” أحببتها “

كتبت د. عالية شعيب:

أحببت من كنت معك
تلك الفراشة الشفافة الخفيفة الرشيقة الراقصة العاشقة العابثة العاصفة الحرة والمرة، غير العاقلة الشغوف اللعوب الحنون المفتونة والمجنونة..
حين اختيار الفساتين متعة و نوع كؤوس النبيذ و لون الشموع العطرة لعبة
كم أحببتني حين (ك)
امشي دون أن تمس قدمي الأرض
اعرف انفاسك.. نفسا نفسا
وعطرك حقلا حقلا
اعرف رموشك وخطوط شفتيك خطا خطا
اسمك وحروفه، وردة.. وردة
وكل كهوف باطن كفيك والحوريات المختبئات في تعاريجها
اعرف كل ملاك تمرد وهبط ثم استقر على جبينك
اعرف وجوه قمصانك. الضاحك الباكي أو العابس
كم أشتاقني منذ (انت)
تلك الواعدة الكاتبة الثائرة المزمجرة المتعددة العميقة والكثيرة الكبيرة الشاهقة كجبال لم يطأها إنسان
أشتاق احلامي حين اجتمع أبي بك وتركني ارتشف دمعي خلف الباب
أشتاق احلامي حين كنت تأتي لسريري فجرا. تفك جديلتي وتمشطها بيديك
وانا اخاف أن افتح عيني فتضيع مني عينيك إلى الأبد
أشتاق يدي التي نسيتها على خدك
وكل كلمة سقطت من الأبجدية لأنني قرأتها فقط لك
أحببت تلك التي احبتك واشتاقها
رجوتك ردها لي
وخذ كل شيء آخر
خذ الغياب الإهمال اللامبالاة الفراق والانتظار الطويل وكل زرع يبس وينبوع جف بيننا وكل سوء ظن وسوء فعل وسوء تقدير وطيش وقاحة وخيانة عهد وخيبة وعدم تقدير.. خذ كل .. كل شيء
فقط ردها لي.
ثم
قبلني كأننا نموت غدا
عانقني كأن العواصف تهدر بالخارج
نادني كأنه الإسم الوحيد في الذاكرة
كلمني كأنني المرأة الوحيدة بالخليقة
امسح على راسي كانني طفلتك الحبيبة
ضمد كسوري كأن جراحي مميتة
والنفس الذي تمنحني يعيدني للحياة
طيرني كأنني طائرتك الملونة التي جمعتها صغيرا ولازلت تحميها وتحبها بشغف طفل
ضمني إليك كأنني الحقيقة الأخيرة وكل ما تبقى لك من براءة
كأنني مجمل أسرار الكون وكل ما تضمه بقوة إليك قبل النوم.

الكاتبة د. عالية شعيب