زينب واميل والماحولي على منبر شواطىء الأدب
أمسية من عطر ومجرّات
كتب الشاعر مردوك الشامي :
سبقني العزيز مصطفى سبيتي حين اعتلى منبر شواطىء الأدب ليل 26 آب، ليقول عن شعراء الأمسية كانوا سحرة، ورمى كلٌّ منهم عصاه فأبدع وأدهشَ، وأنه لمح موسى ينزل الأدراجَ وحين سمع ورأى ما يحدث على المنبر قرر الإنسحاب من المنافسة على السحر.
والشاعرة مشلين بارد التي تألقت في التقديم، قالت عن شعراء الأمسية أنهم النخبة وأنهم في المقدمة..
وكذلك فعل الشاعر عصمت حسان في كلمته الافتتاحية ، حين أعلن انحيازه للمحكية اللبنانية، وحين قال إننا اليوم كشعراء نكتب على إيقاعات المسيرات والكاتيوشا.
رئيس منتدى شواطئ الأدب الشاعر عصمت حسان
أمسية حاشدة بشعراء وإعلاميين وعشاق شعر، شهدها منتدى شواطىء الأدب في بشامون..
عالية بشعراء من الكبار هم : زينب حمادة، وإميل فهد ومارون الماحولي، رافقتهم الصبية الموهوبة زينب بيضون بالرسم المباشر للوحة غنية بالألوان والمعاني، وإيلي البيطار بأوتار حنجرته وصوته حين غنى وعزف فأبدع.
الشاعرة زينب حمادة
زينب حمادة شاعرة المفارقات السحرية، شاعرة البساطة الكثيرة البلاغة، التهديف بلا خوف على المحظورات والمخفيات في كواليس المجتمع..
لا تشبه سواها، وإن يحاول الكثيرون والكثيرات التشبه بها، هي من قماشة الاختلاف رسولة لمحبرة الإدهاش في زمن كفيف، من ذاتية وجعها الخاص كانت تدق على بوابات أوجاعنا، ومن تجربتها مع الحياة والحب والخيبات التي بلاحدود، كانت تمسّد بكفها البيضاء ذات المخالب اللطيفة اللاسعة على رأس خيباتنا الحليق.
زينب حمادة أثقُ أنه لأزمنة بعيدة في المستقبل لن تجود المحكية اللبنانية بمثلها، شاعرية وموقف، وجرأة على الاعوجاج.
الشاعر إميل فهد
إميل فهد، قلبٌ في محبرة، ورجلٌ في فضاءات العناق، وشاعرٌ متفرد في كتاب البريق..
لايتعمد التركيبة المعقدة في شعره، هو شفيفٌ كالضوء، وحادٌّ كشمس وثّابة على الشرفات المغلقة، تفتحها بالحكمة واللمسات الدافئة.
على منبر الشعر يكون إميل حروفه، ويكون صرختها وهمسها وصداها، مجنّحٌ هو لا يرغب باقتناص الأغالي، بل يُومي لها بعينيه وحبرِه فتهبط عاشقةً بين يديه.
إميل فهد، في إيقاعات قصائدة نقرٌ على الدفوف والنوافذ ، يشابه نقر زخّات المطر على بلور الاشتياق..
شاعر هو كبير وموجع وموَجَعٌ بالقصيدة.
الشاعر مارون الماحولي
أما مارون الماحولي، فعلى الرغم من أنني تقريبا أعرف كل قصائده وبوحاناته البليغات، كان على منبر الشواطىء ربّانا لامعاً، وكان كالمايسترو يقود الريح والنسمات في صخب وهمس، يتلاشى وجداً ليرتقي بالسامعين، ويعلو صرخة ليصفع العتم والنائمين.
الماحولي، قصيدة محبوكة بالحكمة والثقة والتأمل، يكتب قصيدته بالصخر والعطر والوردة.. ويسجل في كتاب الأزمنة حضور السطوع الأكيد.
أمسية شواطىء الأدب ، تعيد للمنتدى الصدارة والتوهج، وترتقي بمستوى الشعر والأمسيات.
مقدمة الأمسية الشاعرة ميشلين بارد
الفنانة التشكيلية زينب بيضون ولوحة الرسم المباشر خلال الأمسية
العازف إيلي بيطار خلال الأمسية
الفنانة التشكيلية زينب بيضون ورئيس شواطئ الأدب الشاعر عصمت حسان
عطاء،مثمر ودائم بالتوفيق للجميع