اختار موقع ” ميزان الزمان ” بعض النصوص النثرية الملفتة للناشطة الثقافية ( سفيرة القناديل ) الكاتبة كلود صوما ..
النص الأول , حمل عنوان ” الفرح الهارب ” تقول الكاتبة كلود صوما :
وكأن الفرح يهرب منّا ..
كشجرةٍ تساقطت منها أوراقها ذات خريف ، تساقط من قلوبنا السلام والآمان ..
حتى المطر أعلن اعتكافه واستمرار حداده بعد الأربعين ، يأبى الحضور ..!
روايتنا القديمة الجديدة سيردّدها اولادنا واحفادنا وسيخبرون عن احلامنا الضائعة في بلد الشمس ..
ايتها الطيور المهاجرة ، اسألي العاشقين هل ملّوا سماءهم الضيّقة ؟
احملي معكِ لسعات الحقد ودموع الحزن ومشاهد الخزلان ..
فقد كسرت ظهرونا ولم نعد نحتاجها .. خذيها وارميها في المحيطات البعيدة ..
في أفق البلاد انشراحٌ وبصيصُ أمل ، سَهلُ حرية ، صرخةُ عنفوان,
ابتسامةُ اطفال ينتظرون هدايا العيد ، عيون شعب تتربص هذا الزمن المنهار ،
قلوبٌ عاشقةٌ سكنها الوجع ونسيت أناشيد الحب ، نفوس تعبت من انتظار المجهول ،
والمجهول يفتك بنا وببلادنا الحزينة ..
كفى استفزازاً وتحريضاً وعنفاً !
كفى وجعاً !
أيُّها المُشرِق علينا في العُمق، عُمقِ يأسِنا وشقائِنا وحزننا
🙏🙏🙏
وهنا نص حمل عنوان ” مهلا !!” تقول فيه :
هل الموت يعني فقط أن تُلفظ أنفاسك ، أن تُغمَضَ عيناك ، أن تكون جثة هامدة ، أن تفارق الحياة ؟ أن يتّوقف جسدك عن الحركة وقلبك عن النبض ؟؟
ليس بالضرورة ..
بيننا الكثير من ” الموتى ” يتحرّكون ، يضحكون ، يثرثرون ، يعيشون الحياة من دون “حياة” ..
بيننا الكثير من ” القلوب ” المتحجّرة ، توقّف نبضها ،لا تعرف معنى الحب ولا كيف تحبّ
وقد نسيت معنى التسامح وأهمية المساعدة و العطاء وبالأخص في الظروف القاسية ! ..
بيننا الكثير من ” النفوس ” خلعت أُثواب الانسانية و الأخوة والمحبة وارتدت أثواب القساوة والظلم والقهر وتباهت بها !
أما الذين يعتقدون أن صلاحيتهم في الحياة قد انتهت ، بمجرد انهم يعانون من ضيق مميت او حزن شديد او فشل كبير او احباط لعين ..
او الذين توجعهم الحياة ويغرقون في اليأس والانهيار ويشعرون انهم يبتلعون أوجاع الكون كلّه ..
فلهم أقول : ” مهلاً !! هناك دائماً في مكان ما ، من حولكم ، في أعماقكم ما يجعلكم تشعرون بأن الحياة جميلة مهما قست !! “
فلو لم تكن الحياة صعبة لما خرجنا من بطون أمهاتنا نبكي !
تمّسكوا بالأحلام ، بالأحبّة ، بالأمل ، باشراقة شمس ٍ جديدة كل يوم ..
لا بد من سقوط المطر كل حين ليغسل الهموم ..
لا بد لقلوب حزينة ان تستعيد ابتسامتها ..
لا بد من وجود ” الألم ” لنستعين ” بالأمل “..
🙏🙏🙏
….وتحت عنوان ” حرارة الخيبات ” تكتب كلود صوما , فتقول :
أحدّق بالسماء في يوم خريفي بنكهة الربيع ، غابت فيه الشمس وتركت سحباً رماديةً تسرح كيفما تشاء ..
ها هي الأوراق الصفراء هجرتها الأشجار فبدأت تتساقط ، تتكسر تحت قدميّ ،أتأفف من كآبة هذا الطقس ، فتسخر مني السماء وكأنها تقول :
لا بد للخريف في حياتنا ، ففيه تخلع بعض الوجوه أقنعتها ، وفيه يتوارى العابرون السيئون ، فيه تهاجر الطيور لأنها لم تعد تجد أنفسها ، وفيه تتخلع الأغصان المهترئة ..
كيف يمكنكِ ان تنزعجي من هذا الفصل؟ !
لن يكون عمركِ كله ربيعاً . سوف تلفحك حرارة الخيبات والصدمات وتتجّمد أحلامك وآمالك.. سوف تتقلب أوراق عمركِ ، لكن ستزهرين من جديد ..
اصبري !
ما بها ذاتي مبعثرة ، و لما رأسي يضّج بقصائد الحنين وقلبي يغرق في سيلٍ من الحزن ؟؟
كم تأخذنا الحياة احياناً بعيداً من الحياة !!!
🙏🙏🙏
…وتكتب كلود صوما قصيدة نثرية عنوانها ” يا بحر ” تقول فيها :
يا بحر ..
أقتربُ حتى حدود قلبك َ
أجدني قد غرقت فيك كليا َ..
بالرغم من صخبك
أعشق هدوءك ..
اياك ان تفصح عن الأسرار
كن غامضاً مربكاً للجميع ..
دعهم يتكهنون ..يتساءلون ..
دع الحيرة تتآكلهم ..!
اما انت .. أتسمع أنيني ؟؟
اتركني أغوص في أعماقك
وأغيب مع كل موجة من أمواجك
لأرمي بها خيباتي ..
انت المواسم و الأيام
والفصول حبلى بالأشواق و الحنين ..
هل أقول وداعاََ
أم أرسم على الرمال
قلوباََ وحروفاً
وأعدكَ بأنني سأعود ؟؟
( كلود صوما – 2019 )
Bravo claude 👌love you my friend ❤️