“زهرة الجنوب ”
قصيدة للشاعر د. محمود عثمان
-×-×-×-×-
خذوني إلى زهرةٍ في الجنوبْ
مبللةٍ بالندى والضياءْ
كأنَّ الرحيقَ دموعٌ تذوبْ
خذوني إليها
ولا تتركوها لخوف الدروبْ
خذوني إلى ربوةٍ مزهره
لأطلبَ من كل زرٍّ تفتَّح فيه الشذا المغفره
فإنَّ البراعمَ مثل القلوبْ
تموت اشتياقًا إلى أهلها
خذوني إليها
ولا تتركوها لحزن المغيبْ
خذوني إلى النهر والعندليبْ
يغرِّد للحارسين الثغورْ
وقد عفَّروا بالتراب الطَّهورْ
جبينَ السماءْ
خذوني إلى زهرةٍ في الجنوبْ
تطلُّ على السهل في كبرياءْ
وتصغي إلى ما يقول الهواءْ
أنا لن أغادرَ أرض الجنوبْ
ولو شابَ لوني الأسى والشحوبْ
خذوني إلى زهرةٍ في الجنوبْ
روتها من الحُبِّ شمسُ الجنوبْ
وهبَّ عليها نسيمُ الجنوبْ
ففاح شذاها وطاب الهبوبْ
خذوني قبيل فوات الأوانْ
لأزهرَ كالشوك والأقحوانْ
بأرض الجنوبْ
وأثملَ مثل الربيع الخضيبْ
بمجدٍ وطيبْ