باقة من قصائد
الشاعر إياد أبي علي
في شعر المحكيّة اللبنانية
-×-×-×-×-×
— مُراسِل مِن تحت الرّدِم —
الواعد يِجي مْن الأنبيا … مَعلَيْ
صارْ لازِم يشرِّف … تأخَّر … لَيْ؟
مِش شايِف الكَوكَب كُفُر مجبول؟
مِش شايف بْـ “غَ زّه” الفرح مَقتولْ
وْما فِي علَيا مِدماك يِشلَح فَيْ؟!
تحت الرّدِم جِسمي حَطَب مَشْلولْ
حَدّي طُفُل عَمْ إسمَعو … يا خْطَيْ
يِسحَب حَكي مِنْ هَالوَجَع … وِيقولْ:
“وَيْـ … وَيْنا ماما؟ أَيْ يا ضَهْري … وَيْـ ؟
وَيْنك يا بابا ما بْتِجي عاطُولْ؟
دَخلَكْ … أنا عطشانْ … بدّي مَيْ
بابا … إيدَيِّي … في عَتِمْ … في غُولْ
عَمْ ياكِلُنْ … أَيْ أَيْ صبيعي أَيْ
نْ راحو ما بَعرِف عِدّ لَلْعَشْرَه
وْلا إلحَق الكلمه أنا وإقرا
وْكيفْ آخ بُكرا بَكِّل المَريولْ؟
بَط عَمْ يُوجَعني بَطّ بَطْني شْوَيْ”
وْآخِر حَكي رَكَض الوجَع مشغول
بَلّش يضَبْضِب شُو إلُو وْشُو علَيْ
قَلّا: “نْ إجا الميلاد … مِش معقول
إلّا ما يعرف وَيْن صار الحَيْ
ماما …عمِليلي شي قُرُص مَعمُولْ
شَكلو مِتِل عَمْ يِشْبَه فلَسْطينْ
تا إحمِلو وْقَطِّفلِك الياسْمينْ
وْإكبَر قَصُد تَبْـ رَقبِة التّنِّينْ
عَ الصِّفِر أُركُض عَلِّق الياسِينْ
وما تِسألي بْحِبِّك أنا قَدَّيْ”
وْما بينطفي القنديل غيرْ عَ أصولْ
يِشَهَق يغُصّ يْطَلِّع حوَالَيْ:
بَيْن الشّظايا وِالبَقايا كانْ
كانْ في وَلَد بَكيانْ تا شَبعانْ
أيّا عدالِه هَيْ؟
عطشان فَلّ مفَتِّحُنْ عَيْنَيْ
جُوَّا الكَفَنْ نايم وَلَد طَفُّولْ
حجار اللي وِقْعُو كَسَّرُولُو اجْرَيْ
وْكيف الوَرَق بيفِلّ بِيـ أيلول؟!
فَلّ وْنِسِي ياخُذْ مَعُو إِيدَيْ !
-×-×-×-×-×-
— المجهول —
بلّشت إنسى … عَ العُمر … مَعقول !
يا مِن كِتِر ما هالفِكِر مَشغول !
دَخلَك؟ بِـ شو كِنّا عَمِ مْنِحكي؟
مزبوط … عن لبنان وِالمجهول
وْمنشان هِا لبنان ما يِبكي
منشان ما يبكي
يِلعَن بليس … نْسِيت شو رَح قُول !
الشاعر إياد أبي علي
(من الأرشيف)
— الغلط الصّحّ —
كِلْ عمري إكتب بالحبر
متل الـ عم يحفر بالصخر
مبارح قلمي ومدري لَيْ؟ْ
ما تسأل قَطَّش قدَّيْ
“شِعار” انقَطشِتْ ” شِـ عار”
“أخبار” انقطشت “أخـ بار”
كلمة “حرّيّه” “حيّه”
كلمة “حرامِيّه” “مِيّه”
كلمة “أديان” وعن جَدّ
من آخِرها طار حروف
طار منها تْلاتِه بِـ العَدّ
وطِلعِت ” أدّ ” (قدّ) سماع وشوف:
طِلعِت أدّ الناس وأدّ
أدّ البَلَد بْـ أخذ ورَدّ
أَدّ الجمعه وأدّ الحَدّ
وكلمِة “زُعَما” هَلـْ قُدَما
طِلعِتلي كلمِة ” زُءَما”
رجِعت كْتَبْتا وزبّطّا
علّمتلّا العين منيح
شدّيتلّا ع النقطه
حطّيتلّا تحتا زيح
تا “زُعَما” تطلع “زُعَما”
النقطه راحت بِـ العتمِه
وطلعت كلمه بلا طَعمِه
دخلَكْ … شو يعني” رُعَما “؟؟
مدري قلمي بيقطِّشْ
مدري قلمي بيلطِّشْ
-×-×-×-
— عبره إنت يا موت —
منضلّ عُمْر بيوتنا تَـ نعمُِّرا
بيخلَص عتيق البيت قَدّ البَهوَرَه
داير قناطر بِالزّميل مقَطَّرَه
وِبْواب وِسْع الكِتب لَوْلا بْتِنقَرا
الإنسان بِالدِّنيي حسِبِنّو بَطُن حُوت
في ياكِلا بِيـ يابِسا وِبْأخضَرا
مش آلِهه كانو أدونيس وْعَشتَروت؟
وَينُن؟ حَكايا عا رفوف مْغَبّره
تا ننّسى النِّسيان بَس نحنا نموت
بيدرُز غطا التّابوت دَقّ وْمَسمَرَه
يا ويلنا من زرار شاشات وريموت
من الكوكب الـ رّايح عَ فَحم وْمشحَرَه
زُغْر القبر بيساع هِا وِسْع البيوت
وْكِل مين منّا باع أو منّا اشترى
مقابيل باب المقبرَه نَخّ التّابوت
زعلان لَيْش زغير باب المَقبَرَه
عَلّا كِتِف وَطّى كِتِف حتّى يفوت
باب القبر بخيال بيت العنكبوت
صارْ عامِل مْن الشّمع مِيِّة قنطَرَه
-×-×-×-×-
(بمناسبة عيد الأب أعود وأنشر هذه القصيدة)
— خيمة بيّي —
بيّي هَلِ ربينا بفيّة خيمتو
ال كيفْ ما قعدنا يشكرو عا نعمتو
يرتّب ع مهلو لقمتو وأحيان
بس يغمسا بالزيت تنقز ذمّتو
يشوفا بتبكي فوق هالفنجان
والزيت متل الفقر راضي بقسمتو
من كتر ما حسّاس بيّي كان
منشان عزّة نفس هالفنجان
عا حفّتو مرّتين يمسح لقمتو
-×-×-×-
— شي بِش —
قالت قشّه: ” يا شي بِشّ
ما تفكّر متلَك ما فِشّ
إلّا ما تُوقَع بكّير
وْتا ما تغِشّ وما تنغَشّ
شو ما تعَلّي … شو ما تطير
سألنا نِحنا … نِحنا الَقشّ
القشّه حتّى تعيش كتير
حتّى شَغلِه مهمِّه تصير
بتعمل مدماك بْـ شي عِشّ”
-×-×-×-
(من الأرشيف)
— خبره —
بس شافني مشغول عم إقرا
قلّي القلم:” بِرجع أنا بكرا”
جاوبت: ألله معك يا حُرّ
رَح إنطرَك بس إكمُش الفكره
قدّيش كاتِب عن حلو عن مُرّ
قدّيش تارِك ع الورق عِبرَه
نَمْلَك شويّ النوم ما بيضرّ
وبس ترجع منفقَع سوا سهره
راح القلم والليل صار يجرّ
إلّا وراجِعلي فاقِعا سَكْره
قلت: استحي وين كنت من غير شَرّ؟ّ
ريحة تيابَك حُبّ من نظره!
مواعَد كنت مع محبَرَه بِـ السرّ
والمحبَرَه ما أغمقو بَحرا
حِبرا اللي أزرق كان صار يحمَرّ
لمّا صبيعَك غنَّجو حِبرا
قلّي: “لا والله كنت ناطر زرّ
يفتِّح وشمّو وطالت النطره”
قلت: انتبه إيّاك ما تنغرّ
ما تفكِّر بتضحك على الخبره
بس كنت متلَك بين كَرّ وفَرّ
ياما مبكِّل زِرّ ناسي زِرّ
وعا قـبّـتي شي كِحل شي حُمره
الشاعر إياد أبي علي