مشوار اليوم مع للكاتب د. قاسم قاسم
-×-×-×-×
بعد ان هبطت بنا المركبة على سطح المريخ ، وبعد استراحة طويلة، جاء الصوت :
معلنا القيام بنزهة.
اقلتنا المركبة الصغيرة ،مسافة شعرت ورفاقي اننا اصبحنا بعيدين عن مكان اقامتنا، وكنا نراقب الطبيعة العارية، عندما صرخ زميلي شوقي :
انظروا بيوتا من الزجاج ،ما ان اقتربنا منها حتى طلب الينا الاستعداد للنزول
شعرنا بعدما وقفنا على ارض المريخ ،ان الحرارة جدا عالية ،فدخلنا فورا الى مختبر اشبه بملعب كرة قدم، ثم اجتزنا ممرا طويلا ،مزين بنبات غريب ،لا يتعدى طول الواحدة الابهام.
عندها التفت سعيد نحوي وفمه فاغر وسألني:
هل نحن في الصحراء؟
اجابه مروان: يبدو ذلك.
ومن خلال الزجاج ،كنا نشاهدعالم اصطناعي مثير للدهشة ،وما نراه يدعو للتساؤل عن مدى طموح الانسان ،وسر تعلقه بمعرفة اسرار الكون، ولا اعرف كيف قفز الى ذهني هذا الاستنتاج فتذكرت نوستراداموس الذي تنبأ بقرب نهاية الحياة على كوكب الارض ،لان ما نراه هو جنون المغامرين الاذكياء، الذين مهدوا الطريق للوصول الى المريخ ،وابعد منه بكثير ،وكنا كلما توغلنا في هذه الاعجوبة العلمية نقفز تمجيدا ، جباهنا تسابق رؤوسنا ،اجسادنا تتمايل ،عيوننا تدور، ولا ترتاح ،حركة عابثة في طبيعة خفية اخترعها احدهم محاولا تكييف الواقع بالخيال.
كوكب حاله منقسم بين البرودة والحرارة، ليله غير نهاره ،والنبات قاصر لايقوى على الاحتمال، بينما كنت شاردا مع افكاري ربت شوقي على كتفي قائلا:
هل انت معنا؟
اجبت :يبدو انهم ضحوا كثيرا لانجاز ما نراه.
مررنا بقاعة سميت بالحلم ،واخرى بالذاكرة ،وثالثة بالخيال ،، ووو، حتى ظننا اننا في درس من دروس علم النفس.
فجأة جاء الصوت يخبرنا عن ان العلم توصل الى حفظ ذاكرة الانسان ،ومن يود تجربة ذلك بامكانه اختيار اي غرفة ،
عبث العلم غرابة لا تحد، خرجنا من الغرف ،بعدما عرفنا طبيعة عملها ، وجموح تام ،والبداية ما زالت في اول الدرب، سألني سعيد:
من يدري ماذا يخبئ العلم للمستقبل؟
رد شوقي: قل الى اين نصل، بعدما صار الحلم واقعا والذاكرة محفوظة ،والتخيل واقعا.
علقت: هل يكفي بلوغ هذا الحلم؟
اياما قضيناها في الكوكب الاحمر ،ننتقل من مكان الى اخر، اقدامنا تصافح التربة المصطنعة، ونلهوا برسم آثارنا، نترك بصماتنا، ونحن زائرين حاملين همّ الاخرين.
د. قاسم قاسم