كتب يوسف رقة :
..للشعر المحكي ، نكهة خاصة عندما نسمعه من الشاعر العميد المتقاعد في الجيش اللبناني كابي القاعي ، شعر صادق ينبع من القلب والوجدان ..
قصائده المحكية ، تحاكي الوطن بصلابة الكلمة ، ثم ما تلبث أن تلين حين اقترابها من المرأة و الغزل والحب .
أما في قصيدة ” الأم ” التي كتبها منذ أيام ، لمناسبة عيد الأم في لبنان ، فأتت متدفقة بالحنان والفقد والوفاء .
يستذكر الشاعر والدته ، وكيف كان يتصل بها يزورها في وقت الشدّة وكأنها محجته وما ترمز إليه هذه الكلمة من طهارة وقدسية ، فيقول :
رغم البعد ، لَ البارحة ضلّيت
كلما تسكّرت هالدني بوِجّي
تلفن ل إمّي وإقصدا عالبيت
إتكي عَ كِتفا….. اعملا حِجّة
ثم يصف الشاعر اللقاء مع أمه ، حيث تمسّد له شعره فيزداد غنجه ، ويقصد الشاعر بهذا الزهو ، إحساسه الكبير بالفرح وخصوصا عندما يسمع منها كلمة ” الله يرضى عليك يا ابني ” ، كلمة الرضى هذه كانت تمنحه الصبر أمام الملمات الصعبة التي كانت تصادفه في طريق الحياة الشاقة بالمتاعب والمخاطر ..يقول الشاعر :
وصابيعها تبلِّش عَلى السّكّيت
شَعري تمَشْطو ، ويزيد غنجي
إسرق فرح من قجّة ل ياريت
ل ياما رضا حَطِّت بِِهَل قجّة
تاصير منها ، اصرف ن مرّيت
بْحَالةضيق أو بظروف حرجة
ويتابع الشاعر وصف مسيرته وسعيه لتحقيق أحلامه ، حيث كان يشمخ عاليا أمام طموحاته متجاوزا الاحباطات أمام صورة أمه التي كان يراها النور المضيء لطريقه ، وذلك بفضل حثها الدائم له على التحلي بالصبر ؛ فيقول :
وسافر بِحِلمي لوين ما حبيت
لا يأس ، لا إحباط ، يسترجي
يعرقل طموحي ، وكلما علّيت
شوفِك نور يمّي عم توِجْي
وقدّام منْك اذا ، يوم عنّيت
كنتي تقوليلي صبُور وتْلِجّي
ويؤكد الشاعر في الأبيات الأخيرة من قصيدته ، أن التواصل الدائم مع أمه ، قد منحه القوة والرزق الوفير دون أن يتخلى عن المبادئ التي تربى عليها واكتسبها من والدته وبات بفضلها مثالا تربويا ومسلكيا يحتذى به ، مشددا على فضلها الذي وان لم يستطع أن يقدم لها ما قدمته ، إلا أنه سيظل يردد اسمها بالروح أكثر من اللسان ..وهذه الأبيات التي ختم بها القصيدة :
يَمّي قد ما بحَكْيك استقويت
طِلت العُلى دَرجة ورا درجة
ومتل ما انا عا نهجِك تربّيت
نهجي آخِذ بالتربية رهجة
ون ما قدرِت دَينِك انا وفّيت
بِتضَل روحي إسمِك تهَجّي
تحية إلى الشاعر كابي القاعي ، وإلى قصيدته ، التي لا يمكننا التعبير عن محتواها العميق والمؤثر ..ربما لو كانت القصيدة باللغة الفصحى ، لكانت مهمتنا في قراءتها أسهل كثيرا ..يخطىء من يعتقد بأن ّ المحكية لغة سهلة .
الشاعر كابي القاعي
نص قصيدة ” أمي “
للشاعر العميد كابي القاعي :
رغم البعد ، لَ البارحة ضلّيت
كلما تسكّرت هالدني بوِجّي
تلفن ل إمّي وإقصدا عالبيت
إتكي عَ كِتفا….. اعملا حِجّة
وصابيعها تبلِّش عَلى السّكّيت
شَعري تمَشْطو ، ويزيد غنجي
إسرق فرح من قجّة ل ياريت
ل ياما رضا حَطِّت بِِهَل قجّة
تاصير منها ، اصرف ن مرّيت
بْحَالةضيق أو بظروف حرجة
وسافر بِحِلمي لوين ما حبيت
لا يأس ، لا إحباط ، يسترجي
يعرقل طموحي ، وكلما علّيت
شوفِك نور يمّي عم توِجْي
وقدّام منْك اذا ، يوم عنّيت
كنتي تقوليلي صبُور وتْلِجّي
يَمّي قد ما بحَكْيك استقويت
طِلت العُلى دَرجة ورا درجة
ومتل ما انا عا نهجِك تربّيت
نهجي آخِذ بالتربية رهجة
ون ما قدرِت دَينِك انا وفّيت
بِتضَل روحي إسمِك تهَجّي