27 اذار يوم المسرح العالمي
المخرج رقة : أتوجه إلى جميع المسرحيين
في لبنان والعالم بالتهنئة على صمودهم
كتب المخرج والكاتب المسرحي يوسف رقة
… في 27 آذار ، يحتفل المسرحيون في العالم ، بيوم أسموه “العيد ” .. ونحن في لبنان ولولا ” فسحة الأمل ” لصار مسرحنا ” في خبر كان ” ..
فالحمد الله ، لا تزال بعض العروض المسرحية ” المتواضعة إنتاجيا ” مستمرة ، ولا يزال بعض رواد المسرح يستمتعون برهبة الخشبة ، رغم طغيان وسائل التواصل الحديثة على المشهد العام ..
ارتعب المسرحيون حين حضرت الأقنية المتلفزة والسينما ، واعتبروا منذ سبعينيات القرن الماضي بأنّ المسرح إلى زوال ، لكن الخشبة بقيت مستمرة حتى يومنا وان بتواضع كبير ، بفضل الرغبة الإنسانية العميقة بالتمثيل وابتداع الشخصيات للتعبير عن الأحاسيس الدفينة والأفكار المتصارعة في عقول البشر …
لا يزال الإنسان ، ذلك الكائن المؤثر بحضوره على المشاهدين ، أقول الانسان وليس الممثل ، لأنني أتوقع طعنة تكنولوجية جديدة للإنسانية عبر ما ابتدع الإنسان لنفسه من ” ذكاء اصطناعي ” ، هو تطور هام جدا في المجالات العلمية والصحية والخدماتية ، لكنه قاتل للمسرح في حال شهدنا يوما ما ، استبدال الإنسان / الممثل ، بآلة تلعب الأدوار بدلا عن الإنسان ، تحفظ الأدوار وتؤديها بامتياز ، ولكنها فاقدة للروح الإنسانية الحقيقية ، فهل يستطيع الممثل ” الروبوت ” التواصل مع جمهور المشاهدين في المسرح ؟ وهل تبقى غاية المسرح كما عرفناها منذ الأغريق ؟
على أي حال ، في 27 آذار ، أتوجه إلى جميع المسرحيين في لبنان والعالم بالتهنئة على صمودهم ، واقول لهم كل عام وانتم بألف خير ..
يوسف رقة
يبقى المسرح سيّد التواصل المباشر بين المشاهد والممثل والحالة الفنية