لوحة ثلاثية الأبعاد أُخِذَت من السماء*
للشاعرة فاطمة أيوب
-×-×-×-
ماذا يقولُ الليلُ
يقترِحُ السَّوادَ على العيونِ
فتدْلهِمُّ مكاحِلُهْ
ماذا يقولُ الصوتُ
يأمرُ صمتَه
صُغْ مسْمعًا فأنا المَقولُ وقائِلُهْ
ماذا يُحدِّثُنا المَكانُ
هنا الزَّمانُ
يُجادلُ الأرجاءَ وهْيَ تجادِلُهْ
ماذا يقولُ الرملُ
لي قَصَصٌ معَ الأقدامِ
لي شكلُ الرَّحيلِ وراحِلُهْ
والخيمةُ الدَّهْما ترى ماذا تقولُ
أنا انتظارُ الصبحِ
بلْ ومعادِلُهْ
أنصِتْ إلى لغةِ الأماكنِ
كلُّها صورٌ يرتِّبُها الخيالُ وعاقِلُهْ
ولقد تسرَّبَ في صِماخِ السَّمعِ تسبيحٌ علا واستقطَبتهُ سوائِلُه
صوتٌ رخيمٌ
شقَّ أُذْنَ الليلِ
فامتدَّتْ على طولِ الخيامِ عنادِلُه
ظلّانِ من نورٍ
ولا ضوءٌ ولا قمرٌ لتعبثَ بالظِّلالِ منازِلُه
نورانِ
وانطلقَ الحديثُ مُشَقْشِقًا:
يا حَقُّ هذا الموتُ عُجِّلَ آجِلُهْ
لسْنا نبالي
ثَمَّ وجهٌ آخرٌ للموتِ
يُبصرُنا ونحنُ نحاوِلُهْ
إنَّ ارتحالَ الفجرِ صبحٌ
ظلَّ يشهقُ
ثُمَّ يزفرُ
كيْ تُقامَ نوافِلُهْ
وكذا اقترابُ الشَّمسِ
بعثٌ آخرٌ
تُلقَى على وجهِ الرمالِ دلائِلُهْ
هذا ودفءُ الرَّملِ
يغزلُ بقعةً حمْرا
وكانت في الضِّياءِ مَغازِلُهْ
وكأنَّ منظورًا تداخلَ في المشاهدِ
راحَ نحو الغيمِ وهْوَ يماثِلُهْ
ن
خِيَمٌ ونخلٌ ثُمَّ تلٌّ منْ رمالٍ
ثُمَّ نهرٌ أبطأتْه جداوِلُهْ
كنَّ اقتراحًا جيِّدًا للواردينَ
فلِمْ يلُمْنَ النهرَ..
هنَّ أوائِلُهْ
حدَثٌ يُحرِّكُهُ الغُبارُ
فيستبيحُ توتُّرًا في التَّلِّ
تلكَ شواغِلُهْ
ويُشيرُ نحوَ الخيمةِ الكبرى:
إليكُمُ ما أشاءُ
أنا المرادُ ونائِلُهْ
فانشَقَّ من رحِمِ الغُبارِ مكبِّرٌ:
أنا مَنْ لهُ يدعو النِّزالُ ونازِلُهْ
وأنا عليُّ ابنُ الحسينِ ابنُ العليِّ
ولي التفاتاتُ النَّبيْ وشمائِلُهْ
بالفجرِ أقسِمُ أنَّ وِتْرِيَ شافعٌ
والصّبحِ إنِّي وصلُه وحبائِلُهْ
وجهي رسولٌ
كفِّيَ اليُمنى إمامٌ
فانظروا
هذي الخطوطُ مداخِلُه
فأنا المُحيطُ وإنْ أُحاطُ
لي امتثالُ البحرِ
بلْ أعماقُه وسواحِلُهْ
نُعِيَتْ إلينا النَّفسُ قبلَ مجيئِنا
لكنَّهُ موتٌ
ونحنُ نغازِلُهْ
غرِّدْ أيا سيفي وكنْ للسَّمعِ رنّاتٍ
تريعُ الدَّهرَ
أنتَ نوازِلُهْ
يتَجادلونَ الآنَ يقطعُهم فَمي
سيفي ذراعي مِعصَمي وأنامِلُه
جسدي مقدمةٌ
وظلّي صلبُ موضوعٍ
وفهرسيَ المحالُ وماحلُه
أوَهلْ تؤوِّلُه السُّيوفُ
وتُخرِجُ المعنى
وتقترِحُ الجوابَ دواخِلُهْ
لا فرقَ عندي الآنَ
ها جسدي
تجوعُ لهُ السُّيوفُ
وربَّما تتناولُهْ
لكنَّ طعمَ الماءِ يفهمُه الفراتُ
هو البخيلُ بشرحِه
هو قاتِلُهْ
أبتاهُ لي عطشُ الحقيقةِ
ثَمَّ وِردٌ في الخيالِ
وأنتَ بعديَ ناهِلُهْ
بل ثَمَّ كأسٌ
فيضُه ومِزاجُه نهرٌ
وتدعو للشَّرابِ أيائِلُهْ
كأسٌ دنى حتّى تدلّى سائِلُهْ
كأسٌ ونحنُ فيوضُه ومراحِلُهْ
معناهُ في فقهِ الصّحارى
سهلُ قمحٍ
ثلَّمَت دربَ المياهِ سنابِلُهْ
أنّى ينيرُ الماءُ
كانَ النورُ يحملُهُ
كمصباحٍ تُضاءُ رسائِلُه
أنقى من الأمواهِ
ماءُ عيونِه
متشابهانِ مياهُه وفتائِلُه
أبتاهُ بي طوفانُ نوحٍ
مُرْ سفينَك يستوي في القلبِ
إنّكَ جاعِلُه
أزِحِ السِّتارَ فإنَّ مشهدِيَ انتهى
وابدأْ بمشهدِك ال تُعزُّ بدائِلُه
أعَجِبْتَ من أهلِ الرَّقيمِ
هنا العُجابُ
فبُحْ بعُمرِك إنَّ نحرَكَ باذِلُه
واقرأْ بفاتحةِ الكتابِ
صِراطُها لمْ يستقمْ
إلّا لأنَّكَ حامِلُه
*(القصيدة فازت مؤخرا في مسابقة “شبيه المصطفى” التي أقامتها العتبة العباسية المقدسة في العراق /كربلاء) .
الشاعرة فاطمة أيوب