” ضيف الامسية“
قصيدة للشاعر عباس بيضون
-× -×-×-
عرفني الطبيب
كنت امل ان يكون المرض نسيني
انه لم يعد اسما اخر لي
لكنني كنت انقله معي
والطبيب يبتسم له
عرفني الطبيب
يمكن للمرض ان يكون شخصا
يمكن له ان يكون ساعة
ثمة من يترك له كرسيا
من يودعه في فراش
ثمة من ينصب له كلمة
من يتصيده بنادرة
اذ يمكن ان يكون ضيف الامسية
ان يكون اخا ثانيا
لا بد انه متروك للغد
قميصا فضفاضا كما تكون الوصايا
اذ يمكن ايضا ان يكون ضحكة في الصدر
طائرا في المعدة
ان يجمع الرئة في جملة واحدة
وبهذا الوسواس الذي استمر يحبٍّر ويصطاد في الليل
امكن للجسد ان يكون كتابا امام الله
امكن للمرض ان يكون رسولا او زائرا
نورا سقط من الشجرة ورائحة من اعلى الجنينة
قصاصات وديونا واواخر جمل ورسوما نصفية
حروف علة مخطوطة على الجلد
الذي صار له فجأة نوره وشذاه
كان المرض هكذا امضاء مشعا يركب الوجه
ويبني وجها داخله
كان ضؤا يشطب الوجه
ويطبع فيه هذه الوصية
كان الخوف الذي طفا و كان أخر السنة
كان الاسم الذي بدأ يصيح
وهو يرفع دملته
كان الحقيقة وقد صارت عددا
الشاعر عباس بيضون