” يده ”
نص أدبي للكاتبة والتشكيليّة د. عالية شعيب
-×-×-×-×-
١.
يده التي لها منطقها الخاص
وعيها لغتها ابجديتها كراريسها وحقيبة الوانها
يده التي نطقت اسمي قبل أن آتي للوجود
وقبل أن تتشكل عيني ويدي
يده التي من ضوء القمر وحرارة شهب تنتحر وصفاء ينابيع جبال لبنان
يده الممتدة في أعماق معابد الأقصر
التي أشارت للطيور على رأس المساجد والكنائس العظيمة
التي قالت وكتبت رسمت نامت واستيقظت واغتسلت علمت وتعلمت.. تفككت وتجمعت معي
قبل الخلق وقبل التشكل وقبل بزوغ الحروف الأولى وسقوط التفاحة وسطوع جمال حواء وطرد إبليس وظهور جبريل لمريم .. قبل القلب وقبل القبل..
كانت يده لي
كانت تنتظرني.
٢.
يده التي هي انعكاس للحياة على الحياة نفسها
التي تعرف مصدر أحزاني العميقة رغم محاولاتي العديدة الفاشلة لاخفائها
ومعنى الهروب والمكوث والعبوس والتخلي والنخفي
التي تطعمني وتسقيني وتغطيني وتظللني وتجمعني بأبي كلما عصفت بي اعاصير الحنين والهجر والغربة
التي كانت تهدهد قلبي حين اضطراب النبض وانا وسط شارع مزدحم. كانت تمتد لتقفل الباب عليّ حتى تمر ازمتي على خير
التي رافقتني لكل المواعيد الجراحية والمصيرية التي كنت ادخلها لوحدي
كانت على صدري وقلبي
كانت تمسح على رأسي وتغمض عيني عن الضوء القوي
كانت تمسح دمعي وطبيب البنج يحقن الموت في شرياني
كانت تقرأ الفاتحة والكرسي والمعوذات على رأسي.
٣.
يده التي في العلو والسقوط
في الطيران والهبوط وفوق السحاب وفي باطن الأرض
وفي السرد والحكايات والنماء والانتماء والسراب والاغتراب والحروب ما انتهى منها وما ابتدأ .
د. عالية شعيب
( كاتبة و تشكيلية من الكويت)
د. عالية شعيب