” مشوار اليوم” في ” ميزان الزمان ” مع د. قاسم قاسم :
تزور الهدوء ، وتستلقي ظهرا نحو الفضاء ، فتتخايل ألوانا وصوراً تعبر بصرك. توقظك همسة تظن أنها صدى كلام يأتي من البعيد ، فتغمض ،على أمل ان لا احد في هذه الساعة يراك، وحيدا معلقا بين الارض والسماء، فمن أين تأتي تلك الهمسات ؟ تفتح جفنيك وترفع رأسك قليلا ، فترى خيالا يسدّ نور الشمس ، تفرك عينيك ،وعندما تصل صورتها ، تتعجب وتردد:
جنية في عز الظهيرة!
طالما لا سلالم ، أبواب، او نافذة كيف طال خيالها مسافة الأفق؟
همسات تقفز فوق الأوهام ، تسلل من حكايات قديمة ، تطل ظلا ، ترسم في عزّ الظهيرة دربا ، يمتد ، ولا تسمع سوى وشوشات صغيرة تتثاءب خلف جدران عالية ، وصوت أنثوي يداعب حرارة الصيف ، يلاطف جسدا متوحدا ، همسات ترمي التحية للجالس خلف أحلامه المرمية في متاهة الايام ، وصوتها بوح خفي ، كأنها تسرق وجودها ، وتخرج من الحكاية ،الوهم ، تلبس وشاحا تخبىء فيه شعاع وجهها ، فربما جاء أحدهم ، وسرق الضوء من العينين ، ولوّن به عتمة أيامه ، والهمسات يرافقها خيالها ، وهي لا تدري انّها تحاكي الشارد في عز الظهيرة ، تلاحقه تحاول ان تجالسه ، فيهرب إلى ذاته ، الصوت الأنثوي يقترب ، يطل من الباب ، محدقا في حرف وقع من الكلام.
قاسم قاسم
د. قاسم قاسم