كيف لا يصير !
قصيدة للشاعر والكاتب د. اسماعيل الأمين
-×-×-×-×
غَصَّتِ الوديانُ بالأنهار
و ماجَت الغيومُ حِذاءَ السفوح،
وفي المجرى،
فغاصَت محافلُ العرَّافينَ،
بين الألفِ والياء..
وفَيضِ اللغات
والكلمةُ الأخرى.
وتاهت عن كلِّ مَسْلكٍ
أو مَعْلمٍ أو لهجةٍ أومَسْرى.
و تبخرت عذوبةُ الماء
وفقد الإعجازُ فحواه
وبات في الذروةِ
لكن دونَ جدوى.
ماجتِ الاوقاتُ في أزمانِها
وسابَقَ العجوزُ على الستةِ
والطفلُ على الأربعة.
كأنما المضمارُ في حِلِّ من ضمير. فقد أنكرَ الكلُّ الكلَّ..
وما أضمرَ وما وقَّعَه.
كيف يصيرُ الطفلُ شهيداً؟
وكيف لا يصير!
لا شيءَ أصدقُ من فرحِ الفقراء.
ولا شيء أبلغُ حضوراً
من غيابِ الرضيعِ
فوقَ راحاتِ الشهداء.
كيف يفيضُ النهرُ؟
وكيف لا يفيض!
لا شيءَ أصدقُ مِنَ الطوفان
ولا شيءَ أشدُ وطأةً
من رأفةٍ واستغاثة.
من سفحٍ وغيمة.
لا شيءَ ..لا شيءَ..
سوى هيعةٍ و خُذلان.
د. اسماعيل الأمين