قصيدة ” أحبُّ البلاد “
للشاعرة مريم أديب كريّم
-×-×-×-×-
أحبُّ البلاد
أحبُّ البلادَ التي ساد فيها
التَّناغمُ بين القيامةِ والموتِ،
والبؤسِ والأغنيات…
أحبُّ البلاد التي أنجبتْ ألف ظلٍّ وظلٍّ.. لهُ الحصَّةُ البكرُ من دردشاتِ الحفاة…
أحبُّ البلاد التي غلَّفوها من الرَّأس حتى الحَصاة!
وكم أجرموا، كبَّلوها وخلَّوا مخالبَهُمْ في يديها، فغنَّتْ وشدَّتْ مع القيد
حدَّ انفجارِ المعاصمِ،
حدَّ ٱلتهابَ الأقاحي،
حدَّ انفلاتْ!
أُحبُّ البلاد التي مدَّدوها على مذبحِ العُرفِ والمُنكَراتْ
وضمنِ المقاماتِ جاءت نشازًا
لأنَّ المدى في رُؤاها فسيحٌ وفي عُنقِها السُّنبُلاتْ
تمامًا كبيتٍ تُجيزُ له ربَّةُ الشَّعر أن يتجاوزَ قول النُّحاة
لأنَّ الجرادَ افتعالُ الذينَ ٱكتوى تحتَ أقدامِهم أحمرُ الدَّمعِ، أحلامُ أمٍّ شظايا، دُمًى مُنهَكاتْ…
ولكِّنهُم كانوا عُميانَ، عميانَ
لم يبصروا غير جيدِ الفتاة!
أحبُّ البلاد التي علَّمتها الأراجيحُ كيفَ تحلِّقُ
نحوَ احتضارٍ علِيٍّ
وكيف تعود مع الزَّقزقاتْ…
تناقشُ في فلسفات المناجيرِ
شكلَ الأثيرِ،
وفكرةَ هذا الشُّرود الكثيرِ،
طواحينَ أجوبةٍ فارغات…
وما للحسينِ
وما للمسيحِ
وما للتَّكايا..
وطعمَ الصَّلاة..
أحبُّ البلاد التي في أوانِ اغتيالِ الرياحينِ كانت تُريحِنُ بنتًا لها،
وتوقظ في ثغرها القُبَّراتْ!
وتمشي…
هنا حفرةٌ،
هنا طعنةٌ،
هنا بِدعةٌ ألبسوها ثيابَ التُّقاة!
غبارٌ تشعوذَ حتى استحال نبيًّا،
عصيًّا على النَّقدِ،
صلبًا،
بعيدًا عن الله،
عن رئتيَّ،
وعمَّا ضممتُ بكِلتا يديَّ،
أمانيَّ والقمحَ والأمنيات…
ولمَّا تمادى: “حذار حذار… انا منك أدرى”
أتاهُ الجواب من الطّيبات:
“تذكَّر… تأنَّث… وإن شئت يا أنت، كن ما تريد
فلن تستطيع السّكاكين فَهم الحياة
ولن يستطيع السُّباتْ
وكلُّ الجراح
وكلُّ البلادِ
بناتٌ بنات”…
( شاهدوا القصيدة على الفيديو ، بالضغط على الصورة أدناه )