بمحاذاة النهر
قصيدة للشاعرة راما وهبي
-×-×-×-×-
بمحاذاة النَّهر
لمْ نسأل: لمَ الشُّعراء ينتحرون؟
رأيناه مغطى بأنفاسهم
تعلو وتهبط
تتناسل من رئات جرفها الانحدار
لتتكلَّم بشفرة تحت جلده الأسود
.
كنَّا قربه أشكالاً لا تُفسَّر
خليط لحظات بلغت أقصاها
الفيض من كبريت وقهر يبدوان في هيئة قبضات تشتدُّ وترتخي
وكنَّا العملة التي ترنّ على حجارته المالحة
أخبرني أنَّني ابنة الصَّناديق
وإن كانت حرفتها أن تنزع خيط الذَاكرة وتستعصي
وأنَّك المأخوذ بالبراءات والتَّفتح من غير وجهة
.
على ضفَّتيه
الشَّحاذون يتبوَّلون برأفة
المومس تغسل ثدييها حيث يستمني الكهَّان
وأشجار البرتقال وحدها تعرف كم نحن بسطاء
لمْ نسأل : لمَ الشُّعراء ينتحرون؟
أردنا أن نكون الوهج والانعكاس
تقاطع أفكار حادَّة
تصطدم وتتبعثر
أردنا أن نصرخ ونتعرَّق ونرتعش للرُّوح
حين نرى آلامهم هناك تجفُّ وتتحلَّل
الشاعرة راما وهبي