الدمعةُ التي فرّتْ من عينِها أغرقتْ مسكونة…
للشاعرة د. ساندي عبد النور
-×-×-×-×-×-
كيف للنهرِ أن يحجبَ ماءه..
كيف للغيمِ أن يجرحَ كحدّ السكين
على ضفاف التلاقي…
كيف للشجر أن يذبح أمام الملأ
الزهرَ العالقَ في الغصون…
الدمعةُ التي فرّت من عينِها
أغرقتْ مسكونة…
ماتَ السمك في المحيط…
ماتَ الشغف في قلب الحروف…
و اختنقتْ الأبيات
في نشوة الشطرِ المذبوح…
كيف للنهرِ الذي أغدقَ بلا حدودْ..
أن يجفَّ حين استعاد الوجودْ
بهجةَ الحلم……
و تطايرتْ الوعودْ
تبلسم كَلْماً عمره الأزل…
كيف للغيم الذي بلّلَ وجه القصيدة
أن يمحو معالمها السعيدة..
أن يكبّلَ لغتها الناطقة بالأمل…
كيف للشجر أن يمتنعَ عن ضخّ الثمرْ… نشاذٌ دوّى في شرايين الكلمات…
و الدمعُ كلّه فرَّ من وجدان الحروف… مُرٌّ مذاقه محفورٌ في أمكنة لا يطأها موجٌ
كي يُعمّدَها الغيث…
كي يحييها بعد أن لفحَ خدّها
الهواء المحفوف بخشونةٍ مقيتة…
مرٌّ طعمُ الصلف….
حين قدمتْ الشمس
توزّع قمحاً و حياة…..
د. ساندي عبد النور