اخترنا لمتابعي موقع ” ميزان الزمان ” الأدبي في بيروت باقة شعرية من قصائد الشاعرة زينب أحمد الجوهري :
-1-
ما كنت يوما
ضلعا أعوجا
في مثلث غير متوازي
أنا خط مستقيم
أتقاطع
مع شتى النقاط
ولا أنحني.
-2-
أقف الآن
على
روؤس أفكاري.
وجهي
مشرّع للغياب.
يداي
ممدودة للسحاب.
تلعب بي
رياح المزاج
تحضّني
على الإفلات
وتتذرّعُ باليباب.
الشاعرة زينب الجوهري
-3-
سأعمل
على إلغاء متابعة
أحلامي غير المتفاعلة
وأتبنى خيالاً رفد حروفي
فاستحقها بجدارة.
أنا
صاحبة القلب الأخرق
أول من ارتدت
قصائدك فساتين حب
وخالفت المنطق.
وأنت
المستوطن في القلب
المستعمر للنبض
المتشعب في الروح
المستحوذ على
كل فكرة وشرود.
تيار الحياة الذي
شحنته أناملك
لجسدي
أكان صاعقة
أردت بها
موتي؟
وماذا عن
ابتسامتك الدافئة
التي أنعشت قلبي
أكانت خدعة؟
الشاعرة زينب الجوهري
-4-
اليوم
سأفتش في مكتبتي
عن ذاكرة فارغة
وقلب من حديد.
وإختار من ركنيَّ
القصيّ حلما فارغا
وقلم تلوين سعيد.
سأجد لروحي متكئاً
بين جدران اسمٍ لن
يعرفه غيري.
وأطرد كل لقب كذوب
لعالم بعيد.
اليوم
سأتسربل اللاوجود
وأتخلص من لباس
مشاعر مرقعة
غزاها الصديد.
اليوم
سأخلق من كياني
كتابا غير مستعملٍ
وأُولد فيه
من جديد.
الشاعرة زينب الجوهري
-5-
حاولتُ فحسب…
حاولت خِداع طبيعةخرقاء،
وادّعيت الاستمرار بالعيش
في بلاد الحمقى.
مدن بلا طرقات قويمة،
قرى بلا قلوب سليمة،
منازل بعناوين خطأ،
لا أسقف لا جدران،
تداعت كل الحيطان،
والدروب تطول وتطول.
شجيرات حنظل
تتظاهر بالبراءة،
تغش الزنابق
بعلاقات صداقة.
نوبات جنون
تصول وتجول بالعقول ،
تتركها أهداف سهلة
لرمال متحركة،
وبالطريقة القديمة
تلتهم أفكارا عظيمة.
في الحقول
نباتات متعرشة مملة،
تسحب بحبال ممتازة
نحو الأسفل
توتة برية
بحلاوة بلهاء.
متواطئ الفرح
مع الأمور الخطيرة،
يمطر سخافات
فوق روؤس
من ملك الحظيرة.
حاولت أخذ ما أوتيت
والعودة من حيث أتيت،
نفخت بقوة،
لتتطاير من ذهني الفكرة،
عبثا حاولت،
ويا لهول ما فعلت،
في مدينة الحمقى،
أنا خْدعت.
وقبل أن أعود
لرشدي
على أعتاب بيت
بعنوان خاطئ ٍ
قُتلت.
الشاعرة زينب أحمد الجوهري