” الربُّ الجميل “..
قصيدة للشاعر الدكتور اسماعيل الأمين
-×-×-×-×
علَّمني الربُ الجميلُ
كيف أنشرُ أشرعتي
في أعالي الوجدِ العاتيةِ
شرعاً و يقين.
وعلَّمني أيضاً
كيف يتهادى الوعيُ
بين أنواءِ الرغبةِ الجامحةِ
و حشدِ المعصيةِ،
وعصفِ الذهنِ الرزين.
كيف وصلت تلك الموجةُ البيضاءُ
والعذراء
إلى الشاطىءِ المترامي
بين عُصاةِ المرافىء
و فضائلِ البغايا
والبحرِ والبَرِّ
وصلاةِ الأنبياء؟
اهو الربُ من ساقَ هذي الجموعَ
إلى أقواسِ المحاكِمِ
وذِممِ القضاة؟
أم أن الوطنَ المأسورَ
بين مطارقِ الأبالسةِ
وسندانِ الجناة
خطفتْ ناسَه برهةٌ
عربدت واستطالت
حتى استحالت قدَراً
موتاً وحياة؟
أيها الربُ الجميلُ
عساك بخيرٍ!
وعدتني!
فهل أخلفتَ المِيعاد؟
أم أن سرَّكَ في الخلقِ
يفاضلُ لحظةً بلحظةٍ
بين نِعْمَ المصيرِ
وبئسَ المِهاد؟
ربَّنا الجميل.. سألتُكَ باسمِ الحقِ
والخلقِ..أنِ ابعثْ أصلَ الحكايةِ.
هي هي..في اليقظةِ والسهاد
والجهلِ والوعيِ
وابشِرْ.. إن قلبي يضجُّ بالحبِ..
والرهبةِ..
وليس في جعبتي ..
سوى الخشيةِ والوداد.
د. اسماعيل الأمين