“إكسسوارات”
نص نثري للكاتب نظام مارديني
ـــــــــــ
ذكرى
1
كلّما مررتُ بشارع بلس
تراودني الذكريات
الجامعة الأميركية
فتياتها وفتيانها
حيث العيون تتهامس
وتصطاد
هناك
بلا رقابة
بلا لمس
تعلمت أول أبجدية
الحب
احتكاك
2
كلّما دفعَت قدمها تجاهي
أسحب ساقي خفراً
تبتسم وتكرّر التجربة
كان المتحلقون
حولنا
أشبه بالبلهاء
وحيداً كنت أستمتع
بفض بكارة
خجلي
للمرة الأولى
إصغاء
3
أنحني
حتى ترتطم أذناي
على سطح الأرض
أُصغي
كي أسمع صوت
الحصى
يدغدغ أصابع قدميها
العاريتين
كنت أنصت.. ولكن
كان الهواء يقترب
يضرب وجهي بزبد
البحر
عناق
4
كلما التقينا
يرتفع النهر عالياً
للعناق
كان الضوءُ يتساءل:
من يكون النهر؟
من يكون العاشق؟
سكون
5
كانت عيناكِ
نهرين من دموع
وسكون
فجأة ينحدران
بقوة
ثم يخفت صوتهما
ارتفاع
6
أنتِ الريح
وأنا سنبلة القمح
صوتكِ لا يلبث
أن يرفعني
يضعني في حضن
الشمس
رفقة
7
تتواجه المنازل
في أحياء لندن
رتيبة
تسير على خط مستقيم
كأنها في جنازة
تمتد السواعد
من نوافذها المعلّقة
تخاطب أشباحاً
من ضباب
انتظار
8
تتمددين على بساط
من الانتظار
في محطة الترمواي
روائح المسافرين
تزكم حواسكِ
تدفعكِ إلى التأفف
تجلسين
تتكئين على عامود
من ثلج
وملح
نقطة الضوء تدوي
من بعيد
تكبر
وتكبر
وتكبر
كان الصباح يقترب
ولم يأتِ الترمواي
أمل
9
تعزفين
على أوتار من ماء
لحناً سورياً
تطلقين صوتكِ
تنثرينه في الحقول
تبتهج سنابلُ القمح
تغنّي عصافيرُ الدوري
أغنياتٍ من ضوء
الشاعر والكاتب نظام مارديني
نصوص نظام استثنائية ..شاعر حقيقي يكتب بأنامل لامرئية وفق صيغته الخاصة ..أفقه الإبداعي عميق جدا .