ميزان الزمان
  • الصفحة الرئيسية
  • امسيات
  • قصائد
  • شهرياد الكلام
  • ومضات وأدب وجيز
  • حكاية و قصة
  • مسرح
  • للمساهمة في النشر اتصل بنا
لا نتيجة
عرض جميع النتائج
ميزان الزمان
لا نتيجة
عرض جميع النتائج
 
طارق آل ناصر الدين ديوانا : قصائد ضاحكة ( الجزء الثاني ) … قراءة للكاتب د. قصيّ الحسين 2025/05/19
” مرايا القمر ” نصوص نثرية للكاتبة الكويتية عالية شعيب 2025/05/15
سأبقى ظِلَّك الأبديَّ  ” قصيدة للشاعرة مجد سيطان العقباني 2025/05/15
التالى
سابق

دلال قنديل تكتب : ميزان العدالة المفقود .. والرابع من آب ليس تاريخاً للنسيان ..

دلال قنديل تكتب   : ميزان العدالة المفقود .. والرابع من آب ليس تاريخاً للنسيان ..
منصة: السبت الثقافي
04/08/2023

مقالة الأسبوع في ” ميزان الزمان ” بقلم الكاتبة والاعلامية دلال قنديل :

ميزان العدالة المفقود

الرابع من آب ليس تاريخاً للنسيان أو لتمجيد الضحايا..

-×-×-×-×-

مضت ثلاث سنوات وذبذباتُ القلق تعبرُنا كلما أيقظ نعاسَنا وجهُ الطفلة  “الكسندرا” بين الضحايا او هزَنا نداءُ أمٍّ تبحث عن ابنها “بعيونه العسلية” أو تناهت الينا استغاثة من تحت الركام وطاف موج البحر بنا قبالة مرفأ بيروت بعيون ضحايا التفجير المحدقة للسماء.. يراودنا ذاك الشعور بالنقصان على الغالب كلما زرنا الاشلاء المتبقية على شكل وطن.

لولا وجوه بعض الاصدقاء والأحبة لكان الوطن جحيماً بعينه ، لا مكانَ لحياة فيه.

مبتى متضرر في محيط المرفأ ( بعدسة دلال قنديل )

الرابع من آب ٢٠٢٠ ليس تاريخاً للنسيان ولا لتمجيد الضحايا هو يوم انفصل فيه الرأس عن الجسد..مازلنا منذ تلك اللحظات المزلزلة نسير على قدمين بلا عقل يزودنا بأفكار او يقودنا للتجاوز ، مهما إبتعدنا.

شعورُنا بالذنب وعقدة العجز عن مواجهة الحقائق هي لعنة اعمارنا في وطن لم يَعرف فيه العقابُ يوماً طريقَه الا للضحايا.

توقف الزمن عند تلك اللحظة، صفارة قرب نافذة مطبخي قطعت حديثي مع إبنتي ، كنت قد عدت للتو من ورشة عمل لمؤسسة” بي. بي. سي” عن مواجهة خطاب الكراهية في الاعلام اللبناني ، كنت قد لبيتُ دعوةَ صديقتي الاعلامية الدكتورة زاهرة حرب .

أمرِّن نفسي على محاولة استعادة الوقائع بتفاصيلها، ربما تساعدنا الكتابة أكثر من الكلام . تقول النصائح النفسية إنها إحدى تمارين التجاوز ، أن نسعى لرسم المشهدية خارج زوايا ذواتنا المظلمة.

صورة من محيط مرفأ بيروت بعدسة دلال قنديل

ظننت للوهلة الاولى الصفارةَ دوي طائرة حربية معادية تنفذ غارة على مكان ما بمحاذاة المنزل.بلمح البصر تزلزلت الارض، توقفت ساعتي بفعل إرتطام معصمي ، لم افلح بتصليحها لاحقاً رغم ارسالها لصانعيها السويسريين.. إستعادت عقاربها بعد التصليح زمام الزمن ليومين ، لتتوقف عند تلك اللحظات مجدداً عند السادسة مساء ودقيقتين.

توالت الاخبارُ عن حجم الزلزال ، الفجوة قرب القلب بدأت تكبر كلما تكشف حجم الحدث المهول وصور الضحايا.

خواء ، فراغ هو شعور الذهول الذي خرجتُ فيه عن الوعي في تلك اللحظة، هرولتُ حافية القدمين ألاحق ظل حفيدي الرضيع . حفيدي الذي لم يكن قد أكمل عامه الاول كان بعمر والده الذي اختطفته في ثمانينيات القرن الماضي ( اي قبل ثلاثين عاما ) من جحيم الحرب وهاجرت (مع ولدي وعائلتي ) بعدما قُصف منزلنا في شارع بلس في منطقة الحمرا . كان اسمها “حرب الإلغاء أو التحرير ” . لم يكن اليورانيوم قد دخل قاموس وحشية حروبنا.

نصب المهاجرين بعدسة دلال قنديل

  الرابع من آب جعلنا عبرة في انظارِ العالم بعدما شهدنا الانفجار المدمر الثالث في العالم.

فقاعةٌ صفراء غبشَت أنظارَنا، مضينا، عائلتي وانا لنعود بالطفل الذي كان بعيداً ، عيناه ما كانتا بألقهما المعتاد، ذاك الخوف الأخرس أطل منهما.

تحضنه والدته ودموعها لا تتوقف.

لن يفوتنا في الاستعادة ان تلك اللحظات المرعبة وُلدت من رحم فساد اطاح بمدخراتنا وافلس مؤسستنا ودمر احلامنا بانتفاضة أُجهضت ليبقى القيمون على السلطة أسيادَ الواقع الذي صنعوه.

ثلاثة اشهر بقيت حبيسةَ مكتبي أقرأ وأكتب خلف جدران عازلة. أتابع إعداد التقارير الاخبارية والبث المباشر كل يوم في تلفزيون لبنان ، حميت زملائي من إنهياري ،او هذا ما خُيل لي ، ربما في تلك اللحظات لم يكن ينفعنا الا الالتفاف على ذواتنا كمن يعود لوضعية الرحم في النوم بهدف الاحتماء.

لا كلام يوازي صور الضحايا، لهاثهم تحت الانقاض، ايدي العجزة تضمد الجروح المفتوحة وتضغط، تضغط بقوة العاجز عن وقف النزيف والدم المتدفق لأقاربهم توفوا على عتبات منازلهم ولم تصل اليهم ايدي المنقذين ولا إقتادتهم “عجلات الموتيسكلات” التي نقلت ندرة الى أقرب مركز صحي او مستشفى… بقيت تلك الصور تحضرني كالكوابيس لأشهر تحرمني النوم.

أدرت ظهريَّ للبحر الذي أحببت، كانت وجوههم تخالط موجه، ودموعي تحرمني إلقاء التحية حتى لأرواحهم.

أشهر فاضت دموعنا قهراً، بقينا ننتظر يوم المحاسبة علنا نفلح في الطبطبة على افئدتنا المجروحة ، علنا ننجح في لململة اشلاء ارواحنا المتشظية…

عبثاً، وهانحن بعد ثلاث سنوات، الحزن لا يواسينا لكنه يجعلنا أقدر على الابتعاد.

أكثر ما يعذبنا اليوم العجز عن إجتراح مواساة ولو بكلمة تخفف من لوعة أهل وأحباء شهيد…كم من العائلات إنهارت حيواتها؟ أي كلمات قد تنجح في المواساة ؟ السجون فارغة والقَتَلة يحاضرون برفع المسؤولية عن أنفسِهم ، لا بل مازالوا يتنازعون على المناصب والثروات ، يتبارون في تقديم الوعود .

ثلاث سنوات مرت ،مكان الجريمة وذاك المسرح المهشم هو الصورة الاولى التي التقطُها في اليوم الاول لزيارتي بيروت.

بعد كل هذا الاسى هل ننجو ؟ هل ننجح بالابتعاد؟ لا جواب رغم أن الشواهد قد تكون عديدة بأن الاسى المجبول بخلايانا يصعب إنتزاعه.لكننا على الاقل بالابتعاد نكرر المحاولة، على الاقل لنبقي شعلة امل بأنه يوماً ما سيكون على هذا الكوكب عدالة تعيد لنا كرامتنا الانسانية.

باحة الساعة في مدينة بادوفا الايطالية ( بعدسة دلال قنديل )

في الرابع من آب وبعد ثلاث سنوات على الزلزال الذي عبث بي وبمئات الآلاف من وطني، أتأمل عقارب الساعة الفلكية في ساحة مدينتي الايطالية الجميلة بادوفا ،أتمعن بحكمة صانعها الذي دفعه إضطهاد القيمين على عمله لتجاوز رمز الميزان في الابراج الفلكية التي تلف الساعة الاثرية البديعة. فهل من عدالة تتصفنا يوماً ما؟.

دلال قنديل

ايطاليا

الكاتبة والاعلامية دلال قنديل

المقال السابق

” كوثر الصباح ” ديوان للشاعرة كوثر بلعابي صدر عن دار الاتحاد للنشر والتوزيع في تونس

المقالة القادمة

نص مداخلة د. مخائيل مسعود في ندوة نادي الجامعين حول رواية ” أخطاء وخطايا ” للكاتبة لونا قصير : ” اقتلعت حجارة روايتها من مقلع الواقع ” ..

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انضموا إلى أصدقاء الموقع على فيسبوك :

ميزان الزمان

محتوى إعلاني:

ADVERTISEMENT

ذات صلةمقالات

لوحة ” جورج شحادة ” للفنانة كالين عون تزيّن المكتبة الشرقية في جامعة القديس يوسف في أول شباط 2025
السبت الثقافي

لوحة ” جورج شحادة ” للفنانة كالين عون تزيّن المكتبة الشرقية في جامعة القديس يوسف في أول شباط 2025

28/01/2025
مقالة الكاتبة والاعلامية دلال قنديل في ” السبت الثقافي ” : سئمنا الصراخ بلا صوت …ملجأ الإنسانية لا يتسع للمظلومين..
السبت الثقافي

مقالة الكاتبة والاعلامية دلال قنديل في ” السبت الثقافي ” : سئمنا الصراخ بلا صوت …ملجأ الإنسانية لا يتسع للمظلومين..

02/12/2023
” إنهيار القيم الإنسانية عند تخوم غزة يحتمُ التفكّر بغدِ أجيال الإبادة الجماعية” . . مقالة للكاتبة والاعلامية دلال قنديل..
السبت الثقافي

” إنهيار القيم الإنسانية عند تخوم غزة يحتمُ التفكّر بغدِ أجيال الإبادة الجماعية” . . مقالة للكاتبة والاعلامية دلال قنديل..

24/11/2023
دلال قنديل تكتب في ” السبت الثقافي ” : “فجيعة موتٍ مكرر أكثر مما تحتمل حياة واحدة .”
السبت الثقافي

دلال قنديل تكتب في ” السبت الثقافي ” : “فجيعة موتٍ مكرر أكثر مما تحتمل حياة واحدة .”

18/11/2023
الجزء الثاني من حوار الاعلامية دلال قنديل مع الباحث فرنشسكو مديتشي : جبران كان معارضاً بشدة للانتداب الاوروبي ولم ير فيه خلاصاً من العثمانيين
السبت الثقافي

الجزء الثاني من حوار الاعلامية دلال قنديل مع الباحث فرنشسكو مديتشي : جبران كان معارضاً بشدة للانتداب الاوروبي ولم ير فيه خلاصاً من العثمانيين

11/11/2023
دلال قنديل في حوارها مع الباحث فرنشسكو مديتشي ( الجزء 1 )  : وثائق  تكشف عن تعرض جبران خليل جبران للملاحقة من العثمانيين والتجسس من الأميركيين
السبت الثقافي

دلال قنديل في حوارها مع الباحث فرنشسكو مديتشي ( الجزء 1 ) : وثائق تكشف عن تعرض جبران خليل جبران للملاحقة من العثمانيين والتجسس من الأميركيين

03/11/2023
المقالة القادمة
نص مداخلة د. مخائيل مسعود في ندوة نادي الجامعين حول رواية ” أخطاء وخطايا ” للكاتبة لونا قصير : ” اقتلعت حجارة روايتها من مقلع الواقع ” ..

نص مداخلة د. مخائيل مسعود في ندوة نادي الجامعين حول رواية " أخطاء وخطايا " للكاتبة لونا قصير : " اقتلعت حجارة روايتها من مقلع الواقع " ..

لا نتيجة
عرض جميع النتائج
  • الصفحة الرئيسية
  • امسيات
  • قصائد
  • شهرياد الكلام
  • ومضات وأدب وجيز
  • حكاية و قصة
  • مسرح
  • للمساهمة في النشر اتصل بنا