موسقات الشّاعر الدّكتور طوني كرم مطر
نابغ أتقن الإبداع فعزف ألحانه على أوتار الأنسنة
بقلم: حسين أحمد سليم آل الحاجّ يونس
-×-×-×-×-
مُفكّر باحث كاتب و مهندس فنّان تشكيلي عربي لبناني من بلاد بعلبك
الدّكتور طوني كرم مطر الكاتب الصّحفي و الأديب الشّاعر، لديه مواهب كثيرة كامنة في ذاته، و هو محبّا لمهنة الصّحافة، ولديه الرّغبة الكاملة للعمل فيها، رغم كونها مهنة المتاعب و المشاكل و محفوفة بالمخاطر…
الدّكتور طوني كرم مطر، الكاتب الصّحفي المعروف، يمتاز بأنّه دقيق في نقل المعلومات، بدقّة صارمة، تضفي الكثير من الوقار والإحترام لشخصيّته الفكريّة، بإدائه العمل الصّحفي كعمل دقيق وصعب، و هي من أهمّ الصّفات التي يتحلّى بها، حيث يرى الحدث و يرويه و يسجّله بحيث لا يعكس وجهة نظره و آراءه الشّخصيّة…
و الدّكتور طوني كرم مطر، الكاتب الصّحفي المعروف، محرّر صحفي، مستمع جيّدا لوجهات النّظر المختلفة، بحيث يعكس صورة كاملة للحدث الذي يرويه او يكتبه، ويستفسر عمّا يصعب عليه فهمه، و دون محاولة التّأثير او فرض رأيه على المتحدّث معه… و من سماته الإلمام بكلّ تفاصيل الحدث الذي يتناوله، و يعطي للشّخص المتحدّث الفرصة لشرح وجهة نظره قبل الاشتراك في المناقشة معه… و أسئلته موضوعيّة، لتحديد المبادئ و الأهداف التي يريد ان يبرزها، و توضيحها لتكوّن صورة الحدث واضحة أمام الرّأي العام و غير مشوهة…
و الدّكتور طوني كرم مطر، كمحرّر مخبر، متفوّق دائما في الحصول على أدقّ المعلومات و أصعبها، ومعها نستطيع توصيفه بأفضل و أحسن مخبر، بحيث يعتمد على حاسّيّة إدراك الخبر و فهمه و تقديمه و كتابته، باعتباره معلومة جديدة تهم غالبيّة القّراء و الرّأي العام في الدّاخل و الخارج… و إحساس الدّكتور طوني كرم مطر الصّحفي هو إحساس الفنّان الذي يشعر بأنّه صنع شيئا و أضاف شيئا او اكتشف شيئا جديدا، فمن ميزته الصّحفيّة كشف الحقائق أمام النّاس و هذا يعطيه إحساسا بالانتصار، فهو ينتزع الأسرار ليضعها أمام القارئ في صورة رسالة يوميّة صباحيّة او مسائية، تصل للقارئ في غرفة نومه او في مكتبه، فيقلّب الصّحيفة و هو جالس يرتشف القهوة…
و الدّكتور طوني كرم مطر، يمارس العمل الصّحفي المستمر، الذي لا يتوقّف، بحيث أصبح كمحرّر و كاتب صحفي جزءا من الأحداث التي تجري في العالم، أيّ انّه اصبح جزءا من الآلة الرّهيبة التي تسمى”صانعة القرار…
و هو يبدأ يومه بالاستماع الى الإذاعات العالمية و المحلّيّة، و قراءة الصّحف اليوميّة بكلّ تركيز، حتّى يصبح أكثر إلماما لأنّ مهنته تتطلّب منه هذه الإجراءات… بحيث تحتاج الى استمراريّة و دون توقف لحظة واحدة… و كلّ معلومة جديدة هي رصيد يضاف الى ثروته، و كلّ مقابلة له مع مسئول تعدّ ثروة كبيرة من المعلومات، التي تثري رصيده…
و الدّكتور طوني كرم مطر، يحتفظ بعلاقات طيّبة مع المسئولين الذين هم مصادر الأخبار و معرفة كيفية الاتّصال بهم، و آداب الحديث معهم، و أسلوب توجيه الأسئلة لهم و أرقام هواتفهم، حيث انّ هناك قاعدة في هذا المجال تقول:”انّ أهمّ شيء يحتفظ به المحرر الصّحفي هي مذكّرته التي يكتب فيها أرقام هواتف مصادر المعلومات…”
و إنّ استمراريته في عمله دون انقطاع و ارتباطه بجميع فئات الشّعب تضيف الى معلوماته و اهتماماته الشّيء الكثير و الاهم من ذلك إنّها تخلق منه إنسانا يصلح بأن يقوم بالمسؤوليّات التي لا بدّ ان يتحملّها، و التي تدفعه للنّجاح و التّقدّم…
و هو من خلال حواراتي معه المباشرة، عكس لي حبّه لكلّ ما هو جديد وغامض و سرّي، و معرفة ما سيحدث بعد يوم و ما ستكون عليه الأمور غدا، و من صفاته سعة المعرفة، و حبّ الاستطلاع و لذّة المعرفة… حيث يعتبر نفسه جزء من أحداث العالم، يفكّر فيها و يضع لها الحلول، و يناقش الأشخاص الذين يعرفون، و يقرا كلّ ما يتعلّق بالقضيّة التي يهتمّ بها…
و هو دائما رغم كلّ الظّروف، يحتفظ بنشاطه و قدرته على الحركة دون غرور و كبرياء، و في نفس الوقت،السّعي وراء الأخبار… بذكاء لمّاح و قوّة الملاحظة، متميّزا بحسن المظهر و حسن التّصّرف و سرعة البديهة… بحيث يكون قادرا على فهم وجهة نظر الآخرين الى الحياة و الأحداث متحرّرا من الأنانيّة عندما يسمع او يكتب و حريصا على كسب ثقة الآخرين وملمّا بلغته…
و الدّكتور طوني كرم مطر، امتهن الصّحافة كونها من أهمّ وسائل نشر الأخبار و الأحداث العاجلة و تطوّرات الأحداث الجارية و خاصّة الأحداث التي تشغل معظم النّاس، و الصّحافة من أهمّ وسائل الأخبار و الإعلان و قد عرفت هذه المهنة منذ فترة طويلة جدّا قبل اكتشاف الأجهزة التّلفزيونيّة و الوسائل الإخباريّة الحديثة و الصّحافة لها دور مهم جدّا في نقل الأحداث إلى النّاس في جميع مناطق العالم، حتّى يكونو على دراية بما يحدث حولهم… و الشّخص الذي يعمل في مهنة الصّحافة يسمّى صحفي يلتزم بالقواعد المعلنة للمهنة…
و الدّكتور طوني كرم مطر، يعتمد في كتاباته الصّحفيّة، الوضوح و البساطة، و هو يتميّز بالتّمكّن من ضبط اللغة، و يتحلّى بالصّبر و المثابرة و امتلاك قدر من الثّقافة العامّة، و يتحلّى باليقظة و الذّاكرة الحيّة، و الفكر الخلاّق، و الفضول الدّائم… و دائما لا يكفّ عن التّساؤل، و يبذل قصارى جهده، لأن يوطّد علاقته مع الآخرين…
و دائما يتساءل؟: ماذا؟ و لماذا؟ متى؟ أين؟ كيف؟ و يبحث عن دقائق و تفاصيل الموضوع، الذي يكتب فيه، و يتجنّب حشر ذاته في كلّ كبيرة وصغيرة، ممّا يكتبه، و يجعل من الرّؤية و التّأمّل في كلّ شئ… إضافة إلى الدّقّة و الوضوح و البساطة، و الإيجاز نظرا لصغر المساحة المتاحة في الصّحف، و هو الحازق الذي لا يستهين بفطنة القارئ و ذكائه، حيث إذا قدّم معلومات أو معطيات خاطئة، يسارع إلى تصحيحها و الإعتذار من قرّائه، و من الجهات التي قد تكون تلك المعطيات الخاطئة قد أساءت إليها…
و الدّكتور طوني كرم مطر، يبتعد في كتاباته عن استعمال المفردات الضّخمة و الكلمات الوعرة أو الغريبة عن الفهم، و يجعل موضوعه جذّابا و مثيرا للقارئ، مهما كان مستواه الثّقافي أو الإجتماعي أو السّياسي… و يستعين ببعض تجاربه الحياتيّة أو بتجارب الآخرين أو أقوالهم، و يختار بداية جيّدة و مشوّقة لموضوعه و يختار نهاية أكثر جودة و أكثر إقناع …
و اليقظة و الذّاكرة الحيّة، و الفكر الخلاّق، و الضّمير الواعي و نزعة المشاكس التي لا تكفّ عن السّؤال، و لا تكتفي بأجابة و لا يقنعها جواب، هذه هي سمات الدّكتور طوني كرم مطر، ككاتب و أديب و باحث… يتّقن اللغة العربيّة بطريقة ممتازة، و يتميّز بالمصداقيّة و الأمانة في نقل و كتابة و نشر الأخبار و الأحداث، و يتأكّد من مصادر الأخبار قبل نشرها، و يعتمد الموضوعيّة في كتاباته الفكريّة و الأدبيّة و الثّقافيّة و الصّحفيّة، و من أهمّ ما يميّز الكاتب الصّحفي الباحث ناصر حسين الحسيني،هو الثّقة بالنفس و إدراك طبيعة عمله و جميع الظّروف و المخاطر التي تحيط به حتّي يكون أفضل ناقل عن مهنته…
و الكلمة أمانة في عنق الكاتب الصّحفي الدّكتور طوني كرم مطر، و هو أمين على أن يؤدّيها على خير وجه، و هو كما أعرفه يحمل هموم الأمّة و كيفيّة خدمتها بأمانة… و هو يعتبر مهنته الصّحفيّة… أمانة و شرف، و توصيل الحقيقة خالية من التّزييف… فتحيّة إكبار و إجلال لكلّ كاتب صحفي و لا سيّما الكاتب الباحث الأديب و الشّاعر الدّكتور طوني كرم مطر، إبن بلدة الكرامة و الشّهامة بلدة القاع عند الحدود الشّاليّة الشّرقيّة للبقاع الشّمالي…
و الكاتب الصّحفي الشّاعر الأديب الدّكتور طوني كرم مطر، مبدع في الشّعر العربيّ و النّثر، شاعر الأنسنة، شخصيّته قويّة الحضور، تنضح بالثّقافة، و هو الكثير التّجارب في مجاله الصّحفيّ، خبراته طويلة، نابغ من بلدة القاع شمالي بلاد بعلبك. أتقن الإبداع فغدا يتكلّم بخاطر الإنسانيّة، و يخطب من على منصّات المنابر الثّقافيّة، و يُقيّم الكتب الشّعريّة و النّثريّة و الأدبيّة و الموسوعيّة… و نادرًا ما كان يغيب عن أيّ مناسبة ثقافيّة أو أيّ مجلس تنموي…
و بعد أن قرأت كتاباته بعمق و دراية، عرفته من حركة و جودة كتاباته، فوجدت في مجمل كتاباته حركة إبداعيّة لافتة، تتجسّد فيها شخصيّة إنسان واسع الثّقافة، إمتلك ناصية الكلمة، يتفجّر حيويّة و زخمًا و عنفوانًا، يذوب في الحبّ الشّفيف، يتعامل مع فنون الشّعر ناشرًا صوره الإبداعيّة، ليدخل القلوب و العقول معًا، مخاطبًا العواطف بإيقاعات متنوّعة، عشقت في إصداراته عباراته و أنا أقلّب صفحات كتبه، و هو ككاتب و شاعر، مسكون بالكلمة الشّعريّة المميّزة، جريء في القول و حرّ في قول الفكر الحقّ، يكتب بروحه و أعصابه قبل كتابته بيراعه و قلمه السّيّال…
كتب فأجاد الكتابة، مترجمًا فيما كتب أحاسيسه و رؤاه، فتجسّد في كلماته الإبداع، يتشعشع بين سطوره الجمال، و تتجلّى في كتاباته شخصيّته الواعية العارفة المثقّفة و الموهوبة، عباراته و كتاباته تتميّز ببراءة الحسّ و صدق البوح و صفاء النّوايا و نقاء العواطف و عفويّة في الإداء و التّواصل… مقتنع بأنّ الإبداع حياة مستمرّة النّماء، بانيًا له مكانًا لائقًا على مسرح الكلمة و معبد الأدب…
الشّاعر الدّكتور طوني كرم مطر يعرض أفكاره بأبسط صورة و بأجمل أسلوب حتّى لكأنّك تشاهده و تجالسه عندما تقرأ له، إنّه الكاتب الذي يشعرك بأنّه يخاطبك بعينك، و كأنّه يعرف أسرار حياتك، فتقرأ له و أنت تتعجّب من معرفته بذلك كلّه…
كأنّه يعيش معك أو تعيش معه، إنّه ذلك الكاتب الذي ينجح في جعل تعبيرات وجهك تتغيّر مع تغيّر الصّفحات فمرّّة إبتسامة، و مرّة مسحة حزن، و مرّة علامة إهتمام و تأثّر…
الشّاعر الدّكتور طوني كرم مطر بعيد عن التّكلّف، يتناول موضوعاته بطريقة مبتكرة هي أقرب إلى البساطة و الواقع بحيث تتوصّل من خلال كلماته إلى حلول عمليّة قابلة للتّطبيق لا مجرّد حلول نظريّة قد يصعب تطبيقها في كثير من الأحيان…
الشّاعر الدّكتور طوني كرم مطر كاتب يبعث روح التّفاؤل و الأمل في الأمّة و يحفزّها، فلا يكاد القارئ ينتهي من كتابه إلاّ بشحنة من الهمّة العالية و الرّغبة في العمل الجادّ…
و ميزة قصائد الشّاعر اللبناني البقاعي الدّكتور طوني كرم مطر، تتجسّد بسلاسة العبارات و إشراقتها، و غزارة المعاني، و قوّة الموسيقى، و الخيال الخصب المتدفّق من جوهر رؤاه، كنبع عذب ينبثق من قلب الصّخر، حيث يتجلّى الإلمام الواسع لديه، بأسرار اللغة العربيّة و بلاغتها و فنونها… و الشّاعر مطر، عندما يعالج موضوعاته شعريّا، يغوص في أعماقها ليقدّم تجربة ناضجة و برؤية جديدة تدلّ على الأصالة و الوعي و الفهم العميق للوجود… و عندما يكتب و ينظم شعره يرفده بتجربته الشّعوريّة و الفكريّة المتوقّدة و المعاصرة و يقدّمه للقارئ و متذوّق الشّعر حيّا نابضا عميق الدّلالات، بعيد الأغوار…
ففي قصائده الجميلة المتوهّجة، يتناول فيها الواقع بنفس فنّي له تأثير عميق في نفس المتلقّي فهو إنسان لبناني جنوبيّ الهوى و شاعر مرهف و أديب و باحث متفاعل مع تراث أمّته إلى حدّ الإنصهار… يعبّر عن حزنه و شجنه لما هو سائد في البلاد….
و شاعرنا اللبناني البقاعي الدّكتور طوني كرم مطر، من المتحمّسين و الدّاعين للوطنيّة اللبنانيّة و الوحدة العربيّة… و من يتوغّل في نتاج شعره، يكتشف أنّ المعاناة مصدر الإبداع. و التّعبير عن المشاعر وليد تفريغ مشاعر المعاناة… أطلق شعره في مجتمعه، رفضا للواقع المؤلم، و هو من الشّعراء المجيدين، و قصائده تعدّ من عيون الشّعر اللبناني العربي… و ما يلفت النّظر في شعر الدّكتور طوني كرم مطر، ترديد صيحات الفقر و الجوع و الحرمان… و حيث كان ناقما و ثائرا على مرارة الواقع، يمتاز بالشّجاعة و الصّبر و قوّة البأس و المضاء… و اتّسمت لغته الشّعريّة بالتّرفّع و السّموّ و الشّعور بالكرامة في الحياة، و هذا ما يبرز في غالبيّة قصائده، التي تجسّد مدى اعتزازه بنفسه…
و تتجلّى في شعر الدّكتور طوني كرم مطر، سمة إنتمائه العربي اللبناني، و مؤشّر بوصلته ممغنط الرّأس المقاوم بالكلمة الشّعريّة، و قصائده تنبثق من تقاسيم محارف الأبجديّة العربيّة، على أوتار الكلمات الشّعريّة، ناحتا لغته أيقونة، طُبعت في قلوب و عقول المتابعين و المتلقّين، و مسيرته الأدبيّة الشّعريّة الثّقافيّة، و نتاجاته الإبداعيّة، تتلألأ بالفخر و الإعتزاز بالهويّة الوطنيّة اللبنانيّة، التي يحملها الشّاعر الدّكتور طوني كرم مطر، و ينتمي إليها…
و هو الشّاعر المعروف من خلال هويّته الشّعريّة. المتعملق من بيئته البقاعيّة الكادحة، القادم من أقاصي الظّروف الاجتماعيّة و المادّيّة الصَّعبة إلى عالم الشِّعر، ناشدا رؤاه في البعد الآخر… باحثا عن مكانة له في عالم الإبداع الأدبي الشّعري، يراوده الأمل المأمول، معقلنا قلبه و مقلبنا عقله، ليفتح صدره و عقله و وعيه لولوج عالم الشّعر، من بابا واسع، يدقّه بقوّة الواثق بنفسه، ليخوض تجربته في مغامرة شعريّة مميّزة و مشوّقة…
و هو يخوض غمار الحياة، من منطلق انتمائه الإجتماعي و المعرفي و الثّقافي و الإنساني… ليبدأ مسيرته الشِّعريّة من معاناة الواقع و البيئة التي ولد فيها، و تأثّره بجغرافيّة بقاعه و قريته القاع، من منطلق وجداني و وجودي، و واقع اجتماعي و بعد ثقافي، مقتنعا بجوهر ثقافته و وعيه الباطني و العرفاني، أنّ الإبداع ينبثق من البيئة، التي يعيش فيها المبدع، و يتبرعم من المكان الذي ينطلق منه… حيث برزت شخصيّته في رحاب عالم الشِّعر، الذي حدّد علاقته بالشّعر، بما يحيط حوله، و رسم مصيره الحياتي، في أرض الوطن من البقاع الشّمالي من بلدته القاع……
من رحم البيئة البقاعيّة المجاهدة و الكادحة التي احتضنته، فتّح بصره و بصيرته، و هو يترعرع في رحابها، فأتى الشّاعر الدّكتور طوني كرم مطر، من سلالة أسرة بقاعيّة فلاّحيّة مكافحة في سبيل الحياة الأفضل، تعتمد في مسيرة عيشها، على القدرات الجسديّة و النّفسيّة و الأخلاقيّة و المناقبيّة الرّيفيّة، بقوّة في بنية السّواعد لدى أفرادها و جماعاتها، و ميزتها الصّبر على المكاره و المعاناة، و سمتها القدرة على تحمّل الحياة القاسية، حيث في رحاب هذا الواقع، كان يتمتّع بذروة الحماسة في حركة الفعل، و الطّموح لتحقيق رؤاه في البعد المرتجى، يحمل ثورة التّمرّد و الرّفض في كينونة ذاتيّته، يشقّ طريقه ذات الشّوكة، يتوكّأ على عصاه الثّقافيّة و المعرفيّة، خائضا فعل التّجريب الأدبي الثّقافي، مغامرا في مسيرته الشّعريّة و اللغويّة…
و على وقع خطوات علاقاته الأفقيّة مع الواقع المعاش في بيئته القرويّة البقاعيّة القاع، و علاقاته الموروثة المتفاعلة بينه و بين الأرض و النّاس… و العوامل الاجتماعيّة و الفكريّة و السّياسيّة و الإنسانيّة، التي كانت سائدة في ذلك الوقت، و التي ساعدت على تحديد خياره الفكري و الثّقافي و الأدبي و الشِّعري، بارتباط عضوي و سياسي و قومي و إجتماعي و إنساني، يتمثّل بالعلاقات التّاريخيّة و الجغرافيّة، و الثّقافيّة و الأدبيّة و غيرها، و التي كانت جسر عبور طبيعي إلى لغته الشِّعريّة، و تعميق تجربته الأدبيّة الإبداعيّة، و انفتاحه على المدى الإنساني الواسع…
و الشّاعر الدّكتور طوني كرم مطر، هو كاتب تشعر من خلال كلماته بأنّ كلّ جملة تحتاج إلى تأمّل، و تحمل بين طيّاتها معانٍ كثيرة، إنّه الأسلوب الأخّاذ، السّلاسة و البساطة، ملامسة الواقع، الحديث الإيجابي، التّجديد في طريقة الطّرح و المعالجة، إنّه الإختصار غير المخلّ، و الإختيار الموفّق، إنّه الإخلاص قبل هذا و ذاك، حتّى إذا فرغت من كتابه أو مقاله شعرت بإحساس جديد… يُعطيك دفعة من التّفاؤل و الإيجابيّة، و يجعلك تراجع حساباتك مع نفسك، و يريح خاطرك من أمور تحيّرك، و يعطيك مفهوما ًجديداً للحياة، و يغيّر حياتك بدون مبالغة… كلّ ذلك يفعله الشّاعر الدّكتور طوني كرم مطر في نفس القارئ، فهو بحقّ فارس يمتطي صهوة ابداع بمهارة و خفّة لتبدو لنا جمالاً على جمال…
عندما تقرأ للشّاعر الدّكتور طوني كرم مطر تحترمه جدّاً لأنّك تشعر بأنّه يحترم عقلك فهو لم يضيع وقتك بل جعلك تربح أكثر لأنّه سما بنفسه و كتاباته ليسمو بك فما أعظمه من كاتب يأخذك معه داخل الكتاب، و لا يجعلك تخرج منه إلاّ في الصّفحة الأخيرة و أنت تبتسم و تبحث عن مؤلّف آخر له… فهو من نخبة الكتّاب الأعلام الذين يتلألؤون كما النّجوم في سماء الإبداع…
الشّاعر الدّكتور طوني كرم مطر هو كاتب مميّز لأنّه في الأصل قارئ مميّز… و هو كما النّحلة، تستقي الرّحيق من أزهار متباينة الألوان و الشّكول و الأنواع، ثمّ تصنع منه عسلاً ذو مذاق خاصّ…
صفات الكاتب الشّاعر الدّكتور طوني كرم مطر هي سعة الثّقافة و المعرة، و هو يعرف شيء عن كلّ شيء، و كلّ شيء عن شيء، متخصّصً و موسوعي الثّقافة، في الآداب، و الفنون، و العلوم، و التّاريخ، و غير ذلك… و مدرك الأحوال السّياسيّة، و يعرف عن الدّيانات و العقائد، و المدارس المذهبيّة، و النّظريّات العلميّة، و الفلسفيّة…
مارس العمل الصّحففي فكان ممّن حملوا هذه الأمانة الثّقيلة، و المهمّة الصّعبة، فبرع بها و أبدع…
الشّاعر الدّكتور طوني كرم مطر أرهف السّمع لصوته الدّاخليّ فراح يخبر قرّاء كتاباته و متابعي مقالاته و قصائده بالحقيقة، لذا وثق من نفسه و سمع صوت إلهامه بالأفكار، فأعقل و توكّل، و بدأ رحلته الشّاقة نحو العلم و ابداع، نحو معرفة أصول الصّنف الأدبي الذي يحبّ أن يكتب به، فأتقن العلم بالتّعلّم و الإبداع بصقل الموهبة… من منطلق ثقته بنفسه و القراءة الكثيرة، و المعرفة الموسوعيّة… فقرأ، و تعلّم، و ارتقي، و أضاف لنفسه كلّ جديد…
الشّاعر الدّكتور طوني كرم مطر نجح في ترجمة أفكاره حيث قام بتحويلها
من صورتها الذّهنيّة المستوحاة إلى النّصّيّة أو المنطوقة بأقصر كلمات ممكنه دون الإخلال بمقدّمات و مسارات و نتائج الفكرة… و نسج العبارة بما يكشف المعنى على حدّ المطلوب بلا زيادة تصيب أفكاره بالتّخمة أو تقصر عنها و تطمس شيئاَ من معانيها… فكان يتأمّل طويلاً في حقل التّصوّر و استحضار أطراف الخاطرة و لملمة اجزائها و يعزفها على وتر الحروف…
العمليّة الإبداعيّة في اختيار الموضوع و الزّاوية التي يبدء منها، الشّاعر الدّكتور طوني كرم مطر… التّحليلات، تجميع الأفكار، أخذ نظرة عامّة عن الكتابات السّابقة له، و ما يمكن إضفاؤه كنوع من التّفرّد…
و الشّاعر الدّكتور طوني كرم مطر فَهم جمهوره، و استطاع معرفة توجّهات من يكتب لهم، فغدا قادرًا على كتابة ما يريدون أنّ يرونه، فهو لا يكتب لنفسه بل لجمهوره…
الشّاعر الدّكتور طوني كرم مطر غيـر انحـيازي, همّه الوحيـد قـول الحـقّ و البحـث عـن المنفعه للجميـع, و لـديـه أسلـوب بـاهـر و متطـوّر, يستطيع إيصـال أفكـاره و إدخـالهـا إلـى عقـول القـرّاء بشكـل مبسّط و مفهـوم و سـريع… و يستخـدم مهـاراتـه فـي الكتـابـه فـي أمـور جميلة و مفيـدة للجميـع…
الشّاعر الدّكتور طوني كرم مطر هـو شخـص مـن الأشخـاص الـذيـن يبنـون حضارة الأمّة في وطنه, و هو يتحلّـي بالأخـلاق الحميـدة و التّـواضـع, يتـعـامـل مـع النّـاس بشكـل إيجـابـي, و يتميّز بالسّمعـة الطّيّبة و الأخـلاق الحميـدة… و هو إنسان عاقل و واعي و هادىء, واثق بنفسه, يتحدث بالمختصر المفيد, بعيد عن مواطن النزاع الفكري… و يتحلّى بالأمانـة، أميناً على ما يكتب و وفيّاً للهدف السّامي من الكتابة… يتحدّث و يكتب بواقعيّة و بشيء ملموس و مفيد… و هو يكتب و يشعر بما قد يحصل بعد كتابته في أيّ موضوع من مواضيعه…
السيرة الذاتية :
الشّاعر الدّكتور طوني كرم مطر هو من مواليد 10/02/1966 للميلاد. في بلدة القاع في البقاع الشّمالي، قضاء بعلبك، محافظة بعلبك الهرمل.
هو كاتب و شاعر و فنّان تشكيلي و صحافي و أديب، متنوّع المواهب و نشيط، يتمتّع بمزايا و قيم نادرة.
درس صفّ الرّوضة حتّى الخامس إبتدائي في مدرسة الرّاهبات الباسيليّات الشّويرات في القاع من العام 1971 و حتّة سنة 1978 للميلاد. و درس في متوسّطة رأس بعلبك المرحلة المتوسّطة من الأوّ متوسّط حتّى الرّابع متوسّط من العام 1978م. و حتّة العام 1982 للميلاد. و درس المرحلة الثّانويّة في ثانويّة راس بعلبك الرّسميّة من العام 1982 للميلاد و حتّى العام 1987 للميلاد…
تسجّل في الجامعة اللبنانيّة بكلّيّة الآداب للفرع الرّابع سنة 1988 للميلاد بمادّة الفلسفة العربيّة. و سجّل أيضا في الجامعة اللبنانيّة بكلّيّة الآداب بالفرع الرّابع لسنة 1989 للميلاد، بمادّة الأدب العربي حتّى العام الدّراسي 1993 / 1994 للميلاد، حيث حاز على الإجازة التّعليميّة…
و تسجّل في الجامعة اللبنانيّة بكلّيّة الآداب بالفرع الرّابع سنة 1995 للميلاد دبلوم دراسات عليا و حاز على شهادة دبلوم الدّراسات العليا في قسم اللغة العربيّة و آدابها… و في العام 1997 / 1998 للميلاد في السّنة الثّانية دبلوم دراسات عليا كرسالة… و كتب رسالة الماجستير بإشراف الدّكتور بيار خبّاز، و كانت الأطروحة بعنوان: الفنّ القصصي في روايات جرجي زيدان، الشّخصيّات النّامية و الشّخصيّات المسطّحة…
مجاز في الأدب العربي من كلّيّة الآداب بالجامعة اللبنانيّة الفرع الرّابع في مدينة زحلة سنة 1994 للميلاد. و حائز على الماجستير في السّنة 1998 للميلاد. و كانت أطروحته عن الفنّ القصصي في روايات الكاتب جرجي زيدان.
نال دكتوراه في الأدب العربي من جامعة دمشق.
مارس مهنة التّعليم و التّدريس في عدد من المدارس و المعاهد و الكلّيّات و الجامعات.
درّس في ثانويّة الهرمل النّموذجيّة لمادّة اللغة العربيّة و آدابها في المرحلة الثّانويّة و كمنسّق للغة العربيّة في الثّانويّة من العام 2007 للميلاد و حتّى العام 2009 للميلاد… و درّس اللغة العربيّة في معهد الهرمل النّموذجي للعام الدّراسي 2010 و حتّى 2011 للميلاد…
خضع لدورة إعداد في مكتب الإعداد و التّدريب في المركز التّربوي للبحوث و الإنماء خلال شهر تمّوز لسنة 1998 للميلاد… و خضع للدّورة التّدريبيّة في كلّيّة التّربيّة، العمادة للعام 2004 / 2005 للميلاد، كأستاذ تعليم ثانوي معيّن بموجب المرسوم رقم 13542 تاريخ 14/10/2004 للميلاد…
درّس في ثانوية الرّشيد في العين بقضاء بعلبك للعام 1992 و حتّى العام 1995 للميلاد… و درّس في معهد الهرمل الفنّي، صفوف العلوم التّجاريّة، في العام 1995 و حتّى العام 1998 للميلاد… و درّ س في ثانويّة الهرمل الرّسميّة من العام 1996 ميلاديّة و حتّى العام 2000 الأدب العربي في المرحلة الثّانويّة… و درّس في ثانويّة القاع الرّسميّة منذ سنة 1998 ميلاديّة و حتّى سنة 2004 للميلاد الأدب العربي في المرحلة الثّانويّة…
عُيّن أستاذ تعليم ثانوي بالمرسوم رقم 13452 تاريخ 14/10/2004 و عيّن في ثانويّة بكفيّا الرّسميّة لتدريس الأدّانويّة لعام 2004 / 2005 للميلاد… و إنتقل من بكفيّ إلى ثانويّة الأخطل الصّغير الرّسميّة للبنين ليدرّس مادّة اللغة العربيّة و آدابها في المرحلة الثّانويّة في الأعوام 2005 / 2006 للميلاد… و درّس في ثانويّات إنطلياس و بيت شباب الطّبّيّة مادّة اللغة العربيّة و آدابها في المرحلة الثّانويّة من العام 2005 و إلى 2009 للميلاد…
يعمل في الحقل الصّحافي منذ العام 1988 للميلاد.
أنتخب مؤخرا أمينا لصندوق اتحاد الكتّاب اللبنانيين .
مؤلفاته ومخطوطاته :
له العديد من المؤلّفات و الدّراسات و المقالات و المقابلات و الحوارات في الفكر و النّقد و الشّعر. و له العديد من المخطوطات قيد التّحضير للطّباعة، و تدور حول الذّكريات و حكايا النّاس و آرائه الخاصّة في شتّى المواضيع… و لديه العشرات من المخطوطات الجاهزة للطّبع و لديه أرشيف ضخم يجمع فيه كلّ ما كتب على مدى أربعين عاما صدرت مجموعة منها في مؤلّفات ضمّت قصائده و أشعاره كما دراساته و أدبيّاته و أراءه النّقديّة و الفكريّة…
و من أشهر مؤلّفاته: فردوس العشّاق، أنتِ الحبّ، التّحليل النّفسي للمراهقين، الشّاعر روبير خوري ذاكرة الشّعر العامّي اللبناني، القرية في نتاج الشّاعر الدّكتور يوسف فرج عاد، الفنّ القصصي في روايات جرجي زيدان، عصافير الغرام، كتاب الغزل، غزليّات مطريّة، كمشة عطر، الدّكتور الأبّ سمعان بطيش على منبر الكلمة، الأبّ إليات نصر الله، موسوعة قرى البقاع الشّمالي، صورة المرأة في شعر سعيد عقل، ما بعد الحداثة الشّعريّة عند شعراء الحداثة، حياتي وجع و أنين، شعراء البقاع الشّمالي، المثقّفون هم وجه لبنان الحضاري، تاريخ الشّعر الزّجلي في لبنان…
شارك في عدد من المؤتمرات الشّعريّة و الأدبيّة.
عضو في عدد من التّجمّعات الثّقافيّة و الأدبيّة و الصّحافيّة و في أكثر من جمعيّة و حركة إجتماعيّة: حركة الرّيف الثّقافيّة، مجلس البقاع الشّمالي الثّقافي، إتّحاد الكتّاب اللبنانيّين، إتّحاد الشّعر اللبناني، رابطة مجلّة مواهب الالأدبيّة العالميّة، نقابة شعراء الزّجلن، مجلس الفكر، ديوان أهل القلم، رابطة الخرّيجين في الجامعة اللبنانيّة، إتّحاد الأدباء العرب، و هو رئيس إتّحاد أدباء بلا حدود، و مؤسّس الصّالون الأدبي في البقاع الشّمالي، و عضو مؤسّس في حركة لبنان الواحد، و أمين سرّ جمعيّة آل مطر الخيريّة في القاع.
بدأ حياته الصّحفيّة كهاو يكتب خواطره و يرسل إلى الصّحف… و كتب في مجلّة رابطة الأخويّات، يوم كان رئيس الرّابطة الأخويّات في لبنان المرحوم جورج خوري… ثمّ بدأ فعليّا عام 1988 للميلاد، يكتب في قسم التّحقيقات المصوّرة في مجلّتيّ صباح الخير و البناء، فكتب حوالي الماءة تحقيق عن هموم و مشاكل الجامعة اللبنانيّة، فروع البقاع، إضافة إلى تحقيقات عن القرى و البلدات البقاعيّة…
و عمل مراسلا ثمّ محرّرا في جريدة الدّيار منذ تأسيسها في العام 1988 للميلاد. و له فيها حوالي 200 مقال بين تحقيق مصوّر و مقال سياسي… و عمل في جريدة الأنوار في قسم التّحقيقات المصوّرة، و عمل في الصّفحة الثّقافيّة، كمعلّق و ناقد للكتب التي تصدر يوم كان رئيس تحرير الصّفحة الثّقافيّة الأديب و الشّاعر جورج فاخوري…
أسّس مع آخرين مجلّة رؤية القاع، و كتب فيها مقالات لمدّة عامين، و كتب أشعاره في مجلّة الأدب الشّعبي لحين توقّفها، و كتب أيضا أشعاره في مجلّة صوت الشّاعر بشكل شهري، و يكتب بشكل متواصل في جريدة الحديث مقالات ثقافيّة و قصائد شعريّة… و كتب في جريدة النّهار بالملحق الثّقافي، و كتب في جريدة العواصف مقالات فكريّة عن الإمام موسى الصّدر… و كتب في مجلّة المسرّة التّابعة لدير القدّيس بولس بحريصا… فمسيرته حافلة بمشاركات فاعلة و ناشطة في مؤتمرات و ندوات عقدت في لبنان و سوريا…
و عمل إعلاميّا في القصر الجمهوري في عهد الرّئيس إلياس الهراوي. و عمل مستشارًا إعلاميّا لعدد من الوزراء و النّوّاب. و عمل في الوكالة الوطنيّة و في جريدتيّ الدّيار و الأنوار و في مجلّة صباح الخير و البناء. و كتب في مجلّة رابطة الأخويّات، و مجلّة الأدب الشّعبي، و صوت الشّاعر، و جريدة الحديث، و جريدة النّهار، و جريدة العواصف، و مجلّة المسرّة…
الجوائز التقديرية :
حاصل على العديد من الجوائز التّقديريّة و الشّهادات الشّرفيّة و الميداليّات و الدّروع… و منها: البركة البابويّة من قداسة البابا فرنسيس بتاريخ 26/6/2016 للميلاد. و البركة البطريركيّة من البطريرك الكاردينال بطرس الرّاعي بتاريخ 26/6/2016 للميلاد. و شهادة دبلوم العطاء الخاصّة بالقيم الإنسانيّة بتاريخ 22/9/2016 للميلاد. و شهادة دبلوم من الأكّاديميّة الأوروبّيّة للعلوم الإنسانيّة علوم و فنون و آداب بتاريخ 26 / 9 / 2016 للميلاد. و حائز على دكتوراه شرف من أكّاديميّة البحر المتوسّط بإيطاليا تحت رقم 55 بتاريخ 5/5/2000 للميلاد. و درع وزارة الثّقافة تسلّمه من مدير عام الوزارة الدّكتور عمر حلبلب. و درع تقدير بصفته علم من أعلام بلاد الأرز، و قد خصّص له الأستاذ أنطون فضّول ضمن كتابه أعلام من بلاد الأرز، الجزء السّادس أربع صفحات. و درع تقدير من إتّحاد أدباء بلا حدود في العام 2009 للميلاد. و درع و شهادة تقدير من التّجمّع الوطني للبيئة و التّراث قدّمها له الأستاذ أنطوان أبو جودة…
لوحاته التشكيليّة :
يهوى الرّسم و شارك في عدّة معارض بلوحات تشكيليّة زيتيّة و على الفحم بقلم الرّصاص في ثلاث معارض. الأوّل في زحلة معرض درج الفنّ سنة 1990 للميلاد، و معرض تجمّع النّهضة النّسائيّة سنة 1982 للميلاد. و معرض الحركة الثّقافيّة في البقاع الشّمالي الذي أقيم في حسينيّة العين سنة 1992 للميلاد…
يُجيد اللغة الفرنسيّة و التّركيّة و العبريّة، و يهوى الرّسم ، و أجرى العديد من الدّورات في استخدام الحاسوب بالإضافة لديه شهادة فيه و يقوم بصنع تماثيل الجفصين بشكل أثري…
دخل الوظيفة العامّة بتاريخ 1/10/1990 للميلاد. كمندوب للوكالة الوطنيّة، حيث تسلّم مسؤوليّة تدريب مندوبي الوكالة بعدها، انضمّ إلى المكتب الإعلامي للرئيس إلياس الهراوي، و رافقه منذ ليلة انتخابه في فندق بارك أوتيل في شتورا، و منذ تولّيه رئاسة الجمهوريّة منتقلا معه من ثكنة أبلح إلى بيروت فالقصر الجمهوري في بعبدا، و في وقت لاحق و عند تصنيف المتعاملين مع وزارة الإعلام في العام 2002 للميلاد، و تحويل الفائض منهم إلى الوزارات الأخرى، تمّ تصنيفه برتبة رئيس دائرة إلى حين تقديم استقالته في نهاية العام 2004 للميلاد…
درّب في كلّيّة التّربية أساتذة التّعليم الثّانوي و المتوسّط.. و درّب أساتذة الثّانوي المهني بالمرسوم رقم 89 تاريخ الأوّل من شباط للعام 2018 للميلاد…
يجمع في مكتبته آلاف الكتب و المصادر و المجموعات و المخطوطات القيّمة…
شعرية د. طوني مطر :
و الشّاعر الدّكتور كتب في الشّعر و النّثر الغَزَلي، و هو نوع من أنواع الشِّعر استخدام الشّاعر مطر في وصفه للمحبوبة كلماتٍ عفيفة دون أي فُحش، يصف فيها مشاعره بكلّ صِدق، و تميّزت قصائده النّثريّة و الشّعريّة بوِحدة الموضوع، حيث يسود على القصيدة كاملة موضوعاً واحداً فقط، ألا و هو المحبوبة ولوعة فراقها، و كلّ ما يشعر به من حُزن و ألم… و العِفّة و الطُهر في الحديث عن المحبوبة… بما يُعتبر و يُعد الدّافع الرّئيسي لكتابته عن الفقد، و الحرمان من المحبوبة و اليأس من الوصول إليها…
و شِعر الغَزَل عند الشّاعر الدّكتور طوني كرم مطر، يُعبّر عن مدى رِقّة أحاسيس و إرهاف مشاعره، و التغنّي في حُسن المرأة المحبوبة، و التّغنّي بجمالها، حيث اشتملت كتاباته الغزليّة على أبياتٍ شعريّةٍ غزليّة متنوّعة،يذكر فيها محبوبته…
و يتميّز الشّاعر الدّكتور طوني كرم مطر، بالكثير من الصّفات و المميّزات، فنراه شديد العشق و الهوى الذي يُلازم قلبه و يُضنيه تعباً و حرماناً، كما أنّه عُرف بالوفاء و الإخلاص للمحبوبة التي استهوت قلبه حتّى النّفس الأخير من حياته، و تميّز بالعفّة في التّعبير عن هذا التَيم و العشق فنراه لا يستعمل الألفاظ و التّعابير التي تخدش الحياء، أو تُسبب المتاعب لمحبوبته… و أكثر ما يُميزه هو الرّضا و القناعة بالقليل، فنظرة عابرة من محبوبته تُدخل إلى نفسه السّرور، و تعني عنده الكثير، كما و يُضَّحي الشّاعر الدّكتور طوني كرم مطر، لمحبوبته بالرّغم ممّا يواجهه من جوى الحبّ و قسوة الهجر، فنراه يتيه مخاطبا المحبوبة…
و تميّزت قصائده بالكثير من الخصائص و الميّزات، و منها: الوحدة الموضوعيّة، حيث تقتصر القصيدة عنده على موضوع واحد ألا و هو الغزل العفيف، و وصف ما يُكابده من لوعات الشّوق، حيثُ يبدأ قصيدته بالتّغزل بالمحبوبة، و في قصيدته، تبرز صدق العاطفة، فهذا الحب الصافي ينبع من مشاعر جيّاشة و خلجات قلبٍ شغوف…مستعملا الألفاظ العربيّة الجَزِلة و الواضحة، مستخدما الأخيلة و التّصويرات العذبة التي تعكس مدى معاناته و تعلّقه بالمحبوبة… و هو ينظم قصيدته بتسلسل الأفكار، فتخرج لنا القصيدة بأبيات متناسقة، تتعانق فيها الأفكار مع بعضها بعضا…
قراءة في شعر طوني مطر :
و نخلص للقول أنّ الشّاعر الدّكتور طوني كرم مطر، تميّز شعره بخصائص معيّنة بشكل عامّ… و منها: صدقه في كلامه و العفّة في ذكر المحبوبة بشكل عام… و الألفاظ المستخدمة تتميّز بالرّقّة و العذوبة… و حرارة المشاعر بسبب الحالة التي يعيشها الشاعر مطر… و من مميّزات شعره، بدأه بذكر المحبوبة… و إظهار ألم الفراق و عذابه الذي كان يعاني منه الشاعر… و الإبتعاد عن الأوصاف الأخرى و ما يشابهها… و يذكر الشّاعر مطر حبيبته، ببساطة المعاني و صفائها في توضيح الحبّ، و هو ما يقّدمه الشّاعر مطر في قصائد غزليّاته في كتاب الغزل، و قاموس العشّاق، و غزليّات مطريّة، و عصافير الغرام…
قبسات من كلمات الشّاعر الدّكتور طوني كرم مطر الشّعريّة:
من كتاب عصافير الغرام، الذي يطفح بما يفوق ماية و ثماني قصائد غزليّة:
الحب دفتر أيامي وبوح دمي
والوجدُ قبلةُ نارٍ وهجُها نِعَمي
جاد استعالا و في الآهات منسرح
يهوى إليه بديع طيب قلمي
الحبّ طيف تجلّى سلسبيل
و هو السّبيل الذي يحلو مع الألم
والشوق جذوة ما يصحو بذاكرتي
ويستنير لظى الأحباب في الحلمِ
الحبّ حرفان فرحانان حبّهما
وسع الفضا و ما يحويه من سدم
الحبّ نبض حياة المنعّمبن به
رغم امتزاج العذاب المرّ بالنّعم
و من كتاب الغزل، الذي يكتنز بمئة قصيدة غزليّة:
أحببتك…
و عشقت عينيكِ
و إذا لمحتك في الطّريق
و بدا بعينيكِ البريق
تسلبيني عواطفي
فأضيع في بحر الضّباب\لتعودي
و عيوني تتبعك
و تطرق كلّ باب
يا سراب
عودي إليّ
فقلبي يشقى من العذاب
أحببتك و عشقت عينيكِ
و من كتاب فردوس العشّاق، الذي يهطل غزلا، ما بين النّثر و الشّعر لحوالي ماية و ستّين قصيدة:
جاء الهوى و تجمّع الأحباب
و أصيب قلبي و الحبيب مصاب
علياء عذرا إن لقيتك مرّة
عجز اللسان فما لديّ خطاب
للحبّ وقفة ينوء بحملها
كتف الصّبور و تفرع الألباب
عمري مضى و العمر في ريعانه
و البدر شاب و للمشيب شباب
بيني و بينك ذكريات ملؤها
ضحك تظلّ بخاطري تنساب
و رسائل مهضومة فتّانة
و على الدّعابة يلتقي الأصحاب
دنيا سراب لا أمان لمائها
ظمأى و هل يشفي الغليل سراب؟!
و من كتاب غزليّات مطريّة، الذي امتلك فيه ناصية الكلمة لثمان و خمسين قصيدة ما بين شعريّة و نثريّة:
يا ليتني
من أدمعي
أبني لها
عرش الحنين
بالحبّ أزرع مهجتي
روضا و سهى
يا ليتني الأنغام
كي أسري إلى مسمعها
يا ليت قلبي إذ يدقّ و إذ يرقّ لأجلها
أهلا لترجمة الشّعور
فلا يقال إلاّ بها و لها
و للدّكتور طوني كرم مطر، مجموعة مقالات و دراسات نقديّة و أدبيّة، كتبها و صدرت في الصّحف اللبنانيّة… و له دراسة نقديّة، عن الشّاعر و المؤرّخ و الصّحافي روبير خوري، العلم من أعلام الفكر و الأدب و الثّقافة و الشّعر… الدّراسة تناولت روبير خوري كذاكرة الشّعر العامّي اللبناني، من خلال شعره في كتابه هيك العمر…
و له دراسة حول القرية في نتاج الدّكتور يوسف فرج عاد… تناول فيها الخلق و الإبداع و الطّبيعة، و الأدب الثّوري، و قذائف كلاميّة و فكريّة، و الشّعر الرّمزي، و اللغة و العاطفة في أدب الدّكتور يوسف فرج عاد، الذي وضع العديد من المؤلّفات و منها: كتاب سراب، و كتاب ليت لي أملا، ذاكرة الأجيال القادمة، و كتاب الحركة الأدبيّة في لبنان خلال القرن الثّامن عشر، و كتاب الفكر من خلال الشّعر قبيل العصر المملوكي، و كتاب الشّعر الشّعبي السّاخر في عصر المماليك، و كتاب القاع عبر الوعي الجمعي، و كتاب خطرات ضيعويّة و هو الكتاب الشّعري الوحيد بالعامّيّة…
و له دراسة عن الأبّ الدّكتور سمعان بطيش، على منبر الكلمة، و هو منارة من منارات النّقد الأدبي الحديث، و الشّعر بجناحيه اللبناني و الفصيح، الواسع الثّقافة، الأصيل في لبنانيّته، المكتنز ذكاءً و فهما للفنون الأدبيّة…إبن فاريّا المعطاء، الذي نذر حياته في خدمة النّاس، و عمل الخير و الإصلاح الأخلاقي و الإجتماعي، و الإيمان بوطن سيّد حرّ اسمه لبنان… هو شاعر، تأخذه النّغمة، و يرقّصه الإيقاع، و يشدّه الوزن، و تطربه القافية… و هو أديب يفتّش عن الجمال، ليتهل من معينه، و يعتنق المعرفة، ليحمل من خلالها ذخيرة يكتنز بها… و هو سليل عراقة في الخلق و الفكر و الشّعر و الأدب…
الاعلامي والشاعر د. طوني كرم مطر