قصة قصيرة
للكاتب د. قاسم قاسم
-×-×-×
المدينة كابوس القادم، صيفا، زحمة سير، فوضى في الحياة
ترقب للأحداث، قلق يتسلق الوجوه.
بعد عودة طالت، اطل صديقي باسما ،للتو صافحته ،فأقبل علي بالعناق، وبعد ان تنهد غادرنا باتجاه المدينة، اختزنا طريق المطار، كنت احدق امامي، وهو في غربته، فجأة اشار علي بالتوقف، أمهلته ريثما أخذ يميني ونزل مسرعا، طلبت منه العودة لان اهله بإنتظاره، لكنه عاجلني باشارة ،علمت انه يود شرب فنجان من القهوة، انصعت للامر رغم انه وقت الغداء.
حمل فنجانه ، وتمنى ان اعرّج على كورنيش البحر،
ارتمى على الرصيف ، وكإنه يرمي ثقلا أتعبه طوال غيابه، ثم انتشى بسيجارة، حركت منه العاطفة نحو بلده، ثم قال:
سأبقى هنا، جحدته بنظرة عرف مرماها.
انطلقت باتجاه عين المريسة، بلس، الحمراء ،حيث عجقة السير الخانقة،
شاهدته يمج سيجارة ثانية، ثم سألني بضيق: لم هذه العجقة؟
اجبته: انها المدينة.
ربما لم يسمع جوابي، ففتح الباب وبدأ بالصراخ، طلبت منه لملمت نفسه ،والجلوس، تحرك السير قليلا، جعل صديقي يتناول سيجارة ثالثة.
رأيت على وجهه على علامات الاستياء، فحاولت ترطيب الأجواء، لعل بعض الموسيقى تهدىء من أعصابه، ليدخل البيت ، والسيجارة الرابعة كادت ان تحرق اصابعه .
د. قاسم قاسم