“وهّاجة القمر فلسطين”
بقلم : د. منى رسلان
-×-×-×-
رسَمَتكِ بالتين وزهر الليمون والعوسج
رسمتُك ببوح العود والصندل
والمنتور المنثور بخوراً .
رسمتُكِ مِسكاً ، قمحاً نورانياً يرتشفه السُهاد، و دُنى الطفولة فيك المُتطايرات غبطةً.
أراكِ تتسلّلين والضُحى الوهّاج ، تخترقين القلب ، بـ غُمرة انبلاج.
رسمتُك بغصون الزيتون حرًة
تطوفين وتطوفين
ومن العاصمة المُقدّسة
إلى المسجد الأقصى تطوفين؛
تُصلًين ، وتنتفضين .
رسمتُك بأجنحة ملائكة تُحلِّقين وتِهتفين:
أنا هنا، أرضي القدسية، أنا،
و مشرقي اليمني عنّابي المخملي أنا
وجوف وهادي نديُّ العود أنا،
وأديم الرُضب ثري الرُطب؛ أنا.
ومراسي سجود المُتعبّد؛ أنا.
والزيتون نديُّ العود تنادي نجدي
حضن انتظاري. مكة ، أنا.
رَسَمتُكِ إمرأة ، من زمن أثيري، تختزنين الرؤى ، بفرح أهازيجنا الشعبية ، ورقصاتنا الفلكلوريّة ، وانشغالاتنا المسائية؛ وهُياماتنا الأزليّة.
فـ هلِّمي يا قيثارة الزمان توهّجي
ومن توق الروح ترائب نضالي، انتفضي،
خلوداً يمتشق مِداد ألوان انبعاثي.
إسري من دمي المشرقي آسري؛
وحلِّقي
حلًقي … نسراً عربياً.
يعلو .. ويعلو..
ويمتدُّ وتمتدُّ …
ألف قُبلة و قِبلة
تُسابقني قهقهات الحصاد.
وتعودين دوماً ما تعودين
إلى حيفا ويافا تعودين
إلى النصيرات وجباليا وبيت لحم
تعودين
نبعاً قدسياً، تعودين،
روحاً عربية ، تنبعثين.
***
رسَمَتكِ بالتين وزهر الليمون والعنبر،
بـ زبد خمر الطيب والانبعاث جنّة القدر ،
يتلحّف تُرابك.
سجّل يا فجر التأريخ، سجِّل :
أنا
عربية
وهّاجة القمر
-×-×-×-
*(ناقدة وكاتبة وأستاذة النقد الأدبي المعاصر والمنهجية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية)
الشاعرة الأميرة د. منى رسلان