجها.. ولسنا اسما
وبكى معي
وانتفض خوفا حين سمع صوتا في الظلمة فجرا
لكنه كابر مثلي وقال.. انا قوي..
قميصه
الذي هو اخي وابي وصديقي وحبيبي وسندي وصدقي وكذبي و وطني و رايتي واسمي واخوتي وبيتي وحرائقي وامي ..
قميصه الأخضر
د. عالية شعيب
أحبائي
أبنائي وبناتي
ابنتي الزميلة الصديقة المبدعة المتألقة الجميلة الرقية العالمة الحالمة العالية الغالية الدكتورة عالية شعيب
مبدعة تتفاعل بكل جوارحها مع الحروف
حرفها الذهبي حول كل جوانب الحياة يطوف
عالية الحالمة الرقيقة خيالها يتخطى كل مألوف
أحبائي
دعوة محبة
أدعو سيادتكم إلى حسن التعليق وآدابه…واحترام البعض للبعض
ونشر ثقافة الحب والخير والجمال والتسامح والعطاء بيننا في الأرض
نشر هذه الثقافة بين البشر كافة هو على الأسوياء الأنقياء واجب وفرض
جمال بركات…رئيس مركز ثقافة الألفية الثالثة
أستاذنا ووالدنا الروحي عميد الأدباء جمال بركات
تعليق رائع على نص رائع من مبدعة جميلة رائعة
القارىء يحس بكل كلمة من كلماتك المختارة في مكانها الصحيح …طيف الخيال عندك واسع فهناك الوان ترى وحركة تحس ورواءح تعطر الاجواء … فما اروعك !