زيارةٌ سرّيّة
قَرَعَ بابَ منفايَ
دخلَ.. وجلس يُسامرني
في العشيّة
عذرًا سيّدي..
لا تُحدِّثْني عنِ السّياسةِ
فأنا لسْتُ امرأةً خياليّة
وما كنتُ يومًا امرأةً
إفتراضيّة
عذرًا سيّدي ..
لا تحدِّثْني عنِ الوطنيّة
فأنا لا وقتَ أضيّعُهُ لديَّ
ولا أستوعبُ معنى
الحُرّيّة
فقد باعَني وطني بثلاثينَ
فضّة واشترى بسعري
طوابعَ قيدٍ أميريّة
وبصماتِ أمواتٍ
وهميّةٍ
لا تُدانُ بما اقترفَتْ
ولا تطالُها ثوراتٌ
شعبيّة
عذرًا سيّدي
لا تحدِّثْني عن نضالاتٍ
جِهاديّة
فأنا لا أهوى الصّيدَ
ولا أقتاتُ بني جنسي
فقد أوصاني اللهُ
أن أرعى أخوةً
أمانةً لديَّ
ولا أرضى أبدًا
أن أطعمَ أطفالي
لحومَ طرائدَ بشريّة
عذرًا سيّدي..
لا تُحدِّثْني عن وارداتٍ
وصادراتٍ
وخطّاتٍ إقتصاديّة
ولا عن تنقيبِ الپترول
في بلدي
ولا عن ثروتِهِ المائيّة
فأنا امرأةٌ أنُقِّبُ عن لقمةِ
عيشٍ مُحَنَّطَةٍ في قبورٍ
جاهليّة
عن فتيفاتٍ تدحرجَتْ
عن عروشٍ..
عفوًا.. عفوًا..
عن “كروشِ” المُتخَمينَ
جشَعًا
وأروي غليلَ حَلْقي
من آبارِ عينَيَّ
بكرةً وعشيّة.
# عايدة قزحيّا
من: “يوميّات امرأة”
حبيبتي عايدة أنتِ رائعة طول العُمُر حفظكِ الله وإلى الأمام دوماً في كتابة هذه السطور لأني أُحِبُّها منذ الطفولة …
رائعة ومبدعة
دائمة رائعة