تتابع الكاتبة والاعلامية سفيرة القناديل كلود صوما في الحلقة الثالثة من سلسلة ” ورد الكلام ” نشر إجابات باقة من الشعراء والأدباء والاعلاميين عن سؤالها لهم : لماذا تقرأون ؟ ولمن ؟
( ملاحظة : ننشر الاجابات بحسب ورودها الى موقعنا دون مرعاة لتسلسل الأحرف الأبجدية )
كتبت كلود صوما :
القراءة عنوانُ الحضارة ، نافذةٌ نتطلع من خلالها الى العالم ، والاقبال على اقتناء الكتاب يشعل شمعة مضيئة في حياة القرّاء.
بما أن الكتابَ الورقيّ جمالٌ بحد ذاته ، يبرز سؤالٌ يستفسر عن ماذا نقرأ وكيف ولِمَن ؟
جولةٌ جديدة مع ” الأصدقاء القرّاء” الذين شاركونا آراءهم وإجاباتهم في فقرة “ورد الكلام” في ميزان الزمان .
سفيرة القناديل الزميلة كلود صوما
الباحث والناقد د. علي نسر :
ليس هناك تحديد مسبق لقراءة أي نص… فكل نص يستفز الحياة بأسئلته الملغزة لتجيبه بما اوتيت من قوة التشفير يمكن أن يكون نصا يستحق القراءة… كل نص يشوش أفق انتظار المتلقي ويخيب هذا الانتظار حين يأتي القارئ ليكتشف ما توقع وجوده فيجد ما هو جديد غير متوقع يكون جديرا بالقراءة…
كل نص يؤكد أن ليس من موضوع بكر ولكن لمسات الكاتب وبصماته تحيله ذا طلة جديدة بما يملك من قدرات فنية، هو نص لا يمكن للمتلقي أن يرفضه…
الباحث والناقد د. علي نسر
الشاعرة رباب شمس الدين :
لطالما للروح رئتان هواؤهما الكلمة . أستنشق المعنى في كل مفردة تسمو بها ريح الأبجدية على كتف كتاب .. أو صدر صفحة
أقرأ لأبقى على قيد الحياء . على قيد الغناء .. على قيد النقاء .
ثم على قيد الحب . لأن البدء كلمة . و أول الأمر ( اقرأ )
أقرأ لأولئك المعلقين على مشانق السؤال وفي أعناقهم حبل الجدل
و الخلاص جواب . أقرأ للصادقين المترفين بالألام . أقرأ لمن في دمهم حبر وفي أصابعهم أقلام . أقرأ لمحمد .. و علي . و أقرأ للشمس و أقرأ كل سطور الدين
لأبي الذي أنجبني على شكل كتاب و أسكنني بيتاً من الشعر الأبدي
الشاعرة رباب شمس الدين
د. رنّة يحيي :
لأن القراءة صلاة، ستجيب روحي من صفحات ماقرأت ومداد من أقرأ لهم :
أقرأ لشمسٍ تبعث الدفء في مدادي البارد
أقرأ لطاحونة الحياة لأخبرها عن قمح فكري الذي لا يُطحن
أقرأ لكفّ يعصر حزني في خابية ويودعها فصل الذبول
أقرأ لقلبٍ يروي تجاعيد وجهي بدمه
أقرأ لغصنٍ يصدّ ريح اليأس التي تعصف بداري
أقرأ لصخرةٍ تقوى على كسر محراث الغدر في بيدري
أقرأ ضعفي، انكساري، قوتي بلغة الذئبة الجريحة
أقرأ خيبتي بالكثيرون بلعابي الوفيّ
أقرأ شتاتي خيوط مطرٍ في صحراء الإنتظار
أقرأ حبيّ طوق نجاةٍ لكلّ غريق
من الآن…
سأقرأ لفيلسوفٍ يمكنه تبرير كلّ هذا
سأقرأ لروائيٍّ يستطيع حَبْكَ كلّ هذا سأقرأ لشاعرٍ ينزف كلّ هذا ويبقى حيًّا
سأقرأ لعاشقٍ يقدّر كلّ هذا…
الشاعرة والنّاقدة د. رنه يحيى
الشاعرة والناقدة د. رنّة يحيي
د. داليا مزهر ( دكتورة في علم الاجتماع ) :
اقرأ عن اي موضوع يفرضه علي واقعي المجتمعي، اقرأ عن اي فكرة تشغلني وتطرأ امامي، واعرف اني لا املك الثقه بأن اتناولها بمسؤولية في مسيرتي الإعلامية والتعليمية، ونحن في المنطقة العربية اليوم امام مروحه واسعه من القضابا المجتمعيه، السياسية والثقافيه التي تتطلب منا ضرورة العودة دوما الى منابعها ومصادرها ، اما اليوم وفي هذه المرحله الصعبه فأنا اقرأ التاريخ الاجتماعي لاحاول تفسير ما يجري ، فانا مشغوله في البحث عن مراجع سوسيولوجيه لشؤون فلسطينيه قد عبرنا عليها في ما مضى عبورا سريعا ، ومن ثم اغلقنا ملفها تحت عنوان اصبح بديهيًا بعض الشيء وهو النكبة الفلسطينية .
د. داليا مزهر
المهندس إيلي جبر :
قراءة
أنا أقرأ للزمن
لغياب الكلمات في صفحة وطن
انا أقرأ للتاريخ إن ركن
ولصوت الحكايات أينما سكن
أقرأ للريح في سِفْر
النوايا
وأضمر الشغف في كل حكاية
يأخذني الشوق
الى عمق المرايا
فأقرأ خلف السطور
السجايا
اقرأ لفكرٍ عميق
ونصّ بارع
لشوق يغدق النور
على الشوارع
لعطرٍ يفوح من بيدرٍ
لامع
وفكرٍ مثقف في الخيال
طامع
اقرأ لغريب لا أعرف إسمه
ولا أعرف من البيان رسمه
واعرف من الحكاية بسمه
أنا اقرأ كل الكلمات
وأقرأ الحروف بساعات
وأعيد تكرار المشهد
أنا أبصر خلف الكلمات
وأرى كل ما يطويه الغيب
لحكمة لدواء لطِيب
أنَّ الكلمات تندر
وتفيض
حيث للكلام رفيق
وسامع ومستجيب .
( لست شاعراً ولا املك ديواناً واحداً انا معمار وقلبي شاعر)
إيلي جبر / لبنان
الأستاذ إيلي جبر
الكاتبة والاعلامية كلود أبو شقرا :
لِمَن وماذا تقرأ؟
أقرأ لمن يسدّ جوعي إلى المعرفة، لمن ينقلني إلى حيوات أخرى خارجة عن حياتي، لمن يجعلني أخشع أمام رهبة الكلمة والفكرة والموقف، لمن يشعرني أنني لم أعد ما كنتُ عليه قبل القراءة…
أقرأ الكتاب الذي يجذبني إليه فجرًا وظهرًا وتحت السماء المضاءة بالنجوم، الذي أتمسّك به بعد الانتهاء من قراءته حتى لا يضيع مني، الذي يعلمني وينير طريقي ولا يسخر من جهلي، الذي يعصى على الزمن، ويبقى نابضًا في مراحل الحياة من الطفولة إلى الشيخوخة… الذي يكسر أي جمود في داخلي ويدفعني قُدمًا في امتشاق عُدّة الكلمة للسير في مغامرة الحياة…
كلود أبو شقرا
الكاتبة والاعلامية كلود أبو شقرا
الشاعر حسن خوندي :
ما ان نسمع كلمة قراءة حتى يتبادر الى اذهاننا قراءة الكتاب تحديدا لانه الاصل والاساس بالرغم من طغيان الوسائل الالكترونية . الكتاب الورقي هو الصديق والرفيق الوفي الذي يعطي دون اي مقابل فهو من يشحنك بالطاقة على عكس الهواتف واللابتوبات والاجهزة الاخرى. اجابة على السؤال فأنا احب قراءة السير الذاتية لعظماء التاريخ ..احب ان ارى كيف هي البدايات وكيف تنتهي.
حاليا مدمن على قراءة الخبر العاجل ….شكرا سفيرتنا.
الشاعر حسن خوندي
الشاعرة والروائية تغريد فياض :
أنهيت حالياً قراءة رواية (غداء في بيت الطباخة) أحدث رواية للروائي المصري محمد الفخراني، الحائز على جائزة معهد العالم العربي في باريس، عن روايته المترجمة للفرنسية (فاصل للدهشة)- كما حاز على جائزة الدولة التشجيعية في مصر-وجائزة يوسف ادريس للقصة.
تتحدث الرواية عن الحرب بطريقة مختلفة مراوغة ساحرة، لم أقرأ مثلها من قبل. حتى أنه يجعل الحرب احدى الشخصيات، تتكلم وتفكر وتحلم. الرواية تبدأ بمشهد انساني لجنديين في ساحة الحرب، كل منهما من جيش معاد للآخر، يجدان نفسيهما محاصرين معاً في خندق واحد، وتتطور العلاقة ليصبحا شبه صديقين. أحدهما كان أستاذ تاريخ، والآخر طباخ. المميز في الرواية أنها لا تذكر أبداً أي أسماء لأي مدن أو بلدان، أو حتى أشخاص، ولا نعرف أبداً إلى أي بلاد ينتمي هذين الجنديين. تتوالى الأحداث ما بين الخيال وبين الخندق الذي يجمع الجنديين، وتتوطد العلاقة الانسانية بعيداً عن كل المتوقع.
الشاعرة والروائية تغريد فياض
الروائي والسينمائي والمسرحي د. قاسم قاسم :
اقرأ حاليا رواية ل حسن نجمي عن جيرترود شتاين الاميركية التي كانت صاحبة صالون في باريس وجمعت عددا كبيرا من الادباء والفنانيين امثال ماتيس، ابنولينير، همنغواي، فيتزجرالد، دالي ،وعلى رأسهم بيكاسو الذي يقول عنها:
كانت جيرتود كائنا رائعا. كازن يكفي ان تدخل الغرفة لكي تمتلئ حتى ولو كانت فارغة. ولقد كانت تفهم بالتصوير. كما اشترت مني لوحات عندما لم يكن احد في العالم واعيا فيها.
وفي الرواية اخبار نادرة منها مثلا:
لان ماكس جاكوب انيق، يضطر المسكين ابولينير استعارة ملابس اخيه ولكن جيوم اعمق منم ثقافيا كما تقول جيرتود انه يعرف شيئا على الاقل عن كل شيء وعندما لا يعرف يحين الانصات..
وتذكر جيرتود عن ماتيس قا ئلة:
إنّ ماتيس معلم كبير ، لانه لا يعرض الواقع حين يرسم وانما يعرض واقعا فنيا.
إنها رواية تأخذك الى عالم الجمال والحياة الجميلة وتعيش مع الادب والفن..انصح بقراءتها ..
د. قاسم قاسم
الشاعر قزحيا ساسين :
إنّني أنوّع في قراءاتي بين الأدب والنقد والسياسة والعِلم…
ولا شكّ في أنّني أهتمّ بقراءة الأدب أكثر.
أقرأ لشعراء وأدباء كثيرين، وأهتمّ بالاطّلاع على نتاج الشباب أيضا، ومَن أجده ذا موهبة منهم، أتابعه.
الشاعر قزحيا ساسين
الشاعرة ميشلين بارد :
جواب عن السؤال
“قل لي ماذا تقرأ أقل لك مَن أنت”
أقرأ الشعر، الأدب، الأمثال الشعبية، وكلّ ما يزيدني معلومات في اللغةالعربية…
قرأت موخرًا ل “أحلام مستغانمي” ولعدّة كتّاب وشعراء…
يستهويني الشعر الذي يدخل إلى القلب من دون استئذان والأدب
الذي يملأ الفكر نضجا…
أستطيع أن أقول : أقرأ لأحيا.
الشاعرة ميشلين بارد
الشاعر مارون أبو شقرا :
المعرفة حاجة إنسانية عليا، كلّ كتاب دليل إلى بعضها.
الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يقرأ، ولهذا تتطوّر قدراته العقلية بشكل لا تعرفه الكائنات الأخرى.
وحيثما تراكمت قراءاتنا ازدادت معارفنا… المعرفة دائرة مضيئة في محيط معتم، تتّسع مساحة الدائرة فيتّسع حكمًا محيطها الخارجي، فكلّما اغتنت معارفنا، ازددنا علمًا بإدراك مساحة جهلنا…
لطالما كان الكتاب صديقي في شبه عزلتي الاختيارية، منذ نعومة أظفاري.
اجتاحني شغف القراءة في سنّ مبكر، فقرأت الكثير وفي مجالات مختلفة، في الأدب والفلسفة وعلم الاجتماع والسياسة والأديان وغير ذلك..
هي ورطة ممتعة وإدمان لذيذ، أخصّص الكثير من وقتي لهذه العادة الجميلة التي تشبه فعل الإبحار بغاية الكشف، وإن تراءت لي جزيرة ألحّ عليّ العقل أن ابحث عن كشف جديد…
غيّرت الثورة التكنولوجية شكل الكتاب وطبيعته ووسائل البحث، لكنّها حافظت على تزويد من يرغب بما يريد من معلومات وإن كان التفاعل مع الشاشة مختلف عنه مع الورق…
وفي كل الحالات وكل الظروف تؤكد جميع الإحصائيات للأسف، أننا شعب لا يقرأ…
الشاعر مارون أبو شقرا
الشاعر علي بكري :
أنا أقرأ كي أغتسل بالحبر وأتنشق
عبيره الفواح وأرتشف شهده ونداه .
فالقراءة تحملني على بساط الريح
إلى عوالم السحر والدهشة وتمضي
بي إلى ينابيع الخلاص من كل هموم
هذا الكون حيث أغرق هناك في أحضان الكلمة الطيبة التي تمسح
جبيني وترأف بحالي .
تستهويني قراءة نزار قباني // سعيد عقل // الجواهري // طلال حيدر//إيليا أبو ماضي // جبران خليل جبران // هنري زغيب//
ميخائل نعيمة // أسعد السبعلي
البير حرب // ابراهيم شحرور//وجورج أبو أنطون .
الشاعر علي بكري
الكاتبة زينة حمود :
إن ما نشاهده في هذه الايام على الشاشات من إبادة جماعية وإغتصاب لحقوق الإنسان يبعدنا بطبيعة الحال عن الكتاب الذي يحتاج لصفاء وتركيز ويدفعنا الى متابعة وسائل التواصل الاجتماعي وقراءة كل ما يمر أمامنا من عبارات أو قصائد تعبر عن الالم والمعاناة لشعوب أمتنا وبالتالي تخطفني كل كلمة تنبض حروفها وترسم الحقيقة المرة للظلم والوحشية والعبثية التي تمارس من قبل العدو وتتغاضى عنها الدول العظمى وبعض الدول العربية …
كل الحب لكم وتحياتي الى كل من يكتب ويعبر عن هذه الكارثة لتبقى الحقيقة والكلمة الحرة محفورة ومطبوعة في ذاكرة الأجيال السابقة واللاحقة …
الكاتبة زينة حمود
الكاتبة والشاعرة رانية مرعي :
لمن وماذا تقرأ ؟
لست ممن يستسلمون لفكرة لمجرد أنّ كاتبها فلان ، فكثيرون أحبهم هنا وأرفضهم هناك وهذا لأني قارئة أغوص في التفاصيل .
تجذبني المعاني الصادقة التي تحرّرني من الملل وتجتاحني بلا استئذان فأرافقها في دروب الكلمات التي تفتح لي عوالم جديدة ، أقول جديدة لأشدّد على وجوب أن تكون الكتابة خلّاقة تضعني كلّ قراءة أمام نفسي لأتكامل معها ، والجديد هو الذي يبدعه فكر نيّر وليس المسروق المعدّل .
عندما أحضنُ كتابًا أرجوه ألّا يخيّب ظنّي بصفحات بيضاء مهما امتلأت بالكلمات فأنا لا يجذبني استحضار معجم سيبويه بقدر ما يأسرني نبل الخطاب الذي أنصت له بروحي فلا أترك هذا المَعين حتى أرتوي .
ويهمني أن أشير إلى نقطة هامة أنّي أترك أي نص كثرت فيه الأخطاء لأني أحترم العربيّة التي استُبيحت في قبل الكثيرين حتى لو حاصرني في كلّ وسائل النشر .
الكاتبة والشاعرة رانية مرعي
القس جوزيف إيليا :
إنّي أقرأ لكلّ كاتبٍ لديه مشروعٌ فكريٌّ متقدّمٌ مستنيرٌ واضح المعالم والأغراض والتّوجّهات ويمتلك لغة تعبيرٍ عالية واضحة بعيدة عن الإبهام والغموض وقريبة من العقل والقلب والأسماء كثيرة قديمًا وحديثًا
أمّا ما أقرؤه فهو أيضًا كثير في شتّى المواضيع ومختلف الأشكال نثرًا وشعرًا.
القس جوزيف إيليا
الناشطة إكمال سيف الدين :
العالم الذي نعيش ضمنه أصبح فوق الاحتمال
لن نغلبه إلا بالقراءة والتنور
لقد ابتعدت لفترة عن القراءة بمشاغل الحياة
لكن منذ أيام
فتحت المكتبة وقررت أن اغير الواقع ..
وشجعني أكثر سؤالك كلود
لماذا تقرأ ولمن ؟
لذلك قررت السفر مع كتاب دون وجع الغربة
واخترت كتاب الدكتور بلال عبد الهادي
(من الصفر )
عنوان لفت نظري وشعرت انني بحاجه الى بداية جديدة تكون من الصفر دون خلفيات تجعلني أقف مكاني مترددة ..
من الصفر سأبدأ مع القراءة مع الحياة مع الظروف
وانا كلي أمل أن الحياة ستكون أجمل وعلينا أن نزيد مفرداتنا لنعبر بشكل أجمل حين نقرر كتابة تجاربنا ومشوارنا في درب الحياة
القراءة رحلة في عقول الآخرين تجعلنا نفهمهم اكثر
ونفهم ماحولنا والأجمل أن نفهم أنفسنا ..
…
الناشطة اكمال سيف الدين
الكاتبة منى رفيق بولس :
” ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان “
إن كان الخبز غذاء الجسد فالقراءة هي خبز الروح والفكر والوجود الإنساني ..
نقرأ لنعرف التاريخ، والحضارات، ومسيرة الإنسان على وجه الأرض، وتطوره، وإيمانه، وإلحاده، وفكره، ومعاناته، وجنونه، وحروبه، وانتصاراته، وهزائمه …
نقرأ لنتعرف بالمبدعين، أصحاب العقول النيّرة، هؤلاء الذين تركوا لمكتبة الحياة عصارة فكرهم العظيم، وأدبهم الراقي، ورؤاهم المشعّة، ومسيرتهم الخالدة …
نقرأ لأنّ الله ميّزنا من بين كلّ الكائنات وأعطانا النطق والتفكير والكلمة …
نقرأ لأنّنا لا نستطيع العيش على الهامش، لأنّنا في حالة جوع فكريّ دائم، ونجد الحياة قصيرة لا تتسع لطموحاتنا ورغباتنا …
بالقراءة نبني عالمنا الخاص، نسافر، نكتشف البلدان وجغرافيتها وحضاراتها ومعالمها وإنسانها وميزاتها وتاريخها وكبارها …
ويطول الكلام …
قرأت لكثيرين من أدبائنا وشعرائنا، وفي طليعتهم جبران خليل جبران، وفؤاد سليمان، ومارون عبود، وأميلي نصرالله وتوفيق عواد، والأخطل الصغير، وسعيد عقل، وغيرهم …
قرأت لأندريه جيد وستندال وبروسبير ماريميه وتولستوي، وغيرهم …
أمّا اليوم فأنا أقرأ للجميع، كما أقرأ المقالات السياسية والاجتماعية، وكل ما يقع تحت نظري …
” أنا أقرأ إذا أنا موجودة “
الكاتبة منى رفيق بولس
د. اقبال الشايب غانم :
تحية للعزيزة كلود صوما
في رد على سؤالها :لماذا تقرأ؟لمن؟
القراءة هي انطلاق وتحليق من قبضات مكامن النفس المنطوية إلى آفاق الفضاء المطلق ،هذه هي القراءة بالنسبة لأي إنسان عادي دخل في تجربتها…
أما بالنسبة للكاتب ،هي كما يقول بورخيس:ذكريات حياتي هي ذكريات الكتب التي قرأتها….واطلما دعا إلى تأسيس مكتبة كونية لانهائية…
أنا أعتقد أنه لولا القراءة ماأبدع كاتب..لأن الإنسانية تقرأ في كتاب واحدوكل جيل يأخذ الراية عن الجيل السابق يكتب يطور يضيف يرتقي ..
المهم أنه لا ينطلق من العدم ..
وكما أن الإنسان ينمو جسديا بالطعام فإنه ينمو روحيا بالكتاب والقراءة…
سؤالك عزيزتي شاسع واسع وهذا ماختصرت بحقه …..
اقبال الشايب غانم
الشاعرة أرليت روحانا غانم :
مكتبتي المتواضعة هي الأثاث الوحيد الذي لا أتخلى
.عنه من أثاث البيت
بل هي أكثر من قطعة أثاث لأنني لا أستعرضها ولكني
،أضعها جنب سريري
فكل ما أتيح لي الوقت
.أستل منها كتابا كي أولم لفكري
أنا أقرأ كل ما تقع عليه عيني …ولكني لا أحبذ النصوص الطويلة..ما دمنا نستطيع تقديم الزبد في
،أسطر قليلة
..ولكي يتسنى لنا الوقت لقراءات أخرى
،وأكثر ما يشفي مخيلتي ويشبع جوعها هو الشعر
.ومن بعده قراءات في علم النفس
الشاعرة أرليت روحانا غانم