قبرُك رببعٌ باسمٌ
**** ** ****
لما مررتُ بصمتِ روضك هائما
كان الربيــعُ
يضمُّ قبـرَك باســما
وشممتُ عطرَ نداكَ
فاضَ أريجُه
يضفـي على كلّ الحيـــاة مواسما
حاولـتُ أقـرأ في النسـائمِ شــوقنا
ما كــــان محتـاجاً
صدىً وتراجمــا
وأردتُ أطرقُ للدخول شواهداً
تفضي إليكَ
وكنتَ دوني نائمــا
يا خـلّ روحـي
كم يدمّرني الأســى
الفقـدُ كانَ مع المشـاعر ظالمـا
والصبح إن يأتي يلوّحُ عتمةً
قد صار حتى الفجر بعدكَ قاتمــا
أتأملُ الشـمسَ العتيقةَ لم تعـدْ
تهدي إليّ أزاهراُ
وخــواتمـا
وإذا يجيء الليلُ صوتكَ في فمي
نايُ الحنين
وصار بعدكَ لائمـا
حسّـانُ هذا الوقتُ يحفرُ في دمي
ويروحُ ينعشُ للحنينِ براعمــا
أمشي أنا بين القبـورِ
موجَّعــاً
أدركتُ أنّ الموت أصبحَ حاكمــا
وبأنّ ظلّكَ إنْ مررتُ يشــدّني
نحـو البكاء
فما تركتُ مآتمـــا
تلك الشـواهدُ شـــاهداتٌ أننــا
نُبقي إذا مرّ الزمـانُ ملاحمــا
أبقيـتَ فينا يا أُخيَّ مواجعاً
تضني الفؤادَ
وكم تركتَ مكارمـا
وزرعتَ فينـا للوفاء بذوره
كان الحصادُ من المحبةِ عارمـا
واليوم أبحثُ في السراب عن الشـذى
أمشي إليكَ وكان قلبي حالما
وجلست قرب الباب أشعل شمعةً
لتضيءَ للخلدِ البهيّ سـلالما
أتنسّــمُ الآمالَ من عين الرضى
فرضاك كان ولا يزال غنائما
حسّـانُ لن تمضي بعيداً
كلما
لامستُ ذكركَ كنت نحوي قادمـا .
