حكاية أناي-الجزء 29 –
بِلا عُنوان …
عِندما كُنتُ طِفلةً ، كانَت ” يائي ” تَشتَكي مِنّي بِأنَّني أُحِبُّ نَفسي ، جَسَدي ، و صَوتي أكثَرَ مِنها . لَم أكُن أعلَم أنَّها كانَت تعني ما تقولُه . كُنتُ أراها صَديقَتي الحَميمَة الّتي تُحبُّني أكثَر مِنَ الجَميع …
كُنتُ أشكو لها انزِعاجي ، قَلَقي ، خَوْفي ، والتَّغَيُّرَ الّذي كانَ يَطرأُ على جَسَدي مِن وَقتٍ لآخر …
لم تُعامِلْني بِلُؤمٍ يَوماً ، بَل كانتِ المُستَمِعَة الأَوفى والكتِف الحُنون الّذي لَطالَما بَكَيتُ عَليه وبلّلتُهُ بدُموعِ هزائمي وانكِساراتي …
كيفَ وَصلنا أنا وهي إلى هذا الدَّرك من المَشاعِر ؟
أنا لا أملكُ عصاً سِحريّةً وليسَ لدَيَّ خِطَطاً بَديلةً قَيدَ الطَّلَب أو في مُتَناولِ اليَد . وما أنا فيهِ الآن وَضعٌ مُستَجِدٌ لم يمُرّ عليّ من قَبل …
أراني قريةً بِدائيّةً نائيةً تَفتَقِرُ لأبسَطِ مُقوّماتِ العَيش . لا يوجدُ أيّ رؤيةٍ مُستقبليّةٍ لِحَلٍّ ما …
أراني مُكَدَّسَةً في ذاتي ، أُفَتّشُ عنّي في دَوَرانٍ مُستَمِرٍ دون جَدوى ، وليسَ لِإيقافي مِن سَبيل …
هل أُعلِنُ هَزيمَتي وإفلاسي وأغلِقُ أبوابي بالشَّمعِ الأحمر ؟ هل أتركُها تستَمِر بالتَّلاعُبِ بي ؟
جُنونُها ينعكِسُ سَلباً عَلَيَّ وهذا باتَ واضِحاً في تصرُّفاتي …
رغَباتي باتَت جامِحَة وخارِجَة عنِ السَّيطَرة ..
..بعدَما كُنتُ أتَحدّى نَفسي بِكَبحِ جَماحِها و ثَنيِها عن إسعادِ ذاتِها بمَلَذّاتٍ كانت سَهلةً جِداً …
..بعدما كُنتُ أخمُشُ المُستَحيلَ في سماءِ رَغبَتي ، أُهَيِّءُ لي الملابِس الَّتي كانت تَستُرُ حاجَتي ، وأقهِرُ كلَّ ما فيَّ من شلّالاتِ حِسٍّ لم تُشبَع يوماً …
بينَما أنا أعيشُ في مُجتمعٍ لا يرى أبعدَ من أنفِه ، يُمارسُ كلَّ أنواعِ العُهرِ بالخفاءِ بحقارةٍ مُستَهلَكة ، تارِكاً بَصَماتِهِ في أفكارِنا ، مُورِثاً إيّانا مَفاهيمَ لا تمِتُّ للإنسانِ أو الإنسانيّةِ بِصِلَة …
مُصيبَتي فيكِ ” يائي ” ، أنّني وثِقتُ بكِ ، أنّني ظَنَنتُكِ نَفْسي وأخطأتُ الظَّنّ …
هَل سَتَستَعيدينَ مَكانَتَكِ في ذاتي ؟
سَأنتَظِر …
( جمانة السبلاني )
ياؤك اصبحت جزء من حياتنا ننتظر ما سيحصل….
يائي وأنا نحييك بأجمل الورود غاليتي رنا ناصر الدين …
باقات حب ونبض قلب لمتابعتك الراقية ❤❤❤
ثقتك بها هي الثقة الوحيدة الثابتة والتي لا بدّ منها في قراءة وجه الروح على مرآة الأيام…ولو عدنا إلى هرم (مازلو) لوجدناك هنا في حربٍ ونضال لتحقيق أولى درجات الهرم …في مجتمع يقمع كل صراخ رغبةٍ فينا…بل ويلغي انا التي هي المحور وعمود الأساس لبناء الشخصية الفردية فالاجتماعية…
إكشفي بعد وبعد عن عري الروح جمانه…ففي هذا البوح الكثير من الراحة والمصالحة مع يائك…يائك التي تغرينا بالمتابعة.
الرائع زياد عقيقي ، تتحفُني دائماً بحضورك الراقي المدروس …
أراك تقرأ ، تغوصُ ، وتنتقي لي أجمل ما في أناي من مواقف وأكثرها تعقيداً …
تُفنِّدها ، بلمسة (معلِّمٍ ) يعلم ما يفعل وما يقول …
لا يمكنني إلا أن أقف مشدوهةً أمام هكذا مرور ، وكما تفضّلتَ صديقي ، سأحاول أن أغوص أكثر في مكنونات يائي وسبر كمائن الإيجابية فيها ، علّنا نصل إلى توازن يرضينا معاً …
حقول لافندر لشخصك الراقي 💐💐💐
لقلبك زخاات مطر
تملأ قلبك سعاده
وهناااا
صباح يحمل لكِ
كل الخير
لك مني كل الشكر والامتنان الصديق الوفي سامر حلبي …
حقول لافندر لمتابعتك الرائعة 💐💐💐
السلام عليكم..
هذه اول قرأة لكتاباتك من قبلي..
سأقول لك امرا ان الموروثات المستهلكة قد اكتشفها الكثير ولعل كتابات الدكتور علي شريعتي وخصوصا في النباهة والاستحمار قد ركز على قضية اللف والدوران على الكثير من المفاهيم وكيف يستبيح الكثير لنفسه ويحرمه على اقرب المقربين له والقصد هو ليس نشر المحرمات او الممنوعات بل على العكس هو محاولة لغرس المفاهيم التي تخدم السلوك البشري بما فيه الخير ..
هنا الاشارة الحقيقية هو ان اي اعلان للهزيمة ولو جزئيا سيخدم المدعين في هذا المجتمع ١لموبوء وتقدمي بأفكار وسلوكيات أكثر ايجابية لأننا نحتاج لذلك ولنغربل الغث من السمين..
تحياتي لك ولكل كلمة مسؤولة كتبتها
الصديق الراقي عبدالرسول محمد ، تحية إجلال لمرورك المُثري …
فعلاً ، أوافقك في كل ما ذكرت ، فالإيجابيّة مطلوبةٌ في وسط ما نعيشه من موروثات ، لا نوافق على معظمها …
بالنسبة لأناي وحكايتي مع يائي ، إنني أحاول جاهدة أن أكون إيجابية قدر الإمكان والله المستعان لما قد يحدث لاحقاً …
حقول ورود لمتابعتك الجميلة 💐💐💐