” لِكسراتِ الحبِّ اليابِسَةِ “
للشاعرة جنان خشوف
( من ديوان “السادسة والربع” )
-×-×-×-
لا تعُدْ إليَّ مُنهَكاً
كقمرٍ سئِمَ كوكبَهُ والدَّورانَ
كنملةٍ نسِيَتِ الشتاءَ
كوردةٍ تُصارِعُ صخرةً
أنا لستُ أُمَّكَ
لا تعُدْ إليَّ هزيلاً
كقِطِّ بيتٍ هزمَهُ الشّارعُ
كشجرةٍ متآكِلٍ قلبُها تشمخُ بحُمقٍ
كخضارٍ مرميَّةٍ على العَرَباتِ، لم يُنَقِّها أحدٌ
لستُ لإعادةِ التدويرِ
لا أتلقَّفُكَ
كسحنةِ الصباحِ بعد ليلٍ عتيدٍ
كقطرِ النّدى
كرائحةِ الترابِ بعدَ صيفٍ طويلٍ
لعينيكَ الممعنةِ بالغِياب، لم أعُدْ أُصلّي
أُصلّي عليك في رأسي، وما أجمل الخواتيمَ
لقد دهستَ أُقحوانَتي المُنازِعَة
ودخلتَ بحري بكل أحبارِ الكونِ
تُطلِقُ ريحَكَ الشجِنَ في زرعي
والشجنُ جرادُ الأرض
وتريدُني أن ألْتقِيَكَ!
لكسراتِ الحبِّ اليابسَةِ،
لا رحمةَ في رجمِ الماضي
نامي بسكونٍ، حيث لم تكوني
واستسلِمي حقّاً بعد انسحابِكِ السرمديِّ
لكسراتِ الحبِّ اليابِسَة
اُتركي زرعاً وراءَ الظلالِ السوداءِ الَّتي سحبْتِها
لعلَّ أثرَ الزهورِ يطغى على
كلِّ المنعطفاتِ الَّتي أتقنتِها
الشاعرة جنان خشوف