صلاة
……
مرهقة هذه الليلة
لا بحر أحمله على كفّي
ولا الوداع يصرف وقته
من شبابيكي الخاوية
أركض إلى متكأ بعيدٍ
يطوّقني ذاك الشرود
بصمت، أسحبُ نفسا باردا
كهذا الطول والعرض والفضاء…
مرهقة هذه الليلة…
أرفعُ من جبيني صومعة
وفي وحشتي الغزيرة أصلّي….
اكراما للورد اليتيم
للصور الكثيرة اليابسة
للدعوات،
للطعنات الخفيّة
مرهقة جدا هذه الليلة….
ولا أملك رصيفا في الذاكرة…
فاض الترابُ
….طال الغياب
لوحاتي توزّع بقايا الأوسمة
ثم تئن كثيرا في البلاد…
بلادي الشاحبة
تلك التي هناك في التعب
لا أتقنُ الغناء لكي تفرحَ
ولست خبيرة بالرقصات
مرهقة أنا حدّ الجنون
هذه الليلة….
–
( سليمى السرايري – تونس )
شكرا جزيلا لهذا التوثيق المبهر