كتب يوسف رقة :
..جعبة الشاعرة ساجدة شحادة مليئة بالقصائد التي ألقتها على منابر الأندية الثقافية خلال السنوات السابقة , هذه الجعبة التي سترى النور في ديوان قيد الطبع قريبا , اخترقتها قصيدة مختلفة عن أنماط قصائدها التي عرفناها في وقت سابق , نمط جديد اتبعته الشاعرة في إيقاعات أدخلتها في متن القصيدة الغنية بصورها ومغزاها.
القصيدة التي حملت عنوان ” أين صرنا ” تحاكي الواقع الذي نعيشه في زمن القيود التي فرضت علينا وجعلتنا نعيش ” المسافة ” بين البشر .
وصفت الشاعرة هذه الحالة كأننا “بعض ماء فوق نعش موحش ” , واستعملت عبارة زهورا في قولها ” عشنا زهورا ” كإستعارة بديلة عن “عشنا دهورا “, واصفة هذا العمر بالأسر الذي يلهث خلف الضباب ” .
وتناجي الشاعرة حال الفؤاد لتقول ” حالنا مثل السكارى , نرتمي أم نحتمي أم نرتجي ؟ ” وتختم قصيدتها بوصف الحال أنه مثل الثكلى التي استفاقت قرب قبر ترتجي بعض الشروق .
قصيدة مدهشة للشاعرة , وأكثر ما لفتني , بغض النظر عن فحواها ومغزاها هو هذا الايقاع الداخلي الذي يلامس النبض ..
هنا نص القصيدة :
عندما تغفو الليالي
عُذرُ حبري ينتشي….
أينَ صرْنا؟!
قُلْ بأنَّا بعض ماءٍ فوقَ نعشٍ موحشِ…
أين صرْنا؟!
قد ذُبحْنا
هكذا عشنا زهورًا في ربيعٍ أغبشِ….
أين صرْنا؟!
نحنُ في جُبٍّ رُميْنا
ويح كفّ المُخدِشِ….
عمرُنا يمشي أسيرًا
باتَ يمضي ومضَ برقٍ
عاشَ يحكي في المسايا
مستجيرًا بالبرايا
لاهثًا خلفَ الضّبابِ المُفرَشِ……
أينَ صرْنا؟!
في خوابي القهرِ دنٌّ
عاشَ صمتًا
باتَ يسقي ألفَ مُرٍّ
من كفوفِ الأخفشِ…
حالُنا مثلُ السّكارى….
نرتمي ام نحتمي ام نرتجي؟!
نرتمي في كلِّ وادٍ
من فؤادٍ أطرشِ…..
حالُنا مثل الثّكالى
واستفقْنا قُربَ قبرٍ
نرتجي بعضَ الشّروقِ المُدهِشِ
نرتجي بعضَ الشّروقِ المُدهِشِ….
أينَ صرْنا؟!
( ساجدة شحادة )
من أروع ما كتبتِ شاعرتنا العزيزة ، صديقتي ، سيدة الحرف الباذِخ …
دام النبض غاليتي …
انا ايضا اسمي ساجدة شحادة