حقاً يقوم!
قصيدة الشاعر د. اسماعيل الأمين
-×-×-×-×-
سنبلةٌ واحدةٌ..وحباتٌ ثلاث..
ثم رضيعٌ، وطفلٌ، و فتى.
يفتتحونَ أعمارَهم
في مهجةِ ثكلى..وخارجَ الزمان.
شرفةٌ..ويمامةٌ وحيدة..
كسولةٌ..وجمعٌ غفير،
وطيرٌ هَرِمٌ يتفقَّدُ الازمانَ
لعل في أرحامِها..نديمٌ أو سمير.
أو حبيبٌ من أيِّ أمةٍ..وفي أيِّ مكان.
أرصفةٌ وأعشابٌ تنبتُ في غفلةٍ
وكلما التفتَّ إليها
تستحمُ بالندى
وتأملُ للثلاثةِ بالعمرِ المديد
ترتدي حُلةَ الحدائقِ
وتنبتُ مرة تلوَ المرةِ
ومن جديد.
تثاءبَ العشبُ.
مع آخرِ ثمالةٍ.. وآخرِ صديق.
فارتسمت على الوجوهِ ابتسامةٌ.. ابتسامةٌ طالما تواطأت
مع سوءةِ الأبِ
مع النعاسِ..والغلبة
ثم تدليسٌ و زيفٌ
وصيفٌ قائظٌ.. وغيظ.
ثم الضجيجُ.. والجلبة.
والنبوءاتُ إن صحت.
صاحَ الطيرُ المحلِّقُ
فوقَ شواهقِ الوجدانِ
صيحةً من أعماقِ اليقين:
الاوطانُ لا تقوم ..الا بقومٍ
ومن قامَ..حقاً يقوم.