قصيدة للشاعر البروفوسور :
د. محمود عثمان
(في احتفالية تكريم الشاعر جورج شكّور في جبيل )
-×-×-×-×
قدَّمَ الشعرُ بالدموعِ اعتذارَه
والجمالً الجمالُ يضفرُ غارَه
إنما جئتُ كي أكرِّمَ نفسي
مثلما الجارُ حين يكرمُ جارَه
أرسلُ الطرفَ في الوجوه اشتياقًا
وقوافيَّ عَبرةٌ مدرارَه
فسَلِ النجمَ أين نورُ هداهُ
وسَلِ الروضَ هل أضاعَ هزارَه
أكرمَ الله بالبيانِ عليًّا
وحبا المجدُ منكبيكَ إزارَه
لا تلمني إذا تلعثمَ قلبي
فتخيَّرتُ من حلاكَ استعارَه
واذكرِ اليوم في الربيع لقاءً
زيَّن الحُلمُ بالورودِ إطارَه
أوشكَ الدهرُ أن ينغِّصَ فينا
وجهكَ السمحَ باسمًا بالبشارَه
والتجاعيدُ في غياهبِ وجهي
حين ألقاكَ تسترِدُّ النضارَه
قرِّبِ الكأسَ ما عهدتكَ إلا
تبذلُ الروحَ للنديمِ شرارَه
يحطِمُ العشقُ بالمصائبِ قلبي
فاجمعِ الآن إن حببتَ نثارَه
بعدكَ الشعرُ لن يعودَ منيعًا
فالحرافيشُ تستبيحُ ديارَه
لم أبايع كما يبيعُ دعِيٌّ
أكبِرُ الشعرَ أن يصيرَ إمارَه
زأرةُ الرعدِ في الفضاءِ دويٌّ
فإذا السحبُ بالصدى هدَّارَه
طبعُهَا الغيثُ لا ترومُ مديحًا
وكذا البرقُ حين يقدحُ نارَه
فاغفرِ الكبرَ لا التكبرَ مني
يشفعُ الحبُّ للحبيبِ الجسارَه
حسبُنا الشوقُ أن نجيءَ سكارى
حانَ شيخانَ والحروفُ مُدارَه
جنةُ الخلدِ لم تكن في مُنانا
يسكنُ الخلدُ في وميضِ عبارَه
فارسَ الشعرِ والحصانُ عتيٌّ
يرهقُ الضوءَ أن يشقَّ غبارَه
شاقَهُ الوثبُ والصهيلُ صلاةٌ
فالسماواتُ لا تطيقُ انتظارَه
فاكشفِ الحُجبَ هل ترى المتنبي
يشهرُ السيفَ لات يدركُ ثارَه
وابن حمدانَ وابن جنِّي مُكبٌّ
زيَّنَ الشيبُ بالشبابِ وقارَه
وامرؤ القيسِ في ذؤابةِ قصرٍ
ناعمِ اللمسِ كالنهودِ استدارَه
والقواريرُ والجواري تغنِّي
والحكاياتُ والعلى والحضارَه
والمعريُّ في الكواكبِ طيفٌ
يرجمُ الزيفَ فالحروفُ حجارَه
إيهِ لبنان من بنيكَ رسولٌ
علَّقَ النجمُ في يديهِ سوارَه
لم يخُنه اليراعُ يوم التولِّي
فالأبُ الشهمُ لا يخونُ صغارَه
أجبيلٌ ومن شواطي جبيلٍ
لألأَ الحرفُ للوجودِ منارَه
برجكَ الحُبُّ والموانئ ترنو
وبعينيكَ تحرسُ البحَّارَه
فازحمِ الأفقَ إن دعاكَ ملاكٌ
يرقبُ الأرضَ من وراءِ ستارَه
يصعبُ المكثُ في الغيابِ علينا
فعِدِ القومَ أن تقلَّ الزيارَه
البروفوسور الدكتور محمود عثمان خلال الاحتفال التكريمي للشاعر جورج شكور في بلاد جبيل