” وحيدة في المنتزه مع أشيائها المبعثرة “
قصة قصيرة للكاتب د. قاسم قاسم
-×-×-×-×
تاخذ وجعها إلى خارج المدينة، وتلوح من البعيد ،انها وحيدة في منتزه الطبيعة ،ارادتها فسحة للتنفس فحملت جسدها المتعب ،وشلحت افكارها في الهواء ،عساها تلتقط ما وقع منها ،او تبارك ما بقي من الترحال المختبىء في عتمة شرودها المبكر.
وفي المتاهة دروب ،سفر ،امل ،ومحطةلشيء تتمنى ان تبحر اليه ،فهل تعاود انتشال قامتها ،وتتفحص تلك الايام ،حيث عزفها مسكون بالالم ،فهل جاءت اللحظة ،لتودع خطوات التشرد إلى منقلب آخر.
تلك المسافة بين الغياب والصمت ،أطبقت جفن الرجاء على عتاب ،بات عنوانها اليومي، فراحت تردد في صمتها انها وحيدة ،ونسيت ان فعل التلاشي حيًر كلماتها ،فانساب عبر الفضاء متقطعا ،وما عرفت ان قدميها كادتا تفترقان في زحمة الاشتياق ،وان اللوحة ليست لعبة للهرب من اشيائها المبعثرة هنا وهناك.
فكيف تلملم الأغطية وتوقظ في مسارها رداء ،لحلمها المتمهل في الوصول ،قالتها الف مرة ،انها تكاد تنهار ،وان طريقها مسدود ،ولم يبق أمامها سوى الانكسار لذلك رحلت ،تفتش عن بقعة ضوء عند عتبة الانطلاق إلى اين؟
فهل تعترف ان الهواء الآتي من كل حدب يجذبها نحو المجهول ،وان الجالس في ظلها لم يزل في سره ،يداعب خفوت الصبر كل لحظة فكيف تنام على وحشة التردد ،ولا تسترجع صور الماضي وكل البدايات وتفاصيلها ،والصباحات المروية المعبأة في تجوال النظرة؟
فكيف تطفئ كل مرة دوران الأسفلت الذي راح يسأل عنها؟
ان تضيع تلك هي المسألة!
د. قاسم قاسم
ابدعت دكتور قاسم، بلاغة الكلمات وجمال الاسلوب 👏👏👏