الذكرى السنوية (7 أيار- مايو) الاولى لوفاة المبدع، الشاعر والرسام محمد علي الخطيب
-×-×-×-×-
شهرياد الكلام _ بيروت :
كتب الاعلامي فادي الغوش :
وضع محمد علي الخطيب بصمات بائنة في فنون الأدب من شعر ونثر ومسرح… وشكلت لوحاته مدرسةً في الفن التشكيلي، حيث أجاد في جميع المراحل، السوريالية، الرمزية، والواقعية وبرع في رسم الوجوه … ساعده في ذلك ثقافته الواسعة من جهة ومواهبه المتعددة من جهة أخرى… فكانت لوحاته الفنية مفعمة بالشعر والمسرح وعمله التشكيلي انعكس في قصائده ومسرحياته الوطنية الهادفة الى نصرة المظلوم وتحرير الأرض والإنسان من الغزاة… هو الفنان العميق الذي سخر مهاراته في خدمة القضايا الوطنية والقومية، الملهم الحساس صاحب الشعور المرهف الذي يغضب لشعبه وأمته وما حلّ فيها من محن ونكبات… تجده يختلي بنفسه ويتألم بما حل بالشعوب العربية من مآسي وويلات… ترجم كل هذه المراحل من زمن الهزيمة ومن بطولات الشعوب المقهورة الى لوحات وقصائد ومسرحيات تؤرّخ لعمل المقاومين وتمجد تاريخهم في ظل تقاعس الأنظمة والدول فكان من أوائل الذين شرعوا في فتح باب الفن المقاوم شعراً ورسماً ونصاً مسرحياً.
الفنان التشكيلي الراحل محمد علي الخطيب
كان الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، ثقيلاً عليه لما خلّفه من دمار وشهداء وقد عاين آثاره بنفسه في صيدا، المدينة التي أحب … فترجم غضبه بالكم الغزير من اللوحات التشكيلية المعبرة والقصائد التي تؤرخ المأساة وتُحرِّض المناضلين على الرفض والمقاومة… فكانت لوحات “الحصار”، “الاعتقال”، و”الابطال الثائرين”، والكثير غيرها…
ولا عجب من ذلك وهو الذي سخر مواهبه وأدواته الفنية في الرسم والشعر والأدب والمسرح لقضايا الامة العربية ونصرة شعوبها المستضعفة…
كان منحازا لحقوق الإنسان في أي مكان في العالم فرسم وكتب عن عذابات المظلومين من عرب وزنوج وأفارقة….
انحيازه المُعلن هذا أثار إشكاليات مع بعض النقاد الذين لم يستطيعوا فهم سر هذا الانحياز المفرط عند الخطيب لقضايا الأمة وفي مقدمتها قضية فلسطين. وقد ترجم هذا الانحياز في دواوينه الشعرية ونصوصه المسرحية، فكانت مسرحية “الطعام”، وهي نص رمزي يتحدث عن العدو الذي يحاصر المدينة، ومسرحية “على قارعة الطريق”، وهي رمزية ايضاً وتتكلم عن الناس التي فقدت منازلها وجلست على قارعة الطريق. وهناك عشرات المسرحيات التي تتكلم عن القضايا الوطنية والمقاومة، إضافة الى لوحاته الفنية…
انتقد الشعراء والفنانين الذين لا يستخدمون مواهبهم لقضايا الامة والانسانية حتى وصل إلى أن كتب قصيدة ينتقد فيها هؤلاء الشعراء وهي قصيدة “شعراء”. وهي من أشهر قصائده في هذا النقد، ويقول في بدايتها:
” شعراء..
من دعاكم شعراء؟
خطأ العَصْرِ رمى العَصْرَ
بأسباب البلية وأجاز الاغبياء
ليكونوا شعراء…”
كما رفض الخطيب الحرب الأهلية ورسم بشاعتها وويلاتها في مجمل أعماله التشكيلية والمسرحية.. ووقف صلبا ضد التقاتل المذهبي والعنصري في لبنان.. ورفض رفضاً قاطعاً الانحياز الى زعماء الأحزاب والمذاهب وهو القومي العربي الذي تزخر معظم أحاديثه الصحفية بالتركيز على دور الإنسان في خدمة قضاياه من أجل استعادة الحقوق المسلوبة والتمسك بالقيم الوطنية والعلمية والثقافية وأن تكون مواهب الإنسان في خدمة المسائل الوطنية وليس العكس.
الصحافي فادي الغوش