الأديب د. جوزاف الجميل يقرأ في نص ” أحلام يوميّة ” للكانب المسرحي يوسف رقة :
أحلام يوميّة وإرادة الحياة
أحلام يوميّة مسرحيّة للأديب الصديق يوسف رقّة.
يصفها المؤلّف بأنها مسرحيّة خياليّة علی النمط الملحميّ.
إنها مسرحيّة الأحلام التي تقارب الواقع، في كلّ المقاييس التي عرفها الإنسان.
ونسأل الكاتب اليوسفيّ: أليس الوصف، في العنوان الفرعيّ للمسرحيّة، من لزوم ما لا يلزم؟
وهل الأحلام إلا خيال في خيال؟
وكيف يتحوّل الحلم إلی ملحمة؟
أحلام يوميّة مسرحيّة حياة، تحوّل النص، في تكرارها اليوميّ، إلی سيرة ذاتيّة لبطل من سلالة أنصاف الآلهة.
ويبقی السؤال الجوهريّ: كيف تكون أحلام المسرحيّة خياليّة، وهي تستقي غذاءها من نسغ الواقع، ومن عذابات الفقراء وجراحات البؤساء؟
غلاف مسرحية ” أحلام يومية ” في الطبعة الثانية الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب
إنها مسرحيّة تعلن حقيقة الموت الذي راود الوطن عن ذاته فغالبه الوطن وغلبه.وإذا الحقيقة أغرب من الخيال.
وإذا المسرحيّة رسالة وطنيّة، بحدّ ذاتها. رسالة تعلن أن الوطن طائر فينيق لا يموت. طائر يخرج من بين الرماد/الحرب أكثر سطوعاً وإشراقاً وحياة.
يقول الأديب رقة في المشهد الأخير من المسرحيّة: نريد لأحلامنا الجميلة أن تعود…هل تسمعون…هل تسمعون… هل…
هذه الأنا الجماعيّة هي أساس بنية المسرحيّة. أنا الإنسان اللبنانيّ القادر علی تحقيق الأحلام، وإيصال الصخرة السيزيفيّة إلی القمّة.
أحلامنا الجميلة هي إرادة الشعب، لا مشيئة الحكّام.
أحلامنا هي زمن الخير، في عهد الفلاح الأخير عند مارون عبود، قبل أن يمرّ البحر ويغري بياقوته والزمرّد.
أحلامنا اليوميّة الجميلة التي يريد الكاتب إحياءها، من جديد، هي واقع المحبّة والتعاون بين أبناء الوطن، قبل أن تفرّقهم دسائس الطائفيّة والمذهبيّة والأنانيّات.
أحلام الأديب المسرحيّ يوسف رقة هي أحلام يقظة، لا أضغاث أحلام، أو تخيّلات ليليّة تنتهي بطلوع الصباح، فتتوقف شهرزاد عن الكلام المباح.
إنها أحلام الثورة والتغيير. الثورة علی الموت والفساد والأحقاد، في سبيل وطن أروع من الحلم، علی صورة الإرادة الصلبة للإنسان اللبنانيّ المقيم والمنتشر.
بوركت أحلامك، صديقي الأديب يوسف رقة. ولتكن فعلَ إيماننا اليوميّ المطلق أنّ وطناً مبنيّاً بحجارة الحلم والحبّ والإيمان هو وطن لا يموت. فكيف إذا كان البنّاء الحكيم يوسفيّ الرسالة، إنسانيّ الرؤية والرؤيا، ذا إرادة صلبة في الإصلاح والتغيير؟
د. جوزاف ياغي الجميل
الناقد الأديب د. جوزاف الجميّل